02-فبراير-2021

وصف مختصون موقف البرلمان والوزارة بـ "الفضيحة" (Getty)

الترا عراق - فريق التحرير

على الرغم من التوضيح الذي تصدرها، لم يزل الجدل قائمًا حول رسالة ماجستير تناولت "دور المسيحية الصهيونية في غزو العراق"، بعد مناقشتها في جامعة الموصل، إذ رضخت الجهات الرسمية إلى ضجة واسعة وقررت إيقاف إجراءات منح الشهادة لمعد البحث.

رضخ وزير التعليم إلى حملة ضد بحث عن "المسيحية الصهيونية" وأوقف إجراءات منح شهادة ماجستير

وصدر القرار عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بعد حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي اعتبرت الرسالة "إساءة للعقيدة المسيحية"، قبل أنّ يتبناها سياسيون وأطراف في مجلس النواب.

و"المسيحية الصهيونية" هي تيار سياسي متطرف كما يشير معد البحث في صدر رسالته، مؤكدًا أنّ هناك "فرقًا كبيرًا بين مصطلح المسيحية الصهيونية كحركة سياسية تنطوي على أهداف غير معلنة تصب في مصلحة قيادم دولة إسرائيل الكبرى، وبين المسيحية كدين وعقيدة سماوية جاء بها السيد المسيح".

اقرأ/ي أيضًا: الجامعات العراقية بين الإهمال والوزراء المسيسين

وأوضح طالب الماجستير، أنّ "دراسات أكاديمية قد أشارت إلى تلك الفروقات بإسهاب مستندة إلى أدلة علمية موضعية موثقة"، كما أكّد أنّ "دراسته تقدر عاليًا المسيحية كديانة ومعتقد سماوي"، مشيرًا إلى أنّ "تيار المسيحية الصهيونية هو في حقيقته مؤسسة سياسية بحتة تتواجد منذ ثمانينيات القرن الماضي".

لكن التوضيح الذي تبعه تأكيد من جامعة الموصول والأستاذ المشرف لم يحل دون اتخاذ مواقف صارمة بدأها مقداد الجميلي رئيس لجنة التعليم العالي في مجلس النواب الذي يحمل شهادة دكتوراه، حيث وصف البحث بـ "المثير للفتنة"، وطالب بإيقاف إجراءات منح شهادة الماجستير واستدعاء رئيس جامعة الموصل وعددًا من الأساتذة المشرفين على الرسالة.

وأثار موقف رئيس لجنة التعليم العالي النيابية حفيظة مختصين وباحثين من بينهم الكاتب والتدريسي في الجامعات الأمريكية سليم سوزة الذي رأى أنّ رئيس لجنة التعليم في مجلس النواب "بحاجة إلى دورة محو أمية"، واعتبر موقفه "فضيحة بكل المقاييس".

اقرأ/ي أيضًا: ذكرى غزو العراق.. هل منحت واشنطن خامنئي ما لم يحلم به الخميني؟

وأكّد سوزة، أنّ الرسالة (المسيحية الصهيونية الأمريكية) التي أثارت الضجة ويجري تحويلها إلى موضوع فتنة بين المكونات العراقية"، موضحاً "هذه طائفة موجودة في الغرب (في الغالب سرّانية باطنية ذات أغراض سياسية) ولا تمثّل الديانة المسيحية التقليدية والمعروفة"، معربًا عن استغرابه من الضجة الكبيرة حول عنوان الرسالة بالقول "معقولة لم يسمع أحد بهذه الطائفة سابقًا".

كما أشار التدريسي المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية أنّ القانون لايمنح اللجنة النيابية صلاحية إيقاف إجراءات قبول الرسالة.

ومع استمرار الجدل، أعلنت وزارة التعليم العالمي إيقاف إجراءات منح شهادة ماجستير في جامعة الموصل وفق توجيه من الوزير نبيل كاظم، وتشكيل لجنة متخصصة لـ "تدقيق متن الرسالة والاطلاع على تقرير المقوم العلمي ومحضر لجنة المناقشة".

وكانت جامعة الموصل قد دعت إلى مراجعة الرسالة في توضيح نفى المساس بالعقيدة المسيحية، مؤكدة أنّ "خللاً حدث في العنوان، وتم تغييره بالاتفاق مع المشرف على الرسالة ولجنة المناقشة".

فيما دافع المشرف على الرسالة الدكتور محمد عفين، عن محتوى البحث، مؤكدًا أنّ فحوى الرسالة يتعلق بـ "الحركة الصهيونية وما حل بالعراق من أحداث خلال عام 2003".

واستغل جوزيف صليوا السياسي والبرلماني السابق أزمة الرسالة ليصوب نحو التيارات الإسلامية السياسية في العراق، واتهمها بدفع الولايات المتحدة الأمريكية إلى احتلال العراق قبل 18 عامًا.

وقال صليوا في تصريح متلفز، إنّ "الرسالة هي محاولة إساءة إلى جامعة الموصل وإلى المدينة ذاتها"، ومحاولة "لتبرئة قادة الإسلام السياسي السني والشيعي من قضية احتلال العراق".

وذهب السياسي أبعد محذرًا من "تعرض المسيحيين إلى حملات القتل والتصفية في حال تحول مثل هذا الخطاب إلى منهج يناقش في أروقة الجامعات"، وتحدث عن "سلوكيات لنشر التطرف والإرهاب تمارس في الجامعات ومؤسسات الدولة".

وتابع بالقول، "أخشى أنّ تكون رئاسة جامعة الموصل قد تقاضت مبالغ طائلة لتؤجج الفتنة، وهناك بصمات لبقاء الموصل داعشية".

     

بالمقابل انتقد ناشطون المواقف السياسية والرسمية من الرسالة، وعدوها "هجمة شرسة" ضد بحث يتناول قضية سياسية تتعلق بالأحداث التي تشهدها البلاد، كما أكدوا أنّ الموضوع هو "محل نقاش حتى في الجامعات الغربية وهناك الكثير من الدراسات والمقالات حول الجماعات الإنجيلية ودورها في تحريك إدارة الرئيس جورج بوش الإبن في حينها - لاسيما وأن الدعوات لغزو العراق انطلقت بعد شهر واحد على أحداث أيلول عام 2001".

 

اقرأ/ي أيضًا: 

القطاع العام في العراق.. المحاصصة في التعليم الابتدائي أيضًا!

العراق.. مدارس خاصة للميسورين ولا عزاء للفقراء