12-سبتمبر-2019

فاضل عباس

أهداء إلى ملح الأرض

...

هم آخر ما تبقى

بعد أن نفد الرصاص

يورثون أطفالَهم شظايا..

أسفل العمر

مساجدُهم عامرة بالتوابيت

ومقابرُهم أكبر مما ينبغي

لا زالت تسأل عنهم المدافن

حليقو الرأس..

كـ واديهم الذي سكنوه

كثيفو الشوارب

لذا تولد ضحكاتهم مجروحة

كثيرو التوجس على أعناقهم

لأنهم..

لم يدمنوا التصفيق

الساهون عن صلاتهم..

بذكر الله

وقصص أنبيائه

كلما سمعوا أفضل القصص

تفقدوا صغارَهم

وراحوا إلى البئر

يدلون بدلوهم

وكلما خلوا إلى أنصافِهم

قرأوا التكاثرَ

سليلو الآلام

صانعو المسلات ومروضو الحروب

كنعانيون

متخمون بالضاد/ بالبداوة

كلما هبت الريحُ

عزفتهم .. كنايات حزينة

مُـذّ عرفوا أن الله حق

لم يصل إليهم خراج الخليفة

ولم تتعمد أنهارُهم بالماء.

يحبهم الله

أكثر من حبهِم لمواشيهم

مذ عرفوه

أدمنوا الأرض

الثموها بالمعاول

هؤلاء أخوتي

أتعبهم الجنوب كثيرًا

هم آخر ما تبقى

بعد أن نفد الرصاص.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

سائح في ليل القرى

تحت تأثير المجاز

دلالات: