10-ديسمبر-2020

ريبة عراقية متصاعدة من لقاح فايزر (Getty)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

بدأ لقاح كورونا الذي طرحته شركة فايزر الأميركية يظهر سلبياته بشكل تدريجي، بعد أن باشرت دول عديدة حول العالم بحجز حصصها منه، وأخرى دشنت بالفعل تلقيح مواطنيها باستخدامه مثل بريطانيا.

 الساحة العراقية بدأت تشهد توجهات متضاربة بين التي تدفع نحو التعاقد المباشر مع شركة فايزر، وتلك التي بدأت ترصد "سلبيات" اللقاح

وبينما يبدو أن العراق ما زال بموضع الأمان لعدم تعاقده مباشرة مع الشركات المصنعة للقاح، وتمسكه بمنظمة الصحة العالمية والتحالف العالمي للقاحات، للحصول على أي لقاح منتج بعد أن تقره المنظمات العالمية، إلا أن الساحة العراقية بدأت تشهد توجهات متضاربة بين التي تدفع نحو التعاقد المباشر مع شركة فايزر، وتلك التي بدأت ترصد "سلبيات" اللقاح وضرورة عدم الذهاب نحو التعاقد المباشر على هذا النوع من اللقاحات.

وفيات بين المتطوعين.. واللقاح قد لا يمنع "العدوى"!

مدير عام صحة الكرخ جاسب الحجامي، أورد بعضًا من "السلبيات" أو النقاط التي تدفع للتساؤلات والتأني بشراء لقاح كورونا، مبينًا في تدوينة رصدها "ألترا عراق"، أن "إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA ) أعلنت عن وفاة ستة أشخاص تلقوا اللقاح المضاد لفايروس كورونا المستجد، أربعة منهم تلقوا اللقاح الوهمي، واثنان منهم تلقوا اللقاح الحقيقي".

اقرأ/ي أيضًا: الفئات المرشحة لتلقي لقاح كورونا لا تتجاوز نصف حصة العراق.. لمن سيذهب الفائض؟

وتوفي الأول بعد 62 يومًا من تلقي اللقاح بالسكتة القلبية، والثاني توفي بعد ثلاثة أيام من تلقي الجرعة الثانية بسبب تصلب الشرايين، بحسب التقارير.

وبيّن الحجامي أن "الإدارة المذكورة لم تعط الضوء الأخضر لغاية اليوم لشركة فايزر لاعتماد اللقاح، ومرة ادعت أن اللقاح ناجح بنسبة 95٪ وفي مرة أخرى ادعت أنه ناجح بنسبة 90٪؜".

وأضاف "أما الرئيس التنفيذي لشركة فايزر البيرت بورلا قال إن شركته ليست متأكدة مما إذا كان اللقاح يمنع انتقال العدوى من شخص تم تطعيمه إلى الآخرين،  كما لا تتوفر لدى الشركة بيانات كافية عن الأطفال تحت عمر 16 سنة فيما إذا كان يعمل اللقاح لديهم أم لا، وكذلك لا تتوفر بيانات مشابهة عن الحوامل والمرضعات ومرضى نقص المناعة".

واعتبر الحجامي أنه "من المعطيات المذكورة آنفًا يجب عدم التعويل كثيرًا على اللقاحات المضادة لهذا الفايروس أيًا كان مصدرها، والاعتماد في الوقت الحالي على الالتزام بإجراءات الوقاية، لحين حصول ما يسمى مناعة القطيع  أو حصول طفرة جينية في الفايروس تجعله غير مؤذٍ أو إنتاج لقاح ناجح بنسبة كبيرة لفترة طويلة بمضاعفات قليلة، وكذلك تعزيز مناعة الجسم والتحلي بالروح المعنوية العالية".

نقطة ضعف جديدة

من جانبها، أعلنت هيئة تنظيم الأدوية في المملكة المتحدة، أن أي شخص يعاني من الحساسية المفرطة لدواء أو طعام يجب ألا يحصل على لقاح فايزر، وذلك بعد يومين فقط من إطلاق المملكة حملة تطعيم لمواطنيها.

ونقلت "رويترز" عن الرئيس التنفيذي لوكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية جون راين: "يجب ألا يتلقى أي شخص لديه تاريخ من الحساسية المفرطة تجاه لقاح أو دواء أو طعام لقاح "فايزر".

وأضاف: "لا ينبغي إعطاء جرعة ثانية لأي شخص عانى من الحساسية المفرطة بعد إعطاء الجرعة الأولى من هذا اللقاح"، مبينًا أنه "لقد حذرت في وقت سابق من أن الأشخاص الذين يعانون من رد فعل تحسسي كبير تجاه هذه الأشياء يجب ألا يأخذوا اللقاح، دون تحديد الحساسية المفرطة".

اعتراض جديد على اللقاح الأمريكي.. و"ارتياح" للصيني

لم يقتصر الاعتراض و"الريبة" العراقية من لقاح فايزر، على مدير صحة الكرخ جاسب الحجامي، بل بدا واضحًا في بيان للنائب عن تحالف سائرون وعضو لجنة الصحة النيابية جواد الموسوي الذي اتهم "مستشاري" رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بـ"الضغط على وزارة الصحة لاستيراد لقاح فايزر".

وقال الموسوي في بيان اطلع عليه "ألترا عراق"، إن "هناك توجهات لدى مجلس الوزراء العراقي للضغط على وزارة الصحة للتعاقد مع شركة فايزر الأمريكية لتوفير لقاح كورونا فايزر للعراق".

وأوضح الموسوي أن "هذا الخيار هو خيار غير صحيح علميًا وواقعيًا حيث أن لقاح شركة فايزر الأمريكية يحتاج إلى شروط خزن غير متوفرة في العراق حاليًا، وهو توفير ثلاجات وبرادات خاصة ومتطورة توفر درجة برودة أعلى من سالب 70، وهذا يعني تلف اللقاح في حال تعرضه لدرجة حرارة أعلى من ذلك".

ودعا الموسوي مستشاري رئاسة مجلس الوزراء إلى "التعرف على هذه الحقيقة، وحقيقة أننا نعاني من تلف آلاف اللقاحات في العراق للأعوام السابقة، ممن درجة حفظها أقل من ذلك بكثير ولا تتجاوز صفر إلى سالب 5، بالإضافة إلى ارتفاع سعر اللقاح، حيث يصل سعر الجرعتين اللتين تؤمن فعالية للقاح أعلى من 90%  بحوالي 24 دولارًا".

وأضاف أن "أول وجبة من اللقاح والتي لا تتجاوز تغطية من 10 إلى 20 % من عدد السكان لن تصل للعراق قبل 4 أشهر من الآن"، مبينًا أنه "من الأفضل لوزارة الصحة التوجه لشركات أخرى يحتاج لقاحها إلى شروط خزن أبسط، ودرجات حفظ أقل، وأسعار أرخص، وفعالية أفضل، وفترة تجهيز أقصر من لقاح شركة فايزر، مثل لقاح شركة استرا زنيكا بالتعاون مع جامعة إكسفورد البريطانية، أو لقاح شركة (سينوفارم) الصينية، وكلاهما يمكن خزنه في الثلاجة الاعتيادية، ولا يحتاج إلى أماكن خزن متطورة أو معقدة".

قال عضو في لجنة الصحة النيابية إن هناك توجهات لدى مجلس الوزراء العراقي للضغط على وزارة الصحة للتعاقد مع شركة فايزر الأمريكية لتوفيراللقاح للعراق

ونوه عضو الصحة النيابية إلى أن "لقاح شركة سينوفارم الصيني، بجرعة واحدة يؤمن فعالية أكثر من 95 % وبسعر أقل من 10 دولارات، وبإمكان الحكومة العراقية تأمين التعاقد عليه ضمن الاتفاقية العراقية الصينية، وبدون دفع مبالغ نقدية مقدمًا كما تطلب باقي الشركات المنتجة للقاح".

 

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

العراق يبدأ مفاوضات لتأمين لقاح مرتقب ضد الفيروس الفتاك

الصحة تعلّق على التخوف من زيادة أعداد الإصابات خلال الشتاء