05-سبتمبر-2021

درجة مرغوبة في المصافي الهندية والصينية (Getty)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

في تشرين الثاني/نوفبمر من العام الماضي 2020، كشف العراق النقاب عن خام جديد يدعى "خام البصرة المتوسط"، ليكون صنفًا جديدًا ثالثًا مع خامي البصرة الخفيف والثقيل، ليبدأ طرحه وتصديره إلى الأسواق العالمية مطلع العام الجاري 2021.

بدأ العراق يلمس تصاعدًا في الطلب على "خام البصرة المتوسط" الذي حظي بـ"شعبية متزايدة" ولا سيما في الأسواق الآسيوية

ويتمتع الخام الجديد بمواصفات جديدة، وذلك عبر تقسيم إنتاج البصرة الخفيف إلى درجتين، حيث يكون جاذبية خام البصرة لايت (الخفيف) 33 درجة، بينما تكون جاذبية البصرة المتوسط حوالي 29 درجة، والثقيل يبلغ 24 درجة، وعلى هذا الأساس، فأنه كلما تناقص مقدار الجاذبية يعطي مؤشرًا على أن السائل أثقل، وتقل كميات البنزين والديزل المستخرجة من هذا الخام عند تكريرها.

اقرأ/ي أيضًا: نفط وكهرباء.. العراق يقترب من إبرام عقد ضخم مع "توتال" الفرنسية

وبدأ العراق يلمس تصاعدًا في الطلب على هذا النوع من الخامات الذي بدأ يحظى بـ"شعبية متزايدة"، ولا سيما من قبل الأسواق الآسيوية، بحسب شركة سومو، التي توقعت تصدير كميات أكبر من هذا الخام خلال الأشهر القادمة ومع تدشين رفع الإنتاج تدريجيًا بحسب اتفاق أوبك.

وبحسب أرقام شركة سومو، فإن العراق صدّر 1.013 مليون برميل في اليوم من خام البصرة المتوسط في أيار/مايو، بزيادة 14٪ تقريبًا عن 891 ألف برميل في اليوم في كانون الثاني/يناير، فيما اعتبر نائب مدير شركة سومو علي الشطاري في تصريحات صحفية تابعها "ألترا عراق"، أن "زيادة الحصص في تموز ستسمح للعراق بالحفاظ على صادراته الجنوبية إلى الخليج العربي عند حوالي 2.8 مليون برميل في اليوم".

وبدأ الخام المتوسط يسيطر على الصادرات النفطية العراقية إلى دول آسيا، متفوقًا على شحنات البصرة الخفيفة والثقيلة معًا، حيث أن ما يقرب من 80٪ من صادرات البصرة المتوسطة يتم شحنها حاليًا إلى الشرق، وتستحوذ الصين على أكثر من النصف، بينما تستحوذ الهند على ما يصل إلى الربع، فيما بلغ متوسط صادرات الخام المتوسط 998.800 برميل في اليوم في تموز/يونيو، بزيادة 1.4٪ عن الشهر الذي يسبقه، وفقًا لأرقام سومو.

العراق يزاحم السعودية

إلا أن ما يلفت الانتباه مع هذا الطلب المتصاعد للخام المتوسط الذي يتشابه جدًا من حيث الجودة مع النفط الثقيل السعودي، بثقل نوعي يبلغ حوالي 27.9 API مع محتوى كبريت بنسبة 3٪، هو ما إذا كان العراق قد "زاحم السعودية" في الأسواق الآسيوية بعد طرح خام يتشابه جدًا مع الخام السعودي.

وفي الوقت الذي ارتفعت فيه صادرات العراق خلال تموز من النفط المتوسط بنسبة 1.4% إلى الأسواق الآسيوية، تراجعت الشحنات السعودية من النفط إلى الصين بنفس الشهر، حيث بلغ إجمالي شحنات السعودية 1.58 مليون برميل يوميًا في تموز، مقارنة بـ1.75 مليون برميل يوميًا في حزيران، بحسب بيانات الإدارة العامة للجمارك في الصين، فيما بلغت صادرات العراق إلى الصين بتموز 4.670 ملايين طن متري من النفط الخام، بارتفاع بلغ 34.1 % عن شهر حزيران الذي بلغ 3.480 مليون طن متري، بحسب إدارة الجمارك الصينية.

لولا المتوسط.. 30% من صادرات العراق النفطية مهددة

وبينما تتحدث سومو على أن قرابة المليون برميل يوميًا من صادرات العراق هو من خام البصرة المتوسط، وذلك من أصل قرابة 3 مليون برميل يوميًا يصدرها العراق من مجمل نفطه الخام، ما يعني أن 30% من صادرات العراق النفط هي من الخام المتوسط الذي تم استحداثه وتدشين تصديره  منذ مطلع العام الجاري.

وعلى هذا الأساس، يطرح تساؤل عن ماذا لو أن العراق لم يستحدث هذا النوع من الخامات؟ وماذا إذا كان غيابه سيتسبب بانخفاض صادرات العراق النفطية بنحو 30% من صادراته الحالية؟

يقول الخبير النفطي نبيل المرسومي في حديث لـ"ألترا عراق" إنه "ابتداءً من كانون الثاني/يناير 2021 تم تصنيف خام البصرة إلى 3 درجات معيارية، الأول؛ هو خام البصرة الخفيف درجة الكثافة 33 والمتوسط درجة الكثافة 29 والثقيل درجة الكثافة 24، لذلك خام البصرة المتوسط يعتبر درجة جديدة أدخلها العراق من أجل زيادة تدفقات تصدير النفط الخام خاصة بعد زيادة الوزن النسبي للنفط العراقي المصدر"، مبينًا أن "السبب هو أن المصافي الهندية والصينية ترغب كثيرًا بالخامات المتوسطة والثقيلة بسبب طبيعة مصافيها التي تعتمد على إنتاج الديزل باعتبار أن الخامات المتوسطة والثقيلة، ينتج كمية أكبر من الديزل وبنوعية أفضل"، مبينًا أن "الصادرات العراقية إلى آسيا تستحوذ على نسبة لا تقل عن 70% من صادرات العراق النفطية".

ويضيف المرسومي أن "درجة كثافة ونوعية خام البصرة المتوسط شبيهة وقريبة من الخام السعودي الثقيل من ناحية درجة الكثافة ومستوى الكبريت لذلك نلاحظ هناك طلبًا كبيرًا على الخام المتوسط، بحيث أصبح يشكل حوالي 30% من إجمالي صادرات النفط العراقية، وفي شهر تموز/يوليو الماضي بلغت بحدود المليون برميل يوميًا"، معتبرًا أن "هذا اتجاه جديد ومثمر عملت عليه سومو لتعظيم صادرات النفط العراقية وإيجاد أسواق جديدة للخامات العراقية،  وبالذات خامات البصرة التي تشكل نحو 80% من إجمالي صادرات النفط العراقية".

الصادرات العراقية إلى آسيا تستحوذ على نسبة لا تقل عن 70% من صادرات العراق النفطية

وحول ما إذا كانت صادرات النفط العراقية قد تتأثر في حال عدم استحداث هذا الخام، أكد المرسومي أنه "لو لم يتم هذا الاستحداث لانخفض الطلب الآسيوي على النفط العراقي لأن خام البصرة كان يصنف سابقًا إلى درجتين نفط خفيف ونفط ثقيل ذو كثافة متدنية ومستوى كبريت عالي"، مشيرًا إلى أن "الأول مطلوب في اليابان وأوروبا، والثاني مطلوب في الولايات المتحدة، مستدركًا "ولكن الطلب الصيني والروسي الكبير كان على النفط المتوسط، ولذلك هناك طلب كبير على النفط السعودي الثقيل (المماثل لخام البصرة المتوسط حاليًا) ونفط الأورال الروسي".

 

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

إيقاف الغاز الإيراني لـ6 أشهر "يغامر" بـ26% من إنتاج العراق الكهربائي

معيار جديد من العراق لدراسة تسعير مبيعات النفط الفورية