ألترا عراق ـ فريق التحرير
بالتزامن مع وصول نصف مليون جرعة من لقاح سينوفارم الصيني إلى العراق، ضمن عقد بين الجانبين يقتضي شراء العراق لمليوني جرعة من هذا اللقاح، بدأت مؤشرات وتقارير عالمية ترصد ارتفاع الإصابات والوفيات بفيروس كورونا في دول تعتبر من البلدان الأكثر تطعيمًا لسكانها، إلا أنها تستخدم لقاح سينوفارم الصيني، الأمر الذي أثار المخاوف بشأن ما إذا كان هذا النوع من اللقاحات "لا يعمل".
المخاوف حول ما إذا كان سبب ارتفاع الإصابات في دول معينة يعود لـ"عدم فاعلية" لقاح سينوفارم، تقود إلى تساؤلات عن موقف العراق ووزارة الصحة
كان لقاح سينوفارم الصيني، هو أول نوع دخل العراق من خلاله مضمار سباق التطعيم، بعد استلام 250 ألف جرعة كمنحة من الحكومة الصينية، قبل يستلم العراق في 3 حزيران/يونيو الجاري، 500 ألف جرعة أخرى من هذا اللقاح ضمن عقد بشراء مليوني جرعة من هذا اللقاح، وهو ما يكفي لتلقيح مليون مواطن، فضلا عن 125 ألف مواطن تم تلقيحه بجرعتين من هذا اللقاح بواسطة الـ250 ألف جرعة الواصلة بالأشهر السابقة.
اقرأ/ي أيضًا: نصف مليون عراقي تلقوا اللقاح.. ما هي النسبة التي تريد الصحة الوصول إليها؟
بالتزامن مع مباشرة العراق بتطعيم المواطنين باستخدام الـ500 ألف جرعة الواصلة حديثًا من لقاح سينوفارم، تشير البيانات إلى ارتفاع عدد الوفيات والإصابات بكورونا في بلدان متقدمة في سباق التطعيم، مثل البحرين والأوروغواي وتشيلي وسيشيل، بالرغم من كون الأوروغواي قد طعمت ما لا يقل عن 50.4 % من مواطنيها، فيما وصلت النسبة في البحرين إلى 53.2%، وفي سيشل إلى 71.6%، وتشيلي 54.5 بالمئة، وتعتمد هذه الدول بشكل كبير على لقاح سينوفارم في تطعيم شعوبها.
ويقدم خبراء تفسيرًا محتملًا آخر حول ارتفاع الإصابات في هذه الدول، لا تتعلق بنوع اللقاح، بل لكون ارتفاع معدلات التطعيم في تلك الدول قد خلق نوعًا من الاطمئنان الزائف، والذي منح السلطات والمواطنين فيها شعورًا كاذبًا بالأمان، ما خفف من القيود وزاد حجم الكارثة.
إلا أن المخاوف حول ما إذا كان سبب ارتفاع الإصابات في هذه الدول يعود لـ"عدم فاعلية" لقاح سينوفارم، تقود إلى تساؤلات عن موقف العراق ووزارة الصحة من هذه الإشارات، وهو على أعتاب استلام مليون ونصف جرعة إضافية من هذا اللقاح خلال الأشهر القادمة، إضافة إلى ما استلمه من جرعات بالغة 750 ألف جرعة حتى الآن، ما يؤدي إلى تطعيم أكثر من مليون مواطن عراقي، وما إذا سيحتاج العراق لإعادة تطعيم هؤلاء المواطنين بلقاح من نوع آخر مجددًا، خصوصًا مع توجه البحرين لتطعيم الأشخاص الذين تلقوا جرعتين من لقاح سينوفارم، إلى تطعيمهم بجرعة ثالثة من لقاح فايزر.
وحول هذا الأمر يقول مدير عام الصحة العامة رياض عبد الأمير في حديث لـ"ألترا عراق"، إن "الحكم على عدم فعالية اللقاح لا تتم بهذه الانطباعات، بل هناك لجان استشارية خبيرة في منظمة الصحة العالمية تراقب اللقاحات في البلدان وإذا ثبت عدم فعالية لقاح أو مأمونيته هي التي ستعلن عن ذلك".
وحول لقاح سينوفارم، يبيّن عبد الأمير أن "عدد الدول التي تستخدمه بلغ الآن أكثر من سبعين دولة، ولم تعلن أي دولة من هذه الدول أن لقاح سينوفارم ليس كفوءًا وأنها اوقفت استعماله".
ويشير إلى أن "ارتفاع عدد الإصابات في البحرين لا يدل على عدم كفاءة اللقاح إلا إذا تحققت عدة مؤشرات، منها أن تكون الإصابات العالية في البحرين حدثت بين الملقحين بسينوفارم، وهذا لم يثبت، فضلًا عن السؤال عما إذا كانت تلك الاصابات بعد التلقيح هي إصابات شديدة أم خفيفة؟ وأيضًا لم يؤشر ذلك"، وعلى أساس ذلك يعتبر عبد الأمير أنه "توجد علاقة بين عدد الإصابات في هذه البلدان واللقاح".
وحول كيفية تفسير لجوء البحرين لإعطاء جرعة ثالثة من لقاح فايزر لمن سبق وأخذ جرعتين من لقاح سينوفارم وما إذا كانت مؤشرًا على عدم فاعلية سينوفارم، يبيّن عبد الأمير أن "لا شيء ملفت في هذا الأمر وقد اتخذت الإمارات هذه الخطوة قبل البحرين، وربما دول أخرى ستتخذ هذه الخطوة"، مشيرًا إلى أنه "عندما يثبت لهذه الدول أهمية الجرعة الثالثة ولديها لقاحات كافية يفضل أن تفعل ذلك".
الدراسات نصحت مؤخرًا بجرعة ثالثة من لقاح سينوفارم
من جانبه، يقدم استشاري عناية مركزة وتخدير في لندن الدكتور علي إسماعيل عزيز، تلخيصًا مطمئنًا إلا أنه يحتاج لتدارك جديد سيجعل العراق بحاجة إلى دفعات إضافية من اللقاح، حيث يقول عزيز في حديث لـ"ألترا عراق" إن "سينوفارم وحسب الدراسات، ذو فعالية جيدة"، إلا أنه استدرك بأن "الدراسات نصحت مؤخرًا بجرعة ثالثة منه".
اقرأ/ي أيضًا:
آلاف الإصابات بـ "كورونا".. والبصرة تزيح بغداد عن صدارة الموقف الوبائي