16-نوفمبر-2021

تلاشت حظوظ المنتخب في نيل إحدى البطاقتين المباشرتين (Getty)

أخفق المنتخب العراقي، بتحقيق النقاط الثلاث بالمواجهة الأهم أمام المنتخب السوري، إذ كانت الجماهير تمني النفس بالفوز الأول في مجموعة التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم قطر 2022، إلاّ أنّ التعادل الإيجابي بهدف لهدف كان سيد الموقف بعد الفرص الكبيرة التي أهدرت بفقدان اللمسة الحاسمة.

ووفقا للترتيب الحالي، فقد ضمنت إيران وكوريا الجنوبية تأهلهما المباشر عبر البطاقتين الأولى والثانية، فيما تتنافس المنتخبات العربية الأربع على البطاقة الثالثة.

كلف الاعتماد على التجريب المنتخب الوطني نقاطًا متاحة في مشوار المنافسة على بطاقات مونديال قطر

وزج المدرب الهولندي ديك أدفوكات بتشكيلة مغايرة لأسود الرافدين أمام نسور قاسيون، حيث اعتمد من الأساس على المحترفين القادمين من الدوريات الأوربية، مع تطعيمهم بالمحليين لتوليفة وصفت بأنها الأفضل منذ بدء مشوار التصفيات، لينعش الأمل بتقديم النتائج المرجوة في الجولات المقبلة.

وفي السياق، يقول المحلل واللاعب الدولي السابق، أركان نجيب، إنّ "ما يحصل للمنتخب العراقي هو نتاج القرارات السابقة الفاشلة بتغيير المدربين وعدم استدعاء اللاعبين الذين يستحقون تمثيل المنتخب لخلق تنافس أكثر، وهو ما أدى لفقدان لاعبين سابقين بعد هبوط مستواهم".

اقرأ/ي أيضًا: درجال: حظوظ العراق في التأهل لكأس العالم لا تزال قائمة

ويقول نجيب في حديث لـ "الترا عراق"، إنّ "قائمة اللاعبين التي تلقاها المدرب أدفوكات في بداية مشواره، من قبل القائمين على المنتخب الوطني، ضمت أسماءً كبيرة لا تستحق اللعب، ما اضطره إلى التجريب بنفسه في مباريات هامة، وكانت النتيجة التفريط بالنقاط المتاحة للتأهل لكأس العالم".

ويضيف نجيب، أنّ "التغييرات الأخيرة جاءت بنتائج واضحة، إذ استطاع اللاعبون الجدد الحد من خطورة الثلث الهجومي لسوريا والسيطرة على أغلب مجريات المباراة، لكن عمال الحظ ضيع النقاط الثلاث"، مشيرًا إلى أنّ "الفرصة ما تزال قائمة وأهمية التغييرات ستظهر بشكل أكبر في مباراة كوريا الجنوبية والمباريات المقبلة، بعد أخذ الخبرة والاستقرار ضمن التشكيلة".

ويعتقد الدولي السابق، أنّ فرصة التأهل "باتت صعبة وفقًا للمعطيات، لكن التمسك بالأمل يأتي من كون المنافسين على البطاقة الثالثة يمرون بذات ظروف المنتخب العراقي وربما أسوأ"، مؤكدًا أهمية استغلال ذلك "عبر العمل الصحيح وتدعيم الصفوف باللاعبين الذين أثبتوا جدارتهم، كمحمد علي عبود وأحمد فاضل وإشراك محمد قاسم بشكل أكبر".

كما أكّد، على أهمية "توفير دعم كبير من الاتحاد وجميع مفاصل الدولة للمنتخب، بالنظر إلى أنّ التأهل إلى كأس العالم هو مشروع دولة".

وعلى الرغم من الغضب الجماهيري والانتقادات في الأوساط الرياضية لمسلسل إهدار النقاط، إلاّ أنّ المستويات التي قدمها لاعبون جدد في مباراة سوريا، من خلال خلق الفرص وضبط خط الوسط، أخذت صدًا واسعًا من الإشادة والدعم.

من جهته، يرى المدرب المحلي صادق حنون، أنّ "الاستعجال في قرارات استبدال المدرب بعد مدة قصيرة، مشكلة كبيرة"، مؤكدًا أنّ "مدة 20 يومًا ليست كافية لأي مدرب للتعرف على اللاعبين، خاصة وأنّ اللاعب العراقي غير ثابت المستوى".

وانتقد حنون في حديث لـ "الترا عراق"، إشراك 5 لاعبين جدد دفعة واحدة "حيث يغيب الانسجام الذي يسهل الكثير في مباريات من هذا النوع"، مبينًا أنّ "حلم التأهل بات كابوسًا في ظل المعطيات الراهنة، وعدم الاستقرار الذي يعيشه المنتخب الوطني وفقدان التركيز وضعف المستوى الذي ظهر فيه لاعبون جيدون".

بالمقابل، يؤكد المدرب الكروي حمزة داود، ضرورة "مراجعة أسباب الإخفاق الذي رافق مسيرة المنتخب الوطني في منافسات التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم".

ويقول داود، في حديث لـ "الترا عراق"، إنّ "الجهات المعنية وضعت مشرفًا للمنتخب ومديرًا إداريًا، لكنها تناست أنّ هذا الجيل من اللاعبين أصبح بلا فاعلية، وهي تعرف ذلك وبالوقت نفسه تخجل كالعادة من التشخيص الحقيقي".

ويرى داود، أنّ "المدرب الهولندي لا يمتلك أدوات قادرة على تحقيق أفكاره، كما لا يوجد من يمتلك عامل الثقافة النفسية والاجتماعية المفقودة في الوسط الرياضي العراقي من الأساس"، مشيرًا إلى أنّ "اللاعبين المغتربين يواجهون حربًا شعواء يشنها الجهلاء ومن انتهى زمنهم، بالإضافة إلى السماسرة الذين يروجون كل فترة للاعبين جدد ليزيحوا السابقين".

وحول فرصة البطاقة الثالثة، يستبعد المدرب المحلي، إمكانية حصدها، حيث سيواجه صاحب المركز الثالث "منتخبات من قارة أمريكا الجنوبية، حيث المهارات والدوريات الكبيرة".

ودعا داود، إلى "الاعتراف بالفشل بما يتعلق بفرصة التأهل إلى مونديال قطر، وعدم الاكتفاء بأمل الفرص المستقبلية، فكرة القدم تدور وتتطور، وتطور الكرة العراقية مرهون بتأسيس دوري حقيقي للفئات العمرية".

 

اقرأ/ي أيضًا: 

جماهير العراق تتطلع لحلم الـ35 عامًا.. ماذا بقي من حظوظ التأهل لمونديال 2022؟

جستن ميرام يفتح النار على أدفوكات: "لم أشاهد مدربًا كهذا في حياتي"