26-أبريل-2022

يتشارك المجتمع الدولي في نهاية نيسان/أبريل من كل عام التوعية الإيجابية للحفاظ على أمنا المشتركة الأرض. إنّ الدعوة للاحتفال وإقامة النشاطات والبرامج التي تساهم في الحفاظ على الأرض ومواردها تشكل جزءًا من العمل القيم الذي تسعى إليه الشعوب ضمن أهداف التنمية المستدامة. تقدم لنا الأرض رسائل هامة تنذر بمخاطر بيئية بين الحين والآخر تتمثل البعض منها بثورات طبيعية أو أوبئة تهدد السلامة البشرية.

تمثل الحروب المصدر الأساس الأول لدمار وتهالك الطبيعة بكافة عناصرها بالإضافة للاقتصاديات غير المسؤولة

تواجه الأرض مشاكل متعددة، تتمثل باستنزاف الموارد الطبيعية من جهة، ومن جهة أخرى استمرار قيام الصراعات العسكرية التي تلقي بظلالها على كافة الشعوب كما الأرض. من المؤسف إنّنا في العام 2022 نعيش حروب وصراعات دامية في اليمن سوريا وأوكرانيا، ناهيك عن الاقتتال الداخلي الذي يضرب في العديد من دول الشرق الأوسط.

تمثل هذه الحروب المصدر الأساس الأول لدمار وتهالك الطبيعة بكافة عناصرها، بالإضافة للاقتصاديات غير المسؤولة التي لا تراعي شروط الامتثال للطبيعة، ما يشكل مصدرًا ثان لهلاك قائم نسبيًا وقادم لامحالة. كما أنّ العمل المناخي فتي بطبعه ويعاني من عدم الإلزام في ممارسات الدول التي تتعارض معه، وتشكل عبئًا كبيرًا على العاملين في مجال التعافي من التغيرات المناخية.

تقدم المنظمات الدولية برامج فعالة في كافة أنحاء العالم لتطوير أداء العمل البيئي بصورة عامة والعمل المناخي بصورة خاصة، لكنها تصدم بعدم الواقعية والتباين بين دولة وأخرى، خاصة وأنّ الشعوب ليست على نفس القدر من المعرفة. كما تعاني العديد من الدول الهشة أوضاعًا اقتصادية وأمنية صعبة، تتخللها عمليات فساد كبيره حكومية وإقليمية ومنها العراق.

أيضًا، لا يمكن أن نستثني الدور الإيجابي لمبادرات التمويل للعمل المناخي، خاصة وأنّ البنك الدولي في اجتماعات الربيع القائمة حاليًا قد أكّد أهمية دعم وتمويل اقتصاديات الدول، للدفع بالاستثمار المستدام الصديق للبيئة، فضلاً عن الدول المتقدمة التي تشهد تطورًا مزدهرًا في استثماراتها المستدامة مثل ماليزيا.

ومع هذا التطور، لا يمكن إنكار التصعيد الخطير للطبيعة والمناخ الذي أصبح يهدد الدول سواء بسبب الاحتباس الحراري أو اختفاء الدول الساحلية، الأمر الذي يضعنا أمام نوع جديد من الهجرة بسبب قلة الموارد والفرص لتحسين الأداء. نحن بصدد مهمة دولية مشتركة، إما أنّ نكون بمجتمع مزدهر دوليًا ومسؤول، أو أنّ نواجه خطر الانقراض السادس.