27-سبتمبر-2019

عبد الخالق مسعود وعدنان درجال (ألترا عراق)

تطال الانتقادات الواسعة اتحاد كرة القدم العراقي من الشارع الرياضي، بعد كل انتكاسة للمنتخبات الكروية، خاصةً المنتخب الوطني الأول في مشاركاته القارية والعالمية الكبيرة. وفي كل مرة، يُفتح النقاش حول التخبط الإداري، وملفات الفساد المزمعة، والمحسوبيات التي تقود عمل الاتحاد. ناهيك عن المشاكل التي وصلت إلى حد تقديم مدرب المنتخب الأسبق، البرازيلي زيكو، بشكوى ضد الاتحاد العراقي تتعلق بتأخير دفع مستحقاته. بل لم يتوقف الأمر عند المدربين، إذ قدم وزير الشباب والرياضة السابق عبد الحسين عبطان هو الآخر شكوى ضد اتحاد الكرة، واتهم عبطان في ملف متكامل سلّمه إلى الأمين العام لـ"فيفا" فاطمة سامورا، الاتحاد، بضلوعه في قضايا تزوير.

مصدر: درجال أفرغ 10% فقط من جعبته في الجولة الأولى، ولديه طرق أخرى وجولة ثانية في المحاكم العراقية، وابتداءً من محكمة بغداد الجديدة

كما اتهم في وقت سابق، رئيس نادي الشرطة الأسبق ومستشار رئيس الوزراء الحالي، ايّاد بنيان، اتحاد كرة القدم، بتزوير أعمار اللاعبين المُشاركين في المنتخبات السنية المختلفة، ما أثار ضجة في وسائل الإعلام آنذاك.

بداية الحكاية

في 31 آيار/مايو 2018، فاز ممثل نادي أربيل الرياضي عبد الخالق مسعود بمنصب رئيس اتحاد الكرة العراقي للمرة الثانية على التوالي، وذلك دون وجود أي منافس له في الانتخابات، على اثر استبعاد المرشح، لاعب المنتخب الوطني السابق، عدنان درجال، من السباق الانتخابي بقرار من لجنة الانتخابات. يُضاف إلى ذلك قرار الاتحاد بمعاقبة درجال بمنعه من خوض أي نشاط لمدة خمس سنوات. 

اقرأ/ي أيضًا: تقصي حقائق كأس آسيا تدين لاعبين بارزين.. واتحاد الكرة يصادق على معاقبتهم

بدأت المصادر في أواخر حزيران/يونيو من نفس العام، تتحدث عن رفع درجال دعوى قضائية في محكمة النشر بحق اتحاد الكرة حول الاتهامات التي طالته من مستشار الاتحاد القانوني، كما جرى التأكيد على شكوى درجال في محكمة (كاس) الدولية دون التراجع عنها، ضد اتحاد الكرة العراقي، واتهامه بالتزوير ووجود خروق في الانتخابات.

بعد عام من ذلك، ظهر اللاعبان الدوليان السابقان، يونس محمود ونشأت أكرم، في مدينة لوزان السويسرية، للالتحاق بوفد المعترضين على انتخابات اتحاد الكرة وحضور جلسة محكمة النزاعات الرياضية "كاس".

في الأثناء، كان أعضاء في اتحاد الكرة يتحدثون عن ثقتهم بإجراءاتهم خلال الانتخابات التي فاز بها مسعود، وقال عضو الاتحاد علي الأسدي إننا "واثقون من إجراءاتنا جدًا، ولا نتشدق بانتصارات مسبقة"، مضيفًا: "ننتظر قرار المحكمة وسنقبل به مهما كان".

درجال يربح الدعوى

ربح اللاعب السابق عدنان درجال الدعوى المُقامة ضد أعضاء في اتحاد الكرة. إذ أصدرت محكمة جنايات الرصافة في 23 أيلول/سبتمبر حكمًا بالحبس لمدة سنة ونصف لأمين سر الاتحاد صباح رضا، ورئيس لجنة الاستئناف في انتخابات الاتحاد الأخيرة ستار زوير، فيما أجّلت النطق بالحكم على مدير العلاقات بالاتحاد وليد طبرة"، الذي لم يحضر للمحكمة.

كما احتفظت المحكمة بحق عدنان درجال في المطالبة بالتعويض عن الضرر المادي والمعنوي الذي أصابه، بحسب محامي درجال، محمد حيدر حسون.

عضو الاتحاد، علي الأسدي الذي سبق وأن أبدى ثقته بإجراءات الاتحاد، اعترف بمظلومية درجال، لكنه أشار إلى أن الأخير "حبس مظلومين"، مؤكدًا وقوفه "ضد الخطوة التي أقدم عليها" اللاعب السابق.

اتحادٌ مخترق وسيطرة درجالية!

من جانبه، قال عضو الاتحاد كامل زغير في حوار تلفزيوني إن "القرار صدر من القضاء العراقي العادل، لكننا سنستأنف الحكم ولن نترك موظفينا يواجهون السجن لمدة عامين". وتابع: "سيقاتل الاتحاد حتى الرمق الأخير دفاعًا عن موظفيه". واتهم زغير جهات لم يسمهِا بـ"القسم على القرآن كذبًا"، فيما توعد بالكشف عن أسمائهم حالما تهدأ الأزمة.

مصدر لـ"ألترا عراق": درجال لديه شرط محوري، هو تغيير (النظام الأساسي)، الأمر الذي يرفضه اتحاد الكرة باعتباره يُهدد المنظومة الكروية ويستهدف أمانة السر والأمانة المالية

لكن مصدرًا مقربًا من عدنان درجال فضّل عدم الكشف عن اسمه، قال لـ"ألترا عراق" إن "درجال أفرغ 10% فقط من جعبته في الجولة الأولى، ولديه طرق أخرى وجولة ثانية في المحاكم العراقية، وابتداءً من محكمة بغداد الجديدة"، كاشفًا عن "انضمام عدد من أعضاء اتحاد الكرة إلى معسكر عدنان درجال، زودوه بملفات كثيرة تُدين الاتحاد".

أشار المصدر إلى أن "درجال لديه شرط محوري، هو تغيير (النظام الأساسي)، الأمر الذي يرفضه اتحاد الكرة باعتباره يُهدد المنظومة الكروية ويستهدف أمانة السر والأمانة المالية"، مستدركًا: "يُريد درجال إعادة ضبط مصنع الاتحاد، ولديه ما يؤهله لذلك".

اقرأ/ي أيضًا: ملعب الشعب غارق بالفساد والإهمال.. عشرات آلاف المشجعين بين الكلاب والغاز

كاس "تؤجل في لحظة الحسم"

كان من المقرر أن تصدر محكمة النزاعات الرياضية "كاس"، قرارها في 27 من شهر أيلول/سبتمبر الحالي، فيما يخص دعوى درجال ضد انتخابات اتحاد الكرة الأخيرة. لكن المحكمة أجّلت إصدار القرارات في قضية درجات إلى 25 تشرين الأول/اكتوبر المقبل. وأشار محامي الاتحاد السابق نزار أحمد في هذا الصدد، إلى أن "أي اتفاق بين الاتحاد ودرجال لإنهاء الأزمة يُمكن أن يكون على شكل تسوية تُرسل إلى محكمة (كاس)". فيما رفض المصدر المقرّب من درجال اعتبار تأجيل محكمة (كاس) بمثابة إعطاء مساحة للمفاوضات، معتبرًا إياها "إجراءات طبيعية"، كما لفت إلى أن "درجال لا يعول كثيرًا على قرار المحكمة".

الخوف من العقوبات

في هذه الأجواء، ساد الشارع الرياضي حديث عن احتمالية استقالة اتحاد الكرة، وهو ما أكده عدنان درجال فيما بعد، فيما دعا المحامي السابق لاتحاد الكرة العراقي نزار أحمد، أعضاء الاتحاد لـ"تقديم الاستقالة الجماعية وتشكيل هيئة مؤقتة تدير الاتحاد، تتكون من 7 أشخاص، على أن لا يكون أي من أعضائها قد عمل بالاتحاد بأي صفة أو منصب خلال الثمان سنوات الماضية".

وقال أحمد في رسالته لأعضاء الاتحاد، إن طلبه بالاستقالة الجماعية يأتي لـ"تجنيب الكرة العراقي المزيد من الأيام السوداء التي تنتظرها"، مبررًا ذلك بأن "التحقيقات التي سوف تجريها محكمة تحقيق بغداد الجديدة وربما (فيفا) بخصوص موضوع مصادقة الهيئة العامة على النظام الداخلي للاتحاد (نسخة 2017) والذي بموجبه جرت الانتخابات الماضية سوف تكون له تبعات وخيمة على الكرة العراقية برمتها".

وأكد درجال ذلك في حديثه خلال مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة بغداد في 26 أيلول/سبتمبر 2019 بتحذيره المُسبق لاتحاد الكرة من عواقب وخيمة. لكن المصدر المقرب من اللاعب السابق أكد لـ"ألترا عراق" أن "درجال يُدرك إمكانية أن تؤدي خطواته إلى عقوبات بحق الكرة العراقية، ويضع في حساباته الانسحاب حين تصل الأمور إلى مرحلة الحظر"، وهو ما لمح له درجال في تصريحاته الأخيرة.

مقترحات الوزير للاتحاد المُنقسم

بدوره، عقد في 26 أيلول/سبتمبر اجتماعًا طارئًا برئاسة عبد الخالق مسعود "لوضع خارطة طريق جديدة"، بحسب بيان مقتضب لإعلام الاتحاد. إلا أن أيًا من مخرجات الاجتماع لم تظهر للعلن.

فيما كشف مصدر في اتحاد الكرة رفض الكشف عن اسمه عن "وجود انقسام بين أعضاء الاتحاد، قسمٌ مع الرضوخ لدرجال، وهم المتورطون بالتزوير والمخالفات القانونية، وقسم آخر ليس لديه ما يخشاه، وينتظر الخلاص من الرؤوس الكبيرة وبقاء الأجواء صافية لهم، والحفاظ على المنظومة التقليدية للاتحاد". 

لكن ما خرج للإعلام هو تخويل الاتحاد، وزير الشباب والرياضة أحمد رياض، بالتفاوض نيابة عنه مع عدنان درجال، بغية التوصل إلى حلول بشأن القضايا التي رفعها الأخير ضد الاتحاد.

مصدر لـ"ألترا عراق": درجال يُدرك إمكانية أن تؤدي خطواته إلى عقوبات بحق الكرة العراقية، ويضع في حساباته الانسحاب حين تصل الأمور إلى مرحلة الحظر

وفي هذا الشأن، كشف ذات المصدر الاتحادي عن أبرز المقترحات التي قدمها المكتب التنفيذي لوزير الشباب في اجتماع عُقد في 26 أيلول/سبتمبر، جاء فيها:

  • دعوة الهيئة العامة لإجراء اجتماع استثنائي.
  • تنحي أعضاء الاتحاد عن مناصبهم والإبقاء على الأمين المالي وأمين السر لتمشية أمور الاتحاد.
  •   إجراء انتخابات في فترة 45 يومًا.
  •  تشكيل لجنة انتخابات من خارج المنظومة الاتحادية.

وتبدو المقترحات مُطابقة بشكل كبير مع ما أشار إليه عدنان درجال ذاته في مؤتمره الصحفي، إذ قال إنه "سيجتمع مع وزير الشباب والرياضة للخروج بحلولٍ تُرضي الجميع".

أوضح درجال أن مطالباته هي "حل الاتحاد وتشكيل هيئة مؤقتة من قبل فيفا لا علاقة لها بالاتحاد الحالي، ثم تعديل الأخطاء في النظام الأساسي وإجراء انتخابات قانونية".

 

اقرأ/ي أيضًا: 

توتر بين أربيل والنجف بعد مباراة كرة قدم!

صور| الجماهير العراقية توجه رسالة لـ"فيفا": لا تحرمونا من متعة الكرة