12-أبريل-2021

تفوق إيرادات البنزين يوميًا ثمانية مليارات دينار وفق مختصين

الترا عراق - فريق التحرير

اقترحت وزارة النفط العراقية، رفع سعر البنزين في محطات الوقود إلى 500 دينار بفرض ضريبة جديدة، إلا أنّ المقترح واجه رفضًا من اللجنة البرلمانية، في حين تشير مصادر إلى أنّ المسؤولين في الحكومة يفكرون بزيادة السعر إلى حد أعلى.

يواجه مقترح فرض ضرائب إضافية على بنزين السيارات انتقادات من مراقبين ومختصين

وحول ذلك أوضح عضو لجنة الطاقة في مجلس النواب، بهاء الدين النوري في تصريح، أنّ "لجنته تواصلت مع وزارة النفط ورفضت زيادة سعر لتر البنزين إلى 500 دينار عراقي بدلاً عن 450 دينار"، مشيرًا إلى أنّ "الضريبة على البنزين المستورد موجودة بالفعل كما في الموازنات السابقة، وستبقى الأسعار على ما هو عليه".

ويواجه مقترح رفع أسعار الوقود انتقادات مع حجم الضرائب المفروضة ورفع سعر صرف الدولار والأزمة الاقتصادية.

اقرأ/ي أيضًا: إحصائية بعمليات تهريب النفط العراقي خلال عام 2020

ويقول كريم الحلو، مراقب مهتم بالشؤون الاقتصادية والمالية، إنّ "موازنة 2021 ألقت بالثقل على كاهل المواطن عبر فرض ضرائب كبيرة بمختلف أشكالها، والآن يدور الحديث عن رفع سعر البنزين، في وقت تعرقل فيه وزارة النفط، الخاضعة لنظام المحاصصة، مئات المشاريع الاستثمارية التي قد تمثل حلاً جيدًا لتوفير إيرادات إضافية كبيرة دون تحميل المواطنين فوق طاقتهم".

ويضيف الحلو، أنّ "شركة سومو تسلم الحكومة مليون برميل من النفط خام يوميًا، بمتوسط سعر يصل إلى 63 دولارًا، لكن الشركة لا تحصل على إيرادات من تلك المنتجات التي يذهب جزء كبير منها إلى جهات فاسدة، كما هو الحال في القطاعات الأخرى مثل وزارة الصناعة التي منحت 5 آلاف إجازة لمشاريع متنوعة لم تنفذ منها سوى 400".

ويرى الحلو، أنّ المشكلة تكمن في "سوء التخطيط والإدارة ومعادلة الفساد التي أنتجتها أحزاب السلطة، المدعومة خارجيًا لعرقلة أي مشاريع وطنية حقيقية".

ووفقا لبيانات شركة "سومو" لشهر آذار/مارس الماضي، فقد صدر العراق 91.311.929 مليون برميل نفط، وبإيرادات مالية بلغت 5 مليار و782 مليونًا و711 ألف دولار، بمعدل الصادرات بلغت نحو 3 ملايين برميل بسعر 63.32 دولار.

بالمقابل، يتساءل الخبير النفطي علاء الأسدي، عن مصير 8 مليارات دينار تتحصل عليها وزارة النفط كواردات من بيع البنزين العادي فقط، و"هي لا تدخل ضمن حسابات الموازنات المالية مع واردات النفط الخام".

ويوضح الأسدي في حديث لـ "الترا عراق"، أنّ "الحصة اليومية للمصافي العراقية من النفط تبلغ نحو 530 ألف برميل تحول إلى بنزين ومشتقات وقودية أخرى"، مبينًا أنّ "نحو 28% من كل برميل نفط تحول إلى بنزين أي ما يعادل 23.5 مليون لتر يوميًا بقيمة 10.6 مليار دينار، تستقطع منها نسبة 26% ككلفة تكرير".

ويشير الأسدي، إلى أنّ "قيمة مبيعات البنزين العادي اليومية تفوق 8 مليارات دينار، بقيمة نحو 36 سنتًا ما يعادل سعر البنزين المحسن في الإمارات على سبيل المثال"، مؤكدًا أنّ "سعر وقود البنزين العادي في العراق يعد الأغلى بين أغلب دول العالم ومنها دول الخليج، حيث ينفق سائق مركبة الأجرة (السايبا) على الوقود الرديء، أكثر من نظيره في قطر الذي يستخدم وقود عالي الأوكتان لسيارته (الفيراري) بسعر 91 سنتًا، مقارنة بجودة الوقود هناك إذا يعادل البنزين (السوبر) في العراق".

 

اقرأ/ي أيضًا: 

"كارثة" نفط العراق خارج حدود الإقليم.. لماذا ترضى بغداد بإنتاج أقل من الحقيقي؟

غاز يحترق ويُهدر في الهواء.. هل سيبقى العراق معتمدًا على إيران فقط؟