15-يوليو-2019

الفنان العراقي أسعد عباس

لا في الصحراءِ أضيعُ

ولا في عين المرأةِ

أستغرِقُ إنْ تهتُ

المُستغرَقَ من وقتِ نجاةِ الجسدِ

من الشكِّ

إذا كان أُصيب،

أو المقطوعَ

من الزمنِ الصوتيِّ

ليسكُنَ مُهتزٌّ في موضعهِ

ثانيةً،

لكنِّي في النفْس أضيع

ونفسي

تكبرُ في العُزلةِ

أو تكثرُ

بابي موصَدةٌ

وأنا لا أصنعُ شُبَّاكًا للشمسِ

ولا للريح

ولا أدري

كيف يرى أحدٌ في الضوء!

فأُطفئُ مصباحي

وأفكِّرُ

في صمتٍ يُسمَعُ

صمتٍ

لا يُشبه ما قبل حدوث العاصفةِ

بل العاصفة:

تُرى

هل يبحث عنِّي من يشبهني؟

تسقطُ كأسٌ من فوق الطاولةِ

فأعرفُ:

أنِّي لستُ وحيدًا

فمعيْ مَن ماتَ الآن،

بخارٌ يصَّاعدُ

من شايٍ يغلي:

فأقول:

معيْ من سافرَ توًّا،

عنوانٌ ذهبيٌّ

يلمعُ من رفٍّ أعلى

أتفحَّصُهُ أكثر:

كلَّا كلَّا

ليس معي،

يُغريني هذا الصمتُ

إلى حدٍّ يجعلني

أغفرُ للربِّ خطيئةَ

صنعِ العالَم؛

إذ أخلقُ من لا شيءٍ شيئًا

هذا وأنا لستُ وحيدًا

يوجدُ من يشبهني،

لكنْ فكِّرْ

في مَن لا يُشبهُهُ أحدٌ!

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

مرمي في ركن مظلم

رسالة إلى الفجر

دلالات: