07-أغسطس-2021

خيم الحزن على عشاق النجم الأرجنتيني في العراق (Getty)

الترا عراق - فريق التحرير

لم يفق عاشق الساحر الأرجنتيني ليونيل ميسي، حتى الآن، من صدمة إعلان رحيله المفاجئ عن أسوار النادي الكتالوني، إذ اشتعلت مواقع التواصل العراقية بكلمات الوداع المؤثرة ومشاعر الحزن.

تفاعل العراقيون بشكل لافت مع إعلان رحيل أسطورة كرة القدم ليونيل ميسي عن نادي برشلونة

وأعن نادي برشلونة، الخميس 5 آب/أغسطس، رسميًا خروج اللاعب إثر الفشل في التوصل إلى اتفاق على تجديد عقد البرغوث، 34 عامًا، بعد رحلة تاريخية حطم فيها أرقامًا قياسية وضعته على عرش كرة القدم تاريخيًا.

وقال النادي، إنّ "ليونيل ميسي لن يستمر مع النادي. على الرغم من الاتفاق بين الطرفين، لا يمكن إضفاء الطابع الرسمي على العقد بسبب العقبات الاقتصادية والهيكلية. برشلونة يتقدم بخالص الشكر لميسي على كل ما قدمه للنادي ويتمنى له كل التوفيق في المستقبل".

صدمة وغضب..

فيما قال رئيس النادي خوان لابورتا، في مؤتمر صحافي، الجمعة، إن الفريق الكتالوني لم يستطع تجديد العقد بسبب لوائح اللعب المالي النظيف لرابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، موضحًا أنّ "برشلونة وميسي أرادا التوقيع على عقد جديد، لكن الرواتب تمثل 110 في المئة من إيرادات النادي الحالية، وهو ما يعني أن النادي ينفق أكثر من المتوقع، وهي مخاطرة مالية".

وأضاف، أنّ "النادي أهم من أي شيء، حتى أهم من أفضل لاعب في العالم"، مشيرًا إلى أنّ الوضع المالي للنادي الذي ورثه من الإدارة السابقة بقيادة جوسيب ماريا بارتوميو كان "أسوأ كثيرًا" مما توقع، فيما أكّد أنّ النادي يستطيع المضي قدمًا وتحقيق الألقاب في "حقبة ما بعد ميسي".

مشجعو النادي في العراق تلقوا هذه الكلمات باستياء وغضب كبيرين، شأنهم بذلك، شأن أنصار البلوغرانا في أنحاء العالم، مستعرضين مشاهد من مسيرة أفضل لاعب في العالم لست مرات، مع أغان عراقية ومقاطع شعرية تعبر عن الحزن والثناء.

وتضمنت تدوينات الوداع بعض العتاب أيضًا، كما هو شأن الكاتب مصطفى بهجت الذي عبر عن صدمته بتدوينة طويلة صوّر فيها كيف قضى سنوات جميلة مع مسيرة "ليو" التي انتهت "دون وصل أو ذكريات".

"أخبروا ميسي"!

واستشهد الكاتب بعبارة مؤثرة للشاعر والمدون ميثم راضي كتبها قبل سنوات: "على أحدهم أن يخبر ميسي أننا هنا في هذه البلاد منذ عشر سنوات وأكثر نستخدمه كمملحة أو رشة توابل فوق هذه الأيام التي بلا طعم ...".

بدوره، كتب الصحافي علي تحسين الحيالي على فيسبوك، "مؤلم محزن هذا الخبر، صدمة، البرشا بلا ميسي كالأرض بلا مطر، كل التوفيق لـ ليو، لكن سنبقى نشجع برشلونة  بحلوها ومرها".

فيما دون نوار جاسم قائلاً، "وداعًا ميسي كل من يحبك ويكرهك يشهد لك أنك أفضل من لمس الكرة على مر التاريخ سيفتقدك محبوك وحتى عشب الكامب نو سيفتقد لمساتك، لكن للأسف هذا حال كرة القدم. سنبقى نتذكر لمساتك وإعجازك الكروي".

التوقعات حول وجهة ميسي المقبلة، أخذت أيضًا، حيزًا كبيرًا من التفاعل، حيث تؤكد التسريبات اقتراب اللاعب من التوقيع للنادي الباريسي "باريس سان جرمان"، ليجتمع بـ "الكابيتانو" قائد ريال مدريد السابق سيرجيو راموس، إلى جانب مجموعة من أفضل نجوم العالم.

وكتب الصحافي الرياضي علي الربيعي، "الملتقى مع شيخ القبيلة برعاية الخليفي".

"لن نصدق"!

وعلى الرغم من إعلان خروج النجم الأرجنتيني رسميًا، إلاّ أنّ كثيرًا من عشاق البرغوث يتمسكون بأمل مشاهدة ميسي مجددًا بقميصه رقم عشرة بالأزرق والأحمر.

وتوقع وليد المرسومي، رئيس تحرير شبكة الكرة العراقية، في تدوينة له، "بقاء ميسي مع برشلونة"، مشيرًا إلى أنّ بيان النادي "ربما يهدف للضغط من أجل تغيير اللوائح المالية لرابطة الليغا التي أجبرت الطرفين على الفراق".

ويتفق الصحافي إيهاب المالكي مع هذه التوقعات، مؤكدًا أنّ "بين ميسي وبرشلونة قصة عشق وتاريخ ولا يمكن أن تنتهي بهذه السهولة"، فيما رأى أنّ "خسارة ميسي هي خسارة الدوري الإسباني وخسارة إسبانيا نفسها لحركتها السياحية".

لكن صحيفة "موندو ديبورتيفو" الإسبانية، أكّدت أنّ "البارسا"، قام بإزالة صورة النجم الأرجنتيني من موقعه الرسمي على الإنترنت بعد ساعة واحدة من إعلانه رحيل "البرغوث"، بعد أنّ كان قد انتهى عقد ميسي الهداف التاريخي لبرشلونة، مع النادي الكتالوني في 30 حزيران/يونيو الماضي، لأول مرة منذ 21 عامًا.

وشهدت أسوار ملعب الكامب نو مشاهد حزينة لعشاق الأرجنتيني المعجزة، الذين عبروا  عن رفضهم قرار مغادرة النجم الأرجنتيني.

21 عامًا منذ "منديل الطعام"

ويعتبر يوم 14 كانون الأول/ديسمبر عام 2000، يومًا تاريخيًا في نادي برشلونة، حين نجح السكرتير الفني للنادي في توقيع أول عقد مع الفتى الأرجنتيني ابن الـ 12 ربيعًا، وتم الاتفاق بشكل مبدأي بينهما وتم تدوينه على منديل طعام.

ولعب ميسي أول مباراة رسمية له مع الفريق الأول في مباراة ودية ضد جوزيه مورينيو عندما كان يدرب بورتو في 16 تشرين الثاني/نوفمبر 2003، وبعد أقل من عام، استدعاه المدرب فرانك ريكارد ليلعب لأول مرة في الدوري ضد إسبانيول في 16 تشرين الأول أكتوبر 2004 (بعمر 17 سنة و 114 يوم)، ليصبح ثالث أصغر لاعب يلعب مع صفوف الفريق الأول والأصغر مع برشلونة في الليغا.

وتضم قائمة الأرقام القياسية التي حققها ميسي، ست جوائز من الكرة الذهبية، ومثلها أحذية ذهبية أوروبية، فضلاً عن الفوز بـ 35 لقبًا مع النادي، بما في ذلك 10 ألقاب في الدوري الإسباني، و4 في دوري أبطال أوروبا، و7 ألقاب في كأس الملك.

كما أحرز 474 هدفًا في الدوري منذ انطلاق مسيرته، إذ يعتبر أكثر لاعب سجل في موسم واحد وأي دوري أوروبي آخر بـ 50 هدفًا، بالإضافة لحصد لقب أكثر لاعب تسجيلاً لـ "الهاتريك" في الدوري الإسباني بـ 36 مرة.

ومؤخرًا، توج ميسي بلقب كأس كوبا أمريكا 2020، حيث قاد منتخب بلاده الأرجنتين، ليكون اللقب الأول للنجم الأرجنتيني بعد مسيرة طويلة مليئة بالجوائز الفردية والألقاب مع ناديه، كما حققت الأرجنتين بهذا الفوز لقبها 15 في كوبا أمريكا لتتساوى مع أوروغواي في صدارة قائمة الدول الأكثر فوزًا باللقب.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

رغم الخسارة.. العراق يتأهل إلى المرحلة الحاسمة من تصفيات كأس العالم

كلاسيكو ناري وميدان "مضحك".. ماذا يحتاج العراق لبلوغ كأس العالم؟