09-أبريل-2018

الناشر فارس كامل

يخصّص "ألترا صوت" هذه المساحة الأسبوعيّة، كلَّ إثنين، للعلاقة الشخصية مع الكتب والقراءة، لكونها تمضي بصاحبها إلى تشكيل تاريخٍ سريّ وسيرة رديفة، توازي في تأثيرها تجارب الحياة أو تتفوّق عليها. كتّاب وصحافيون وفنّانون يتناوبون في الحديث عن عالمٍ شديد الحميميّة، أبجديتُهُ الورق، ولغته الخيال.


فارس كامل ناشر من العراق، صاحب "مكتبة ودار المعقدين للنشر والتوزيع". يحمل بكالوريوس في الأدب الإنجليزي، كلية الآداب جامعة بغداد. احترف بيع الكتب في رصيف شارع المتنبي منذ 1993. افتتح دار المعقدين منذ سنتين، ولديه 25 إصدارًا متنوعًا.


  • ما الذي جاء بك إلى عالم الكتب؟

أوصتني أمي في يوم من عام 1989، ما قبل مرحلة البكالوريا بسنة، أن أذهب إلى بيت العائلة الكبير الكائن في منطقة مناوي باشا في البصرة، قرب نهر الخورة وشط العرب، وأن أستأذن العائلة التي تستأجر البيت، وأن أصعد إلى السطح لأنقذ ما يمكن إنقاذه من كتب أبيها، الذي هو جدي بالضرورة، والتي تركت مهملة ما يقارب العشرين سنة. أنزلت الكتب نظفتها، قرأت منها المنفلوطي و"ليلى المريضة في العراق" لزكي مبارك، وأجزاء متفرقة من "كتاب الأغاني" للأصفهاني.

  • ما هو الكتاب، أو الكتب، الأكثر تأثيرًا في حياتك؟

لم أقرأ كتب الأدب كثيرًا، بدأت مع توفيق الحكيم وانتقلت مباشرةً الى كتب مصطفى محمود، ومنه الى الفلسفة وكتب زكي نجيب محمود وفؤاد زكريا، أي كتب الفلسفة. كان كتاب "خرافة الميتافيزيقا" لزكي نجيب، و"التفكير العلمي" لفؤاد زكريا عظيمي الأثر في البدء بالسؤال الفلسفي، ومنهما انتقلت إلى قراءة الفلسفة الماركسية.

  • من هو كاتبك المفضل، ولماذا أصبح كذلك؟

في البدايات كان لي كتاب مفضلون. حيث يمثل كل كاتب مرحلة معينة، وبعد التأسيس صار كل كاتب وكتاب يهمني موضوعه يصبح مفضلًا. أستطيع أن أسمي لك بعض الأسماء: هادي العلوي، وحسين مروّة، وصادق جلال العظم، وفؤاد زكريا، وعلي زيعور، ومؤخراً سلافوي جيجيك وآلان بوتون. اتتبع أية ترجمة جديدة لهما.

  • هل تكتب ملاحظات أو ملخصات لما تقرأه عادة؟

في البدايات نعم، وهو نشاط ذهني يجعل الأفكار الأولى والمهمة تترسخ في الذهن. مع الأيام اكتشفت أن هنالك طريقة مهمة ورديفة للتدوين. وهي أنك تحكي الأفكار التي تسلمتها من الكتب وتعيد تدويرها من خلال الحديث والنقاش مع الأصدقاء، وهي طريقة ناجعة وتشبه تلخيص الكتب.

  • هل تغيّرت علاقتك مع الكتب بعد دخول الكتاب الإلكتروني؟

أبدًا، أعترف أنني اقتنيت معظم الأجهزة التي تتيح القراءة الإلكترونية، من باب توثيق النادر من الكتب والاطلاع على عجالة على محتوى هذه النوادر على أمل الحصول عليها ورقيًّا، ولكنني لم أنهِ كتابًا إلكترونيًّا يومًا ما.

  • حدّثنا عن مكتبتك؟

مكتبتي مرت بمراحل كثيرة بفعل تطور الأفكار وكثرة التنقلات بين المنازل والمدن. حصلت هزات كثيرة في مكتبتي مع تطور نوع القراءة والتخلي عن الكثير من الكتب التي تجاوزها عقلي. ودائمًا ما تتسع عيون الغربال ليمر منها عدد أكبر من الكتب في كل مرحلة. الآن مكتبتي أكثر انتقائية وتحوي جميع العلوم الإنسانية وأهم الروايات التي تركت أثرًا في عالم الأدب. ونخبة من أمهات كتب علم النفس والاجتماع والفلسفة والأنثروبولوجيا وكتب سيرة لأهم العقول البشرية.

  • ما الكتاب الذي تقرأه في الوقت الحالي؟

أنهيت قبل أيام كتاب "قلق السعي إلى المكانة" لآلان بوتون، وفي هذه المرحلة أتنقل بين مجموعة من الكتب، كأن أقرأ ديوان شعر مترجم أعجبني، وأخوض في رواية حديثة لأحد الأصدقاء مثلاً، وبجانبي كتاب فلسفي أو تاريخي أنتقي منه فصولًا معينة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مكتبة لونيس بن علي

مكتبة أسماء الغول