23-يوليو-2019

كشف عبد المهدي ملابسات زيارة ترامب إلى عين الأسد وفشل زيارته إلى واشنطن

الترا عراق - فريق التحرير

سلط رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي، الضوء على عدة ملفات ساخنة على المستوى السياسي والأمني والعسكري، فضلاً عن ملفات أخرى من بينها الاقتصاد والعلاقات الخارجية والأزمة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، في حوار صحافي مشترك.

قال عبد المهدي إن إقالته "مغامرة" لن تقدم عليها القوى السياسية، داعيًا إلى بناء معادلة جديدة لتسهيل عملية تشكيل الحكومة مستقبلًا

بدأ عبد المهدي بالحديث عن الاقتصاد الذي قال إنه "مليء بالكوابح التي تعطل انطلاقه"، مؤكدًا أن "العراق لا يستطيع حل مسألة البطالة من دون الانطلاق نحو الاقتصاد الأهلي"، فيما أشار إلى اهتمام حكومته بالملف الزراعي لنتائجه السريعة والمباشرة، "دون إهمال بقية القطاعات".

اقرأ/ي أيضًا: وعود ووعيد وقلق: ماذا قال عبد المهدي عن الحشد الشعبي والبيشمركة؟

سياسيًا، قال عبد المهدي، إنه لا يخشى من محاولات إسقاط الحكومة، "لأننا لم نتوجه إلى الآخرين بل القوى السياسية هي التي توجهت إلينا"، عادًا أن حكومته اليوم "أكثر صلابة وانسجامًا وأصبح لديها ما تدافع عنه"، كما أكد أن حكومته تعمل وفق القواعد الصحيحة للعمل".

أضاف عبد المهدي،: "إن أراد مجلس النواب إقالة رئيس الوزراء فسيحترم رئيس الوزراء هذا القرار ويسلمه الأمانة، ولايوجد تمسك بالسلطة، ولا نعتقد أن القوى السياسية لاتمتلك النضج والغيرة على مصلحة الوطن بحيث تذهب الى مثل هذه المغامرات"، داعيًا إلى "بناء معادلة سياسية جديدة"، فيما شدد على ضرورة "صناعة نظام انتخابي يناسب ظروفنا لإقامة تجربة ىسياسية تفوز بها الكتلة أو الحزب الأكبر كي يصبح تشكيل الحكومة أمرًا سهلًا".

تطرق عبد المهدي أيضًا إلى ملفي المعارضة والمناصب الخاصة، ضمن حديثه السياس، مؤكدًا "عدم وجود معارضة راشدة". ولم ينكر عبد المهدي، "صفة البطء" التي توجه كانتقاد له، لكنه قال إن "القرار الصحيح البطيء أهم من قرار سريع خاطئ"،

الحشد الشعبي، كان أحد الملفات التي تحدث فيها رئيس مجلس الوزراء مطولًا، وبدأ من حادثة قصف المعسكر في صلاح الدين، نافيًا أن يكون "المعسكر قد تعرض للقصف"، كما عد الأمر"قد ضُخم، وهناك الكثير من الروايات تحاول إيجاد حدث وتصعيد"، مؤكدًا أن "قرار تنظيم أوضاع مقاتلي الحشد الشعبي قرار عراقي خالص".

وقال عبد المهدي، إن "الحشد الشعبي هو حقيقة واقعة ولايمكن التفكير بإضعافه أو إهماله، ومن يفكر بهذا فمعناه أنه لايحرص على أمن العراق، والحشد الشعبي يجب أن يكون في حالة أصولية منظمة، ولايوجد سلاح خارج إطار الدولة"، مبينًا أن حكومته بدأت تنفيذ الأمر الديواني بإغلاق المقار والمكاتب "لنصبح أمام صورة واحدة هي أن يكون الحشد الشعبي كالجيش وكالشرطة ويكون صنفًا منضبطًا وله هيكليته ونظامه الداخلي ورتبه، وهذه حماية له وضبط لوضع القوات المسلحة بالكامل".

نفى عبد المهدي تعرض معسكر الحشد الشعبي في صلاح الدين للقصف وأعلن تبرئة قائد عمليات الأنبار ونقله من موقعه على الرغم من ذلك

لكن عبد المهدي أقر كذلك، بـ"صعوبة حصر السلاح بيد"، فيما اتهم أطرافاً لم يسمها بـ "محاولة حشر الدولة العراقية في صراع"، مشددًا بالقول: "من دون الحشد الشعبي ومن دون القوات المسلحة لايمكن معالجة أي خرق يحصل في هذه القوات، فمن دون الحشد لايمكن معالجة أخطاء الحشد ومن دون القوات المسلحة لايمكن معالجة أخطاء القوات المسلحة. هنالك من يضع شرخًا بين الحشد والقوات المسلحة ويريد التفريق بينهما".

عن ملف نفط كردستان، قال رئيس مجلس الوزراء، أن "حكومته تلتزم القانون، وقانون الموازنة العراقية يقول يجب أن تسلم كردستان 250 ألف برميل نفط إلى الدولة العراقية، وإذا لم تسلمها فسيتم اقتطاع مبلغها من الموازنة وهذا ما نقوم به بالضبط"، موضحًا أن "الرواتب كلها جاءت من فترة الحكومة السابقة وهي تدفع في إطار الموازنة وبشكل مشروع، وهذا يفرح سكان كردستان ويربط أبناء الوطن الواحد بوطنهم الواحد".

كما بين عبد المهدي في جانب آخر، أن "التحقيق بشأن مسألة الفيديو الذي نشر بخصوص تخابر قائد عمليات الأنبار مع جهات أجنبية والتحقيق لم يثبت هذه المسألة"، لكنه أكد أن "قائد عمليات الأنبار  قد تم نقله من قبل وزير الدفاع إلى مكان آخر، وانتهى التحقيق وحسمت النتيجة". كانت وسائل إعلام تابعة لكتائب حزب الله المقربة من طهران قد بثت مقطع الفيديو وشنت بعدها حملة ضد قائد عمليات الأنبار.

اقرأ/ي أيضًا: عبد المهدي يعلن "الحرب" والصدر يلغي "السلام".. هل تُذعن ميليشيات إيران؟

وكشف عبد المهدي ملابسات زيارة ترامب إلى عين الأسد وزيارته التي لم تتم إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث قال، إن "السفير الأمريكي في بغداد أخبرنا سلفًا بزيارة الرئيس ترامب إلى العراق في وقتها، وعندما طلب الرئيس الامريكي من رئيس الوزراء لقاءه في قاعدة عين الأسد، رفض رئيس الوزراء ولم يحصل لقاء وحصل بعده اتصال هاتفي وصدر عن ذلك بيان من البيت الأبيض".

وأضاف رئيس الحكومة،: "أعلمنا رسميًا من الخارجية الأمريكية بأن سيكون لنا زيارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وكنا على استعداد ولكن من يحدد موعد الزيارة هو من يرتب مواعيد الرئيس الأمريكي، ولم يكن قد أعطى رأيًا، وقلنا لهم إنْ تأخر الموعد عن التأريخ المحدد فسيتعذرعلينا الذهاب لأن لدينا جداول أعمال، وفعلًا تأخر الموعد، فعادوا وقالوا سيكون الموعد في شهر آب فقلنا لا نستطيع، وقالوا بعدها في 31 تموز ولم نستطع أيضًا، والمهم في الأمر هو أن تكون الزيارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية ناجحة".

أكد عبد المهدي أن البيت الأبيض "أخلف" موعد زيارته المقررة إلى واشنطن ما دعاه إلى رفض موعدين جديدين لـ "انشغاله" بجدول أعماله

وختم عبد المهدي حديثه عن السياسة الخارجية بالتأكيد مجددًا، على أن "العراق بلد في موقع حسّاس وخطير وله مصالح مع الجيران والأصدقاء، وهذه المصالح أن يجب تُخدم، والحياد ليس معناه أن تبتعد ولا تهتم لما يحدث، وبالتالي العراق يدافع عن تاريخه ومستقبله وعن واقعه"، مشددًا أن "العراق منع أي اعتداء من أرضه على أي دولة جارة".

 

اقرأ/ي أيضًا:

مأزق عبد المهدي و"الميليشيات".. قرارات على الورق ورد بالصواريخ!

العراق ساحة صراع مجددًا.. هل سنشهد مواجهة أمريكية -إيرانية؟