08-سبتمبر-2020

اعتبرت ندى شاكر جودت أن الغرض من الربط السككي هو تمويت العراق والفاو (Getty)

عانى مشروع ميناء الفاو الكبير من تعثرات متتالية بعد افتتاح المرحلة الأولى منه عام 2016 على أن يُنجز بشكل نهائي بعد 22 عامًا من هذا التاريخ، ويعد المشروع أحد أهم المشاريع الاستراتيجية في الخليج العربي.

ليس للعراق إطلالة بحرية سوى على الخليج العربي الذي يربطه بالعالم الخارجي من خلال البحر، والتي "تعادل الثروة النفطية التي يمتلكها العراق" 

فيما تعرقل المشروع مرارًا، أنجز العراق "كاسر أمواج" شرع بتأسيسه عام 2010 بطول يصل إلى أكثر من 14 كيلو مترًا بهدف حماية السفن القادمة إلى العراق من الأمواج القوية وتسهيل رحلات السفن المباشرة إلى ميناء الفاو الجديد. وقد دخل مؤخرًا إلى موسوعة غينيتس للأرقام القيا­­سية للأطول في العالم.

اقرأ/ي أيضًا: الاقتصاد البرلمانية عن ميناء الفاو: التلكؤ له طابع سياسي

تعود قصة مشروع الفاو الكبير وميناء مبارك الكويتي إلى الواجهة في كل مرة يصرح فيها أحد الجانبين خاصة فيما يتعلق بمشروع الربط السككي مع الكويت وإيران والذي يعتقد متخصصون أنه يؤثر سلبًا على أعمال الموانئ العراقية مع أعماقها المحدودة التي لا تتجاوز 12 مترًا في حدها الأقصى بالمقارنة مع موانئ عميقة للدولتين الجارتين للعراق.

الفاو بأهمية النفط!

ليس للعراق إطلالة بحرية سوى على الخليج العربي الذي يربطه بالعالم الخارجي من خلال البحر، والتي تعتبر عضو مجلس النواب ندى شاكر جودت أنها "تعادل الثروة النفطية التي يمتلكها العراق".

تعدد جودت في حديث لـ"ألترا عراق" مزايا الميناء "المهم جدًا" فهو "يربطنا بالعالم الخارجي من خلال البحر، وسيلة النقل الأرخص"، وفي الجانب الثاني هو "مكان للاستيراد والتصدير، حيث نصدر النفط ونستورد البضائع ومن خلال ذلك يمكن استحصال الضرائب وتكون موردًا اقتصاديًا كبيرًا جدًا يوزاي النفط ويُدخِل ملايين الدولارات للبلاد"، أما الجانب الثالث لأهمية ميناء الفاو "هو خلق فرص عمل لكثير من الشباب".

تستطرد جودت في حديثها عن أهمية ومميزات إطلالة العراق البحرية بكونها "جزءًا أساسيًا من الثروة السمكية المهمة جدًا في توفير فرص عمل لكثير من شرائح المجتمع عبر عملية الصيد أو تعليب الأسماك أو تصديرها".

ومن شأن اكتمال المشروع أن يعزز إيرادات الدولة بمبلغ يصل إلى 5 مليارات دولار سنويًا ويشغل 50 ألف عامل، بحسب أحد أعضاء البرلمان الذي كشف عن صرف مليارين ونصف المليار على المشروع حتى الآن.

الربط السككي.. من الذي "تبرمك"؟

مؤخرًا، نظم مواطنون من أهالي البصرة وقفة احتجاجية لرفض الربط السككي مع الكويت قبل إنجاز مشروع ميناء الفاو الكبير، كما فعل ذلك محتجون في مدينة كربلاء وغيرها.

في خضم الاحتجاجات المطالبة بعدم الربط السككي دعا محافظ البصرة أسعد العيداني إلى عدم تصديق "تصريحات إعلامية تصدر من البعض" فيما يتعلق بالموضوع، مشددًا على أن "الربط السككي لن يتم إلا بعد إكمال مشروع ميناء الفاو الكبير والربط السككي للميناء".

أكد العيداني دعم رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء لإكمال إنجاز مشروع ميناء الفاو الكبير والطريق السريع بينه وبين المحافظات الأخرى.

وفيما تطرح سؤالًا عمّا يحدث في العراق ومن هي الجهات التي تتعاقد لإغلاق ميناء الفاو وحرمان البلاد من فوائده، تؤكد النائبة عن ائتلاف النصر ندى شاكر جودت أن "لا حق لأية حكومة أن (تتبرمك) وتصبح كريمة بالأراضي العراقية لتتبرع بها للكويت والسعودية"، في الوقت الذي تدعو فيه للتكاتف والمحافظة على أراضي العراق وإطلالته البحرية ومعرفة من وراء هذه العملية".

في حال نُفّذت المشاريع السككية ستنتقل الحركة التجارية إلى الموانئ التابعة لإيران والكويت ما يعني "إقصاء الموانئ العراقية من المنافسة"

تقول جودت لـ"ألترا عراق"، لقد حدثت "في الحكومات السابقة عمليات رشى كبيرة جدًا من الجانب الكويتي داخل العراق لغرض بيعه"، وترمي مسؤولية ذلك على رئاسة الوزراء في الحكومات المتعاقبة و"أصحاب الجناسي الذين باعوا العراق"، ولا بد من "معرفة لماذا باعوه" تتساءل النائبة.

اقرأ/ي أيضًا: بين الغضب والتهديد.. ما هي أوراق العراق في التفاوض مع الكويت؟

أحد أهم المهتمين بهذا المشروع، وزير النقل الأسبق عامر عبد الجبار، يكشف عن تدخل وزارة الخارجية في الشؤون الفنية لوزارة النقل، ويروي أن لجنة شكلتها الخارجية لفحص تأثير ميناء مبارك الكويتي مكونة من خمسة أشخاص اثنان منهم من النقل وثلاثة من وزارة الخارجية.

ويُكمل عبد الجبار في حديث تلفزيوني: المكلفون من وزارة النقل قالوا إن المشروع يضر وانضم لهم اثنان من الخارجية لكن موظفًا واحدًا (يدعى زيد) أصر على أن ميناء مبارك لا يضر، وفي نهاية المطاف، والحديث للوزير الأسبق، كوفء زيد وصار سفيرًا للعراق في دولة معينة.

تمويت العراق!

في حال نُفّذت المشاريع السككية ستنتقل الحركة التجارية إلى الموانئ التابعة لإيران والكويت والقريبة من محافظة البصرة، إضافة إلى تنقل البضائع القادمة إلى العراق عبر القطارات ما يعني "إقصاء الموانئ العراقية من المنافسة"، كما يصرح خبراء.

وسيكلف الربط السككي مع الكويت، خسارة العراق مليارات الدولارات وتحجيم عمل الموانئ العراقية بشكل كبير، برأي أحد أعضاء البرلمان.

لكن أحد المدافعين عن الربط سككي، وهو وزير النقل الأسبق كاظم فنجان الحمامي، اتهم "فئات داخل العراق" بفرض سياسة الغلق والانغلاق والعودة إلى عصور التكهف لتتعالى الأصوات الرافضة للربط السككي.

في الوقت ذاته، هدد النائب عن كتلة صادقون الجناح السياسي لعصائب أهل الحق عدي عواد، "من يفكر بأي ربط سككي" بتحمل عواقب ذلك، وقال إن "الربط السككي بحاجة إلى سكة ومحطات، وسوف لا تكون بمأمن وسنتعامل معها كعدو".

بدورها، اعتبرت النائب ندى شاكر جودت أن الغرض من الربط السككي هو "تمويت العراق والفاو. نحن الخاسرون في كل الأحوال"، وأعادت جودت في حديث لـ"ألترا عراق" تأكيدها على أن الاتفاقيات جاءت برشى "الله وحده يعرف ما هي" لخسارة الفاو وعمل الربط السككي مع الصين وجعل العراق عبارة عن "ترانزيت"، كما وصفت.

تقول جودت إن العراق بلا طرق ولا سكك وهو من أكثر الدول تخلفًا بهذا الجانب، وبدلًا من ربط سكة حديد فعلى العراق استغلال موقعه الجيوستراتيجي المهم جدًا، وأهميته التي هي أكثر من النفط الذين يحويه على مستوى النظريات الدولية، وإنشاء سكك حديد داخلية وبناء المصانع والمعامل وتوفير الطاقة الكهربائية واستغلال المصادر المائية.

اعتبرت ندى شاكر جودت أن الغرض من الربط السككي هو تمويت العراق والفاو

وفي ختام حديثها دعت النائبة "الصحافة لأخذ دورها والمحافظة على أراضي العراق كونها ليس ملكًا للعبادي أو الكاظمي أو المالكي"، وطالبت الصحفيين عبر "ألترا عراق" بأن يكون لهم "دور في فضح الاتفاقيات مع الكويت ومن الذي اتفق ومن المتواطئ".

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

جدل سياسي بشأن "الرئة البحرية" للعراق

الإعلان عن إنشاء مدينة اقتصادية بـ"تصميم إيطالي" في الفاو