29-سبتمبر-2021

الفرصة تلوح في الأفق من جديد (فيسبوك)

نعلم جيدًا صعوبة المهمة الموكلة لك، ولكن هذا الأمر لا يشفع لك إن كان الفشل حليفك ـ لا سمح الله - لأن الصعوبات هي جزء أساس من المهام ولا يمكن أن تكون عذرًا للفشل، وأنا هنا بصفتي مواطن عراقي بسيط أهتم مثل غيري بمراقبة عمل الحكومة وتقييم أدائها، أحب أن أقدم نصيحة لكم، وهو أن تحققوا منجزًا لم يكن يتوقع كثيرون أن تحققوه لأهميته وضخامته وحصوله في وقت يعاني العراق فيه من ظروف صعبة ومشاكل معقدة.

 العراقيون بحاجة إلى سماع أخبار تظهر نجاح العراق في الحصول على التكنولوجيا المتقدمة 

وفي الحقيقة ما أنصح به ليس منجزًا واحدًا بل منجزان، أولهما هو إعادة بناء البرنامج النووي العراقي، وأعتقد أنكم من المتحمسين لهذا الأمر، ولكن يجب تحويل هذا الحماس إلى واقع ملموس بالتعاون مع فرنسا التي تمكّن جنابكم من مد جسور العلاقة معها، ويمكن استغلال هذه العلاقة لصالح بناء مفاعلات نووية تخصّص للأغراض السلمية، فلا تجعلوا الفرصة تفلت منكم، فمنجز كهذا سيكون كبيرًا إلى درجة لا يمكن لأحد تجاهله أو التغاضي عن أهميته.

اقرأ/ي أيضًا: النظام العراقي: المزيد من النفخ في القربة المخرومة

أما المنجز الثاني الذي يمكن أن يكون له أثر وطني وإعلامي مضاهي لأثر البرنامج النووي العراقي، فهو إطلاق قمر صناعي للاتصالات والبث الفضائي خاص بالعراق، فهذا الأمر سيكسب العراق مكانة دولية، فضلًا عن توفيره موارد كبيرة للبلد من خلال استضافة القنوات الفضائية، لا سيما مع وجود عدد كبير من القنوات الفضائية العراقية التي يمكنها أن تضمن للقمر الصناعي العراقي موارد كبيرة كانت تذهب سابقًا إلى أقمار البث العائدة إلى دول أخرى، فهذين الأمرين إن أمكن لكم تحقيقهما في المدة المتبقية من عمر الحكومة، فسيحسب ذلك منجزًا كبيرًا للبلد ولكم. 

إن العراقيين بحاجة إلى سماع أخبار تظهر نجاح العراق في الحصول على التكنولوجيا المتقدمة، وتمكنه من منافسة الدول المحيطة به في مجالات كان له قصب السبق بها في المدة الماضية، إذ أن العراق قد سبق معظم دول المنطقة في إنشاء البرنامج النووي منذ خمسينيات القرن الماضي، كما كان له أيضًا قصب السبق في السعي للحصول على مكانة في مجال الأقمار الصناعية منذ ستينيات القرن الماضي، ومن حقه أن يستعيد مكانته التي فقدها بسبب ما واجهه من تحديات وما مرّت به من ظروف صعبة.

وها هي الفرصة تلوح في الأفق من جديد، فتحقيق هذين المنجزين ليس بالأمر الصعب، لا سيما في هذا الوقت الذي يحظى العراق فيه بتعاطف دولي كبير، فضلًا عن حصول تحسن في أوضاع العراق المالية وفي قدرته على التعاون مع الدول الأخرى في مجالات مهمة كالمجالات العلمية والتكنولوجية، فما نحتاجه ليس سوى بذل جهد حقيقي لتحقيق ذلك لا غير، وفي النهاية أقول إن نصيحتي هذه هي من أجل بلدي، من أجل أن نحظى بمنجز يشعرنا بأن بلدنا بخير وليس من أجل التقرب لأحد أو كسب وده.

 

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

في الممارسة الأدائية لـ"السياسي المستقل"

أحزاب "عملية" وجماهير عقائدية