03-سبتمبر-2016

من آثار انفجار مخزن السلاح في منطقة العبيدي ببغداد

استيقط سكان العاصمة العراقية، بغداد صباح الجمعة الماضي، على سلسلة تفجيرات لم يعرفوا مصدرها في بادئ الأمر. تعددت الروايات حول أماكن التفجير التي سقطت بسببها قذائف هاون على الأحياء السكنية في مناطق شرقي العاصمة بغداد، ليتضح بعد ذلك أن مخزن سلاح تابع للحشد الشعبي داخل حي سكني قد انفجر.

تتمتع ميليشيات الحشد الشعبي بسيطرة كبيرة في بعض مناطق العاصمة، وتمتلك نفوذًا كبيرًا في بغداد ومؤسسات الدولة، ما يمنع محاسبتها على أي مخالفة

ففي منطقة العبيدي، وهي من المناطق الفقيرة التي تقع شرقي العاصمة بغداد، خزنت إحدى فصائل الحشد الشعبي أسلحتها بين المنازل هناك، بعلم أو بدون علم الحكومة العراقية، وأدى انفجار المخزن إلى سقوط نحو 4 قتلى و11 جريحًا بحسب الأرقام التي أعلنتها قيادة عمليات بغداد.

اقرأ/ي أيضًا: كيف مولت "الأمم المتحدة" بشار الأسد

سارعت جميع فصائل الحشد إلى إعلان موقفها المتبرأ من مخزن السلاح. انتشرت مقاطع فيديو عدة تظهر حي العبيدي محترقًا وكأنه كوباني العراق. مع ذلك بقيت الحكومة العراقية صامتة ولم تعلن عن أي نتائج تحقيق أو اتخاذ أية تدابير أخرى.

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية، سعد معن، إن "الانفجارات ناجمة عن انفجار مستودع للأسلحة في منطقة العبيدي تسبب في انطلاق بعض المقذوفات، ما أدى إلى وقوع إصابات، وأن انفجار المخزن تسبب بانطلاق عشوائي للقذائف والصواريخ".

اقرأ/ي أيضًا: مأزق الخليج في مصر

تخزن فصائل عدة تابعة للحشد الشعبي أسلحتها في المناطق التي يتواجد فيها أتباعها، والتي تسيطر عليها فعليًا، فمنطقة العبيدي، لا يوجد بها حضور قوي للشرطة، والتي إن تواجدت فلا يعدو وجودها عن كونه شكليًا. هناك تسيطر العشائر والميليشيات، ويحدث أن بعض القتالات العشائرية تستخدم فيها الأسلحة المتوسطة والثقيلة.

تتمتع ميليشيات الحشد الشعبي بسيطرة كاملة على تلك المناطق، وتمتلك نفوذًا كبيرًا في العاصمة بغداد ومؤسسات الدولة، وهذا ما قد يمنع إجراء أي تحقيق بتلك الحادثة أو محاسبة أي من المقصرين، خاصة وأن أغلب أطراف الحشد الشعبي قد أعلنت عدم مسؤوليتها عن المخزن.

لم تكن منطقة العبيدي هي الوحيدة التي تضررت بالانفجار، فقذائف الهاون المخزنة هناك، تطايرت على الأحياء السكنية المجاورة، وهي أحياء فقيرة وأغلب ساكنيها من العمال الذين يعيشون على ما يحصلون عليه من عملهم اليومي.

حاولت ميليشيات الحشد أن تغطي على تقصيرها وتخزين الأسلحة في حي سكني، بالقول إن "طائرة أمريكية مسيرة، هي من قامت بإطلاق الصواريخ على المخزن، لتشوه سمعتنا".

هذا التبرير المستمر من قبل الميليشيات عند حدوث أي انتهاك أو تقصير، يوجه لأي شخص يحاول أن ينتقد أو يوجه التساؤلات بشأن وجود أسلحة في حي سكني، يبعد مئات الكيلومترات عن المناطق التي يسيطر عليها تنظيم "داعش"، ودون وجود أي مراقبة أو قدرة على الردع من جانب الحكومة العراقية.

اقرأ/ي أيضًا:

صفقة أسلحة تاريخية بين أمريكا وإسرائيل

رجل المخابرات الأمريكية الذي يسبب صداعًا لأمريكا