14-فبراير-2019

مجموعات "الواتساب" مصدر رئيس للأخبار (cartoonmovement)

تُغذي مجموعة واحدة في تطبيق التواصل الاجتماعي واتساب، متخصصة في أخبار ونشاطات مجلس النواب، أكثر من 50 وسيلة إعلام محلية وإقليمية، إذ توفر المجموعة كل المعلومات عن القرارات النيابية والمناقشات والقوانين، وتنشط بشكل أكبر في الجلسات المغلقة، مع تعذر دخول الصحافيين، لتصبح المصدر الإخباري الأول لما يدور تحت قبة البرلمان.

باتت وسائل الإعلام تعتمد بشكل شبه مطلق على مجموعات واتساب لتناقل الأخبار والمعلومات

يديرُ هذه المجموعة والمجموعات الإخبارية المشابهة لها، صحفيون يعملون عادةً في مكاتب إعلامية لوزارت ونواب، حيث اعتمدت هذا النهج أغلب المؤسسات الحكومية، عبر إطلاق مجموعة على واتساب تضم صحفيين عراقيين لنشر التصريحات والبيانات والمواقف. وبرغم تغطية هذه المجموعات لأخبار المؤسسة التي تحمل اسمها، وسرعتها في نشر المعلومات، إلا أن ثمة أخطاء صحفية تدخل ضمن حسابات الدقة والموضوعية وقعت فيها أكثر من وسيلة إعلامية بسبب ذلك.

اقرأ/ي أيضًا: ما قصة "واتساب" أبو بكر البغدادي؟.. الحكاية الكاملة من مصدر استخباري

يرى الصحفي محمد شفيق، أن "مجموعات واتساب أصبحت وسيلة نقل للشائعات والأخبار المفلقة، كما أنه زاد من كسل الصحفيين بشكل عجيب جدًا"، مؤكدًا في حديث لـ"الترا عراق"، أن "تلك الكروبات قتلت روح الإبداع والعمق لدى الصحفي، وأثرت سلبًا على شكل الإعلام، وأفقدته ثمرة التقصي".

يدافع الصحفي دريد سلمان، من جانبه، عن هذا الأسلوب من العمل الصحفي، واعتماد واتساب كمصدر موثوق للأخبار. يقول لـ"الترا عراق"، إن "التطبيق سريع وقد سهل كثيرًا الوصول إلى المعلومة خاصة مع ظهور مجموعات تتصل بشخصيات نافذة".

ويشير سلمان، الى أن "التحقق من مصداقية الأخبار الواردة عبر تلك المجموعات، ممكن وبسرعة قياسية"، دون أن يرى ان هناك "إشكالية في اعتماد واتساب في العمل الصحافي، بعد أن فرض نفسه بقوة، عبر السرعة وتدعيم الأنباء بالصوت والصورة، مع إمكانية التحقيق من تلك المعلومات".

لماذا واتساب؟

 يتيح واتساب، ميزة إرسال واستقبال أنواع متعددة من الوسائط، الرسائل النصية، الصور، مقاطع الفيديو، المستندات، الموقع الجغرافي والرسائل الصوتية، فضلًا عن المكالمات، وهويما يجعله المفضل للصحفيين، والمكاتب الإعلامية للمؤسسات والوزارات في العراق، يضاف إلى كل ذلك سرعته وإجراءات الأمآن والخصوصية.

ينافس واتساب، كمصدر للاخبار، موقع التواصل الأشهر والمملوك لنفس الشركة "فيسبوك"، حيث تشير دراسة أعدها "معهد رويترز" وجامعة أوكسفورد البريطانية، إلى أن ازدياد قلق المستخدمين من الأخبار المزيفة التي يتم بثها عبر المواقع الأخرى، دفعهم إلى البحث عن الأخبار في أماكن أخرى مثل واتساب.

يدير حسن الشمري، مجموعة إخبارية تضم 50 صحفيًا من مختلف المؤسسات الإعلامية العاملة في البلاد، يقول إن "لجميع مواقع التواصل الإجتماعي سلبيات وإيجابيات، لكن الإيجابيات تتفوق في واتساب، من حيث اختصار الوقت للحصول على آخر الأخبار الرسمية من مصادرها، حيث تنشر الدوائر الإعلامية للمؤسسات البيانات الرسمية عبره قبل رفعها على المواقع الإلكترونية الرسمية".

وينصح الشمري، في حديثه لـ"الترا عراق، بـ "التحقق من صحة الأخبار والتدقيق لتجنب الأخطاء"، مشيرً إلى أن "بإمكان الصحفي السؤال عن مصادر وصحة الاخبار.. هناك نقاشات وحوارات مهمة مع المسؤولين في تلك المجموعات، وهناك مجموعات يكون المسؤولون فيها صحفيون، وهي مجموعات تخصص لتبادل المعلومات عن آخر الأخبار أو طلب المساعدة للحصول على أرقام هواتف المسؤولين والمصادر".

مجموعات المسؤولين

تملك غالبية الأحزاب والكتل السياسية، مجموعات خاصة في واتساب، تنشر من خلالها، التعليمات والأوامر وتناقش فيها القرارات، حتى أن رئيس البرلمان محمد الحلبوسي يخاطب أعضاء المجلس عبر مجموعة خاصة، تكتب فيها التوجيهات ومحاضر الجلسات والتعليمات.

وفي مطلع كانون الثاني/ ديسمبر 2018، سرب السياسي المثير للجدل وعضو البرلمان العراقي السابق مشعان الجبوري، نص محادثة واتساب، لمجموعة من زعماء "المحور الوطني"، كشفت تخطيطهم "طرد" رئيس الحكومة عادل عبدالمهدي، من جلسة البرلمان المقررة يومها، للتصويت على استكمال الكابينة الوزارية.

وإثر تسريب الجبوري، الذي أحدث ضجة نيابية على مواقع التواصل الاجتماعي، عمدت عدة مجموعات تابعة لتكتلات نيابية إلى إزالة من تشك بولائهم ضمن المجموعات. يقول أحد العاملين في الدائرة الإعلامية لمجلس النواب مشترطاً عدم ذكر اسمه لـ"الترا عراق"، إنه "فوجئ بازالته من مجموعتين بعد حادثة تسريب الجبوري للمحادثات".

يضيف، أن "رؤساء الكتل النيابية يوجهون نوابهم عبر واتساب، وعند الاختلاف أو الجدل الحاد، فإن أول ما يبادر به رئيس الكتلة هو عزل المخالف من واتساب، ولهذه الكتل مجموعات عامة وخاصة، سرية الأخيرة فيها عالية جدًا".

كشفت محادثات مسربة بين مسؤولين عبر واتساب عن صفقات فساد أو "مؤامرات" سياسية بشأن تشكيلة الحكومة والمناصب

ويفضل ساسة ومسؤولون التخاطب الشخصي عبر واتساب أيضًا، لكن هذا لا يمنع تسريبها، ففي آواخر العام 2017، سربت محادثة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووكالات أنباء محلية، قيل إنها جرت بين النائب مثنى السامرائي ووزير التربية محمد اقبال، كشفت حديثًا حول صفقات سياسية مع كتل شيعية، ولم تخلوا من "كلمات نابية".

اقرأ/ي أيضًا: خلاف بين فيسبوك وتويتر بشأن "حذاء" الحلبوسي

 يتجاوز عدد مستخدمي واتساب يوميا في العالم، حاجز المليار مُستخدم. ويتبادل مُستخدمو التطبيق 60 مليار رسالة بشكل يومي، الأمر الذي يجعل التطبيق أحد أكثر التطبيقات استخدامًا على مستوى العالم على الرغم من عدم عمله في الصين.

 

اقرأ/ي أيضًا:

فيسبوك في العراق.. على قياس العشيرة وأزلام الحكم

بينهم فنان ورجل دين.. تعرف على أكثر 10 صفحات "متابعة" في فيسبوك العراق