27-يونيو-2022
الصدر والحكيم

ازدادت تعقيدات الأزمة السياسية بعد انسحاب الصدر من البرلمان (فيسبوك)

ألترا عراق - فريق التحرير

ازداد الحديث عن إجراء انتخابات مبكرة مجددًا، بعد انسحاب الكتلة الصدرية من مجلس النواب، بتوجيه من زعيم التيار مقتدى الصدر، بالإضافة إلى تكهنات بنزول الصدريين إلى الشارع وإسقاط الحكومة "الإطارية" المفترضة.

تسبب خروج زعيم التيار الصدري من مجلس النواب في زيادة وتعقيد الأزمة السياسية في العراق

واتفق كثيرون منهم أطراف سياسية مناوئة لمشروع الصدر الأخير، على أن الأزمة تعقدت أكثر بعد خروج الكتلة الصدرية من البرلمان، في وقت كانت يُنتظر أن يحل "الانسداد السياسي" كما تصطلح عليه قوى الإطار التنسيقي.

ورغم معارضة قوى الإطار لنتائج الانتخابات، ووصفها بالمزورة مرارًا، إلا أنها مضت بتقبّلها وشكّلت الثلث المعطل، الذي عطّل مشروع التحالف الثلاثي بتشكيل حكومة أغلبية.

الأزمة تعقدت

يعترف تيار الحكمة برئاسة عمار الحكيم، المنضوي في الإطار التنسيقي، بتعقّد الأزمة السياسية في العراق بعد انسحاب الكتلة الصدرية من البرلمان.

المتحدث باسم التيار نوفل أبو رغيف يقول إن "خروج الصدر سبب في زيادة وتعقيد الأزمة" وليس حلّها، مؤكدًا أن تيار الحكمة "لا يرى مخرجًا للأزمة بغياب التيار الصدري".

ويؤكد أبو رغيف أن "العراق أمام منعرج خطير والإخفاق سيولد تداعيات أسوأ"، مشددًا على أن "النار إذا اندلعت لن يكون أحد بمعزل عنها"، كما حذّر من "النخب التي تشتغل في الحياة السياسية".

يحذر سياسيون من تداعيات ستكون أسوأ بعد انسحاب الصدر من البرلمان

السياسي المستقل عبد الحميد الصائح يتفق مع المخاطر التي يحذّر منها متحدث الحكمة، ويؤكد أن "الأزمة السياسية في البلاد غير اعتيادية وتنذر بمساوئ"، مؤكدًا أن "الأسباب التي دعت الصدريين للاستقالة لم تعالج".

ويرى الصائح في مقابلة تلفزيونية تابعها "ألترا عراق"، أن "تشكيل حكومة الأغلبية التي نادى بها التيار الصدري كان بمثابة تعديل جوهري في مسار العملية السياسية".

بالمقابل، يقول المتحدث باسم الحكمة إن تياره قال للصدرين إن "الذهاب بفصيل واحد من المكون الأكبر لن يمضي"، رافضًا وصف الحكومة التي أراد تشكيلها التحالف الثلاثي بـ"الأغلبية الوطنية".

والسبب بحسب رأيه، أن هناك "90% من الطرف الكردي و90 من الطرف السني تحالفوا مع 20% من الطرف الشيعي"، لذلك فأنها "رؤية بحاجة إلى تأمل، وما قُدم ليس حكومة أغلبية وطنية".

وعن سبب رفض مشاركة تيار الحكمة في تشكيل الحكومة، يرى أبو رغيف في مقابلة تلفزيونية تابعها "ألترا عراق"، أن "احترام الذات يفرض التنحي عن المناصب إذا كانت مغنمًا في الدولة".

انقسام الإطار وانتخابات مبكرة 

يكشف السياسي المستقل عبد الحميد الصائح، عن وجود "انشقاقات في الإطار التنسيقي بعد انسحاب التيار الصدري"، ويرى أن "العلاجات الدستورية الآن غير صالحة لأن الوضع غير دستوري".

وبحسب الصائح، فأن "العلاج الناجح هو بإعادة إجراء الانتخابات".

يعتقد سياسيون إجراء اتخابات مبكرة بغض النظر عن السيناريوهات المطروحة سواء بعد سنة أو سنتين

وكان تحالف قوى الدولة المكوّن من تيار الحكمة وائتلاف النصر، أعلن طرح مبادرة سياسية جديدة لحلّ الأزمة في العراق، وتضمنت اعتبار المرحلة القادمة انتقالية، تنتهي بانتخابات جديدة، يُتفق على مدتها، وإدارتها لتنتهي بانتخابات جديدة، لإعادة ثقة الشارع بالنظام السياسي، والحرص على منجزات نوعية لملفات فساد، أو أمن أو خدمات أو سيادة.

مع تأكيد تيار الحكمة على عدم المشاركة في الحكومة المقبلة، يؤكد دعمه لتشكيلها، ويرى المتحدث باسم التيار أن "المنطقي الإتيان بشخصية قادرة على نزع الفتيل".

ويشدد نوفل أبو رغيف على أن "الإطار التنسيقي حريص على إشراك المستقلين معه"، سواء بتشكيل الحكومة أو في القرار، لكنه يشير في الوقت ذاته إلى وجود دعوات "تبناها تيار الحكمة" إلى "قسم الإطار إلى قسمين، قسم حكومي، وقسم سياسي، ستتم دعوة مقتدى الصدر له".

لكن، بغض النظر عن السيناريوهات، "ستكون هناك انتخابات مبكرة في كل الحالات، سواء بعد سنة أو سنتين، لأن الانتخابات الحالية أسفرت عن انسداد أكبر"، بحسب نوفل أبو رغيف، الذي يقول: "لا يوجد مصطلح اسمه إعادة الانتخابات، بل إجراء انتخابات مبكرة".

يرى مراقبون أن نظرة المجتمع ستختلف بعد إعادة الانتخابات وفرص المستقلين فيها قليلة

وكان المتحدث باسم حركة "حقوق" علي فضل الله، تحدث عن "لا شرعية الحكومة القادمة إلى حد ما"، بسبب "ضعف المشاركة في الانتخابات"، وكذلك "تزويرها"، لكنه أكد "صعوبة حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة بسبب الأوضاع في العراق".

وعن مرحلة ما بعد الانتخابات المبكرة المفترضة، يرى عبد الحميد الصائح أن "المجتمع سيختلف بعد إعادة الانتخابات"، مؤشرًا وجود معسكرات لا أحزاب" ستتنافس في الانتخابات القادمة.

كما يعتقد الصائح أن "المستقلين ستكون فرصهم ضعيفة جدًا إذا أُعيدت الانتخابات"، مشددًا على أن "تشرين لا حضور لها في المفاوضات السياسية الحالية".