02-يوليو-2021

يرجح أنّ تشهد البلاد مواجة أكثر دموية بين الفصائل والقوات الأمريكية

الترا عراق - فريق التحرير

لم يكن في حسبان قادة الفصائل في العراق أن التعرّض منزوع الخسائر الذي استهدف أربيل بطائرات مسيّرة، سيتبعه رد دام، في تطور هو الأول من نوعه منذ استحداث الولايات المتحدة الأمريكية استراتيجية "ضربة بضربة".

يقول كاتب ومحلل أمريكي لـ "الترا عراق" إنّ بايدن سيوجه ضربات أشد قسوة ضد الفصائل المسلحة

وخاضت الولايات المتحدة الأمريكية استراتيجية جديدة من نوعها، على يد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، اضطرتها إليها الفصائل المسلحة في العراق، حيث شهدت البلاد حربًا على طريقة "الدگات العشائرية"، تتلخص بهدوء عام تتخلله ضربات منفردة تفصل بينها فترات زمنية متباعدة نوعًا ما، غالبًا ما تبتدأها الفصائل المسلحة ليقوم الجانب الأمريكي بدوره بالرد في ضربة توقع ضحايا.

بايدن يحدّث استراتيجية ترامب!

ويبدو أنّ الرئيس الأمريكي جو بايدن سينتهج ذات الاستراتيجية التي تتوسط خياري خوض حرب مفتوحة حتى إقصاء الطرف الآخر وتحييده تمامًا، أو الصمت وتلقي الضربات دون رد.

وانخرط بايدن بعد نحو شهر واحد من تنصيبه رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية في هذا النسق، حيث نفذت القوات الأمريكية في 25 شباط/فبراير، أول ضربّة جويّة في عهده، في شرق سوريا استهدفت مواقع لفصائل مدعومة من إيران بينها كتائب سيد الشهداء وكتائب حزب الله، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، ردًا على مقتل متعاقد مدني أجنبي في هجوم على منشآت تضم قوات أمريكية في أربيل.

اقرأ/ي أيضًا: القصف الأمريكي: الفصائل تفكر باقتحام السفارة.. والكاظمي يحاول التهدئة

ولم ينتظر بايدن طويلًا حتى اتخذ خيارًا أكثر "شدة"، عندما وجه بشن ضربة على مواقع فصائل "تنتمي للحشد الشعبي" في مدينة القائم غربي محافظة الأنبار أسفرت عن مقتل 4 عناصر، مساء الأحد الماضي، بعد ساعات من هجوم بـ 4 طائرات مسيرة تحمل متفجرات شنته جماعات مسلحة على مواقع قرب القنصلية الأمريكية في أربيل، على الرغم من عدم وقوع ضحايا.

ويؤكد الكاتب الأمريكي والمحلل المختص بشؤون الشرق الأوسط جيسون برودسكي، أنّ "بايدن عازم على شن ضربات أشد وتحركات أكثر حزمًا لكبح جماح الفصائل المسلحة في العراق".

ويقول برودسكي في حديث لـ "الترا عراق"، إنّ "الرد الأمريكي لن يقتصر على الهجمات التي تخلف ضحايا، ولن يراعي السيادة العراقية في هذا الخصوص".

كما رجح، أنّ "تشهد البلاد مواجهة أكثر دموية بين القوات الأمريكية والفصائل المسلحة".

ويشي هذا التحول، بتصعيد خطير النتائج بالنظر إلى التهديدات بـ "الحرب المفتوحة" والتي صدرت عن فصائل مسلحة، فيما سيكون على هذه الفصائل التفكير والاستعداد لتلقي ضربات دامية مع كل محاولة جديدة لاستهداف القوات الأمريكية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وبغض النظر عن سقوط أو عدم سقوط ضحايا من الأمريكيين أو المتعاقدين من جنسيات أخرى.

 تحوّل "متطرف" للديمقراطيين

ويصف رئيس مركز التفكير السياسي احسان الشمري، استراتيجية بايدن بـ "الأشد تطرفًا بالنظر إلى سياق تعامل الديمقراطيين عمومًا وبايدن خصوصًا سواء على الصعيد الدبلوماسي أو العسكري".

ويقول الشمري في حديث لـ"ألترا عراق"، إنّ "بايدن يعتمد استراتيجية الردع المزدوج، ففي الوقت الذي يحاول ردع إيران على صعيد الملف النووي وحد إمكانياتها عبر طاولة مفاوضات فيينا، يعتمد أيضًا ردعًا آخرًا يتمثل باستهداف الفصائل المسلحة الموالية لإيران".

ويبيّن الشمري، أنّ "الرئيس الأمريكي يدرك أنّ الهجمات الأخيرة حتى لو لم توقع ضحايا، فهي بالنهاية محاولة لتحسين شروط التفاوض والضغط على الولايات المتحدة الأمريكية لأجل تقديم المزيد من التنازلات في مفاوضات فيينا، وهذا يمثل استراتيجية جديدة".

ويشير الشمري إلى أنّ "بايدن سبق وأن حذر الفصائل من استمرار هجماتها"، موضحًا أنّ "مسألة سقوط الضحايا لم تعد هي الضاغط المحفز لعملية الهجوم المعاكس، بقدر أهمية توجيه رسائل صلبة للفصائل المسلحة تؤكد بما لا يقبل الشك أنّ الولايات المتحدة لن تسمح بهز صورتها أو التشكيك بقوتها".

ويرى الباحث العراقي، أنّ "بايدن يحاول إظهرا قوة كبيرة على خلاف الرئيس الديمقراطي السابق أوباما بل وحتى ترامب، وهذا تحول كبير في آلية تعامل الديمقراطيين مع الملفات الخارجية"، مرجحًا أنّ "تشهد الساحة بداية تحول تعاطي الديمقراطيين من الدبلوماسية إلى الردع الصلب".

 

اقرأ/ي أيضًا:

الحشد يكذّب رواية واشنطن حول القصف: ليس لنا نشاط ضد القوات الأمريكية

قصف أمريكي ضد فصائل مسلحة في العراق: واشنطن تخاطب إيران بصواريخ ثقيلة