تشرب الملحَ نخلةٌ في صحراء السماوة
وترفس التربة بجذورها كي تصعد إلى الأعلى
.
نخلةٌ ستعيش مئات السنين
لا لأنها صامدة في وجه الملح
بل، لأنها ببساطةٍ: نخلة
.
من الملحِ صبَّ اللهُ السماوةَ،
أيامَ الخلق، ومن المِلحِ صار العطشُ
في هذه البقعة شهرة الماء
وحتى الماء نفسه من الملحِ - ملح السماوة -
صار مزودًا بالكبرياء
إذ ليس من طبيعته أن يكون عسلًا
ولا من طبيعته أن يكون ماءً فحسب
.
حتى شفاه الحبيبات عند التقبيل
في السماوة هن مالحات
.
كان آخر ما عرفته قبل أن أولدَ بلحظات
أن الملح حديث النشوء
وكنتُ النخلة الأولى
ولما لم أطق البقاء هناك
تمرد الكائن الذي بين جنبي
فترجل عن صهوة ذله
وراح يسير عاريًا في أعماق الظلام.
اقرأ/ي أيضًا: