03-فبراير-2019

الروائي علاء مشذوب في إحدى التظاهرات (فيسبوك)

تعددت أنواع الاغتيالات والموت واحد في العراق، وربما السؤال الأبرز الذي ما انفك يراود أذهان العراقيين في مثل هذه الأخبار هو "لماذا"، السؤال الذي يبقى معلقًا على جدار الزمن دون جواب مثل كل حوادث الاغتيالات السابقة والتي سرعان ما تتلاشى من الواقع لكثرتها وتعدد أنواعها في ظل انتشار السلاح وكثرة الميليشيات التي صارت تدريجيًا سلطة موازية لسلطة الدولة.

13 رصاصة استقرت في جسد الروائي علاء مشذوب بعد عدة منشورات انتقد فيها رجال دين ومنهم الخميني

مع بداية شباط/ فبراير الجاري، اغتال مسلحون في محافظة كربلاء الكاتب والروائي علاء مشذوب أمام داره، كانت الرصاصات التي استقرت في جسده 13 رصاصة.

لم تكشف القوات الأمنية عن الحادثة، إنما وعدت في بيان تلقى "ألترا عراق"، نسخة منه، أنها "ستكشف عن الجريمة"، حال معرفتها، فيما يروي نشطاء رافقوا الأديب قبل مقتله بساعات حيث كان مع مجموعة من الكتاب والصحفيين في إحدى الملتقيات الثقافية في المدينة حتى قرّر المغادرة إلى المنزل الذي يقع بالقرب من مركز المدينة القديمة.

اقرأ/ي أيضًا: بعد "حمّام اليهودي".. اغتيال الروائي علاء مشذوب في كربلاء

علاء مشذوب من مواليد محافظة كربلاء (1968) وحاصل على درجة الماجستير من جامعة بغداد 2008 – 2009 وشهادة الدكتوراه في الفنون الجميلة. وعضو في نقابة الفنانين العراقيين وعضو في نقابة الصحفيين والاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، وله مشروع أدبي يتحدث عن مدينة كربلاء منعت رصاصات الاغتيال إكماله، وكان قد نشر بعض منه في حسابه على الفيس بوك.

 

عرف مشذوب أنه صاحب آراء جريئة وساخرة، وغالبًا ما يشاكس بعض رجال الدين الكبار في آراءه ونقده المباشر لكونه ابن مدينة ذات طابع ديني ويكثر فيها رجال الدين، وذهبت به سخريته إلى أن يكون عضوًا في تجمع "ساخرون" الذي يهدف إلى أن تكون السخرية ملازمة لكل عراقي انتابه الضيم والقهر من تصريحات المسؤولين ورجال الدين.

وذهبت بعض الآراء إلى أن هذا الاغتيال جاء نتيجة لتشريع قانون "قدسية كربلاء" في ظل دولة يجب أن يكون دستورها وضعي، فقوانين القدسية غالبًا ما يتمخض عنها متطرفين ذوي آيديولوجيات خطيرة ينتهكون من خلالها تحت ذريعة الدفاع عن المقدس، فيما ذهب آخرون إلى اتهام الميليشيات الموالية لإيران نتيجة لمنشور سابق تكلم فيه مشذوب عن الحرب العراقية الإيرانية ودور الخميني فيها.  

ولمشذوب عدّة مؤلفات تراوحت بين الرواية والنقد والدراسات التاريخية، منها: 

انتهازيون ولكن (رواية)
شارع أسود ( رواية)
باب الخان (رواية)
بائع السكاكر (رواية)
جريمة في الفيسبوك (رواية)
الجسد صورة سرد (دراسة)
موجز تاريخ كربلاء الثقافي ( دراسة تاريخية)
مدن الهلاك والشاهدان (رواية).
رصيف الثقافة

اقرأ/ي أيضًا: قانون قدسية كربلاء.. "لمدينة أحلى وأجمل" بلا حياة!

فيما علق الأدباء والصحفيين العراقيين عن حادثة الاغتيال، معبرين عن صدمتهم بالحادثة المفاجأة، إذ كتب علي لفتة سعيد على حسابه في فيسبوك، أنه "قتل علاء مشذوب، أي حرف يستقيم، أي كلمة ترتل، أي عزاء يكفي، أي دموع تغسل الحزن، أي صورة توضح ابتساماتك يا علاء أي وطن يكفي لتهريب الرصاص".

فيما كتب عبد الخالق الركابي، أن "الرصاص يقارع الكلمة! تبًا لورثة قندهار"، متسائلًا "هل تجدينا الكلمات للتعبير عن استنكار هذه الجريمة الجبانة التي اقترفت بحق من لم يكن يملك سوى الكلمات رصيدًا أمام الرصاص الغادر؟". بينما أشار  علي حسين، وهو كاتب وصحفي، إلى أن "ما جرى في كربلاء هو جريمة كاملة، وستبقى عارًا يلاحق مرتكبيها ومن فوضهم، لكنها ستبقى يومًا مشهودًا يؤرخ له بأنه اليوم الذي غاب فيه ضمير الساسة فلم يعد منظر قتل مثقف وطني يثير مشاعرهم".

لكن أنمار رحمة الله، وهو قاص عراقي، رفع وسم "هاشتاج"، بعنوان  #من_قتل_علاء_مشذوب وكتب فيه عدة منشورات، مشددًا على إدانة الفعل ومعرفة اليد التي اغتالته، فيما علقت الصحفية حذام يوسف طاهر، بالقول، إنهم "مجرمون ومسنودون، هل يخجلون أو يخافون؟، لافتة إلى أنه "كلنا بالطابور.. مسألة وقت فقط".

فيما يطالب نشطاء عن الإجابة على من قتل الروائي والكاتب علاء مشذوب ولماذا، فيما رأى آخرون أن السؤال سيبقى يدور حتى يرهقه التسويف والتأجيل ليسقط في فم الغيب، الفم الذي طالما ساعد الجهات المسؤولة على الاسترخاء، على الرغم من تكرار هذه الحوادث وفي فترات متقاربة.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

مع بداية 2019.. الاغتيالات مستمرة في بغداد

ضحايا الخميس في العراق.. حملة اغتيالات ضد العارضات والعاملات في التجميل