09-أبريل-2022
قوات أمريكية

الترا عراق - فريق التحرير

ربط تقرير صحافي، بين المحادثات المشتركة لوزيري خارجية العراق وإيران والهجمات الأخيرة التي طال بعضها القوات الأمريكية قرب الحدود العراقية.

وذكرت مجلة "نيوزويك" في تقرير ترجمه "الترا عراق"، أنّ " كبار الدبلوماسيين في إيران والعراق اتفقوا على الاجتماع قريبًا وسط سلسلة من التطورات الإقليمية بما في ذلك هجومان متتاليان ضد جنود أمريكيين منتشرين على جانبي الحدود العراقية مع سوريا.

تبقي واشنطن قواتها في العراق وسوريا بهدف "ردع" إيران باعتبارها مصدر تهديد وعدم استقرار في المنطقة

وتحدث وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان ووزير الخارجية العراقي فؤاد حسين عبر الهاتف، وفقًا لبيانات نشرها الجانبان الجمعة.

وقالت وزارة الخارجية الإيرانية، إنّ الرجلين ناقشا "قضايا ذات اهتمام مشترك، بما في ذلك العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية ومحادثات فيينا"، حيث سعت طهران إلى عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015 والذي تخلى عنه الرئيس آنذاك دونالد ترامب في عام 2018.

كما تطرق أمير عبد اللهيان إلى الحرب الدائرة في أوروبا الشرقية، والتي "شدد فيها على الحاجة إلى التركيز على الحوار والحل الدبلوماسي للأزمة في أوكرانيا، وقال إنّ معالجة الأسباب الجذرية للأزمة الحالية هي المفتاح لإحلال السلام والاستقرار الدائم في المنطقة الأوراسية".

وأصدرت وزارة الخارجية العراقية قراءة مماثلة تشير إلى هذه المواضيع وكذلك "سبل تعزيز العلاقات الثنائية". وقال البيان العراقي إنّ "الجانبين شددا على ضرورة الاجتماع بأسرع وقت ممكن لمناقشة التطورات في المنطقة" و"ضرورة الاجتماع في الأيام المقبلة".

وجاءت هذه التصريحات بعد ظهور تقارير يوم الخميس تفيد بأن القوات الأمريكية أسقطت طائرتين بدون طيار بالقرب من قاعدة عين الأسد الجوية في محافظة الأنبار غربي العراق.

وفي بيان، قال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد "داعش"، إنّ "أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية أسقطت نظامًا جويًا مسلحًا بدون طيار" بالقرب من المنشأة العسكرية في "حوالي الساعة 1:46 صباحًا". الجمعة بالتوقيت المحلي.

قبل 24 ساعة فقط من ذلك، تلقت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في ما يسمى بالقرية الخضراء في محافظة دير الزور شرق سوريا "نيران غير مباشرة أصابت مبنيي دعم". ونتيجة لذلك، "يجري تقييم أربعة جنود أمريكيين بحثًا عن إصابات طفيفة".

ولم ينسب التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة المسؤولية عن الحادث، لكن البنتاغون ألقى باللوم في هجمات مماثلة على ميليشيات مرتبطة بإيران التي طالبت بانسحاب جميع القوات الأمريكية من المنطقة.

وتزايدت التوترات بين طهران وواشنطن بشكل كبير منذ خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي المعروف رسميًا باسم خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) والاضطرابات التي تلت ذلك في العراق والخليج الأوسع والمياه المحيطة به.

وتصاعد الوضع بشكل كبير بعد مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني وحاشيته، بما في ذلك نائب قوات الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس في مطار بغداد الدولي في 3 كانون الثاني/يناير 2020.

ومنذ توليه منصبه بعد نحو عام، سعى الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى العودة إلى "«خطة العمل الشاملة المشتركة"، لكن البيت الأبيض طالب إيران بإعادة فرض القيود النووية التي علقتها طهران نتيجة للعقوبات الصارمة التي فرضتها إدارة ترامب. في غضون ذلك، حافظت واشنطن على القيود الاقتصادية، حتى في الوقت الذي يقول فيه الجانبان إنهما على وشك التوصل إلى اتفاق في فيينا.

كما استمرت إدارة بايدن في مواجهة هجمات صاروخية ضد أفراد أمريكيين في العراق وسوريا، وشنت مرتين ضربات ضد الجماعات المرتبطة بإيران العاملة في البلدين كجزء من "محور المقاومة" المعارض للولايات المتحدة وإسرائيل وداعش. وتعمل الولايات المتحدة في العراق بالتعاون مع بغداد، لكنها تفعل ذلك في سوريا ضد إرادة دمشق، المتحالفة مع طهران وموسكو.

وأعلن بايدن العام الماضي أن مهمة البنتاغون "القتالية" في العراق ستنتهي في 31 كانون الأول/ديسمبر، ومع ذلك ستواصل الولايات المتحدة العمل في دور التدريب وتقديم المشورة، لذلك لا يزال هناك ما يقرب من 2500 فرد. أما بالنسبة لسوريا، حيث ينتشر حوالي 900 جندي أمريكي إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد في الشمال الشرقي، فإن إدارة بايدن لم تعلن بعد عن أي تغييرات كبيرة في السياسة.

وقالت نائبة مساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط دانا سترول يوم الثلاثاء في حدث افتراضي استضافه مركز ويلسون، إنّ الولايات المتحدة ستواصل الحفاظ على وجود عسكري في العراق وسوريا وهي حملة ما تزال تركز اسميًا على داعش، ولكنها موجهة أيضًا نحو ردع إيران التي وصفتها بأنها "المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار في المنطقة".

ونقلاً عن وزير الدفاع لويد أوستن، قالت إنّ "هذا لا يرجع فقط إلى التقدم النووي المثير للقلق خارج قيود الاتفاق النووي الإيراني أو خطة العمل الشاملة المشتركة، ولكن أيضًا إلى استمرار رعايتها وزراعتها للوكلاء العنيفين والإرهابيين ونشر الطائرات بدون طيار المتقدمة والفتاكة بشكل متزايد، وبرنامجها للصواريخ الباليستية وعدوانها البحري وأنشطة التهريب في البحر".

وبطبيعة الحال، فإن القوات الأمريكية، وعلى وجه التحديد، التي ما تزال موجودة في شمال شرق سوريا للمساعدة في القتال ضد داعش من خلال الشركاء المحليين، "تواجه على أساس منتظم جدًا تهديدات من إيران والوكلاء المدعومين من إيران".

وقد اعتبرت وزارة الخارجية على نطاق واسع إدراج الحرس الثوري نفسه كمنظمة إرهابية أجنبية واحدة من العقبات الأخيرة في طريق التوصل إلى حل في المرحلة النهائية من محادثات خطة العمل الشاملة المشتركة.

يرفض رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية شطب فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني من قائمة العقوبات

وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال مارك ميلي للمشرعين يوم الخميس إن "رأيه الشخصي هو أنه لا ينبغي شطب فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، الوحدة التي كان يقودها سليماني ذات يوم والآن نائبه إسماعيل قاآني، من القائمة"، على الرغم من أنه لم يعلق على وضع الحرس الثوري بأكمله في القائمة السوداء.

وردًا على سؤال عما إذا كان بايدن يشاطر هذا الرأي، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جالينا بورتر للصحفيين يوم الجمعة، إنّ "الرئيس يشارك وجهة النظر هذه بأن قوات القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني إرهابية، وأبعد من ذلك لن نعلق على أي من الموضوعات في المحادثات النووية".