28-أبريل-2020

(سيروان باران/ العراق)

1

 يرسمُ على الجدار رجلًا يبدد سيجارة 

يحفر الكلس دخانًا لها 

يخطُ بالطباشيرِ خطًا أفقيًا 

يوازي أنفهُ 

يتخيل جسده غاطسًا في النهر 

يوشك أن يدرك رأسه الماء 

يرسم حذاء وخمسة أخوة 

يبقى أربعة في مكانهم 

ليذهب أحدهم إلى المدرسة 

يرسم لرأس السمكة ذيلًا 

يخطط لها أحشاءً شائكة 

ينتفض ويهزها 

كمن أحاطت به قضبان 

هكذا الوحيدُ

يرسم للوحدة 

ما يشغلها عن إراقة الفراغ.

2

مستلقِ، 

‏وجهه للشمس وللغبار 

‏للخوذ الفارغة 

‏والجثث العطِنة، 

‏هذا النهر 

‏من يسند ظهره؟

3

‏غَرقَ أبي

‏لأنه حين فتحَ مظلته

‏بمُقَاسَاة سحَلتهُ الأقدام،

‏جسدهُ كان مُعبأ بالأثقال

‏ورأسه مُدججًا

‏بواجبات

‏لم يُتمها،

‏غَرقَ أبي

‏لأنّنا كنا نشدهُ من الخلف

‏كلما فكّرَ بالطيران.

4

مثل كيس مثقوب

‏ينز منه الماء:

‏عيني

5

‏يداي مضمومة إلى قلبي،

‏قلبي الطفل الذي أخاف عليه

‏أن يرى هول ما يحدث..

6

‏أغمضُ عيني كي لا أكبر

‏الرؤى كهلة،

‏كهلةٌ بما يكفي

‏لتتوكأ على عكاز الدموع.

7

‏أرفضُ الاعتراف

‏بفارق الوقت

‏وحياتي عالقةٌ بمخلب شجرةٍ 

‏في العراق..

8

على حافة النهر أحذية 

‏من دون أقدام، 

‏يُطالعها الرسام بحزن.. 

‏يرمي ما بيده من فرش 

‏يرسم على الماء رفاقًا للأحذية.

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

عبد الحقيقة

وصفة الشعر والنجاة

دلالات: