31-مارس-2020

(سيروان باران/ العراق)

ستُدمى مؤخرتك النحيفة على هذا السرير، مرارًا ستدمى، في كل ليلة تضاجع بها نفسك بحثًا عن امرأة لتقتلك، تجرح وجهك الطفل بأظفرها الطويل، وتزرع في رأسك المكتظ كخزائن الطلبة، أحلامًا يابسة وأنهرًا خضر وجدرانًا من الباستيل، لتلعن لحظات السعادة، إن صدفة جاءت، وصدفة طالت، وصدفة غطت على الأيام.

ستمد سورًا في أرض بور لترتب قبورك، قبل أن تجد امرأة يتكور نهدها قمرًا في ليلك البري، ويقطر ماؤها حين تطفو من قصائدك الطوال على فراشك، ستكون شبحًا أيها الشاعر وحفار القبور، قبل أن تلعب دور الذئب في عتمتها، قبل أن تسقط على عتبتها الحمراء ويقشعر شعرك الأبيض.

هي لا تكترث

إن سقط الثلج، أو أحرقت الشمس مدينة الرب صيفًا

وإن كتبت فجرًا عن قبائل سمرٍ يسرفون بشرب الدم وكتابة الشعر والتناسل

هي لا تكترث

إن كنت تكتب بعد أن حركتك صورة في شاشة الهاتف

أم رمح عاج جاء من الوهم ونام في خاصرتك

ستثني فوق الحرير ساقها

تدير ظهرها لمرآة الخزانة

وتركن في الدرج القريب وردة بيضاء قبل النوم.

ويطول ليلك

وتستبدل مرة أخرى النساء بالأغاني

وتحمل وذر اللغة المذبوحة بالتكرار وتسير في الغرفة

لا أنت مسوس بجن تفاوضه على الرحيل

ولا أنت مدرك عبث ابتكار الروح من أغبرة الغياب

لذا دع الدم يسيل ليتنفس الجرح، الليل يدب ببطئه المعتاد عليك، والرحلة تستمر. هذه معادلة أنت كتبتها: أن الشعر لا يولد من جرح قديم، وكل قصيدة تحفر لك قبرًا في نهايته، وكل قمر تعوي بليله يرميك جريحًا على عتبة الفجر، وكل إنصات إلى النفس يخلق وحدة مضاعفة.

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

وصية موتي

قل آسف

دلالات: