03-يوليو-2022
محطات الكهرباء

دون حاجة لاستيراد الغاز (فيسبوك)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

تحاول وزارة الكهرباء الوصول إلى هدفها المعلن في وقت سابق برفع الإنتاج الكهربائي إلى 25 ألف ميغا واط، في الوقت الذي يبلغ إنتاج العراق حاليًا نحو 20 ألف ميغا واط، فيما يعتمد نحو 30% من هذا الإنتاج على الغاز الإيراني.

افتتحت محطة ميسان مؤخرًا على تقنية "الدورة المركبة" التي تقلل من استهلاك الغاز 

وطرحت تساؤلات عن مصدر الغاز الذي من الممكن أن تحصل عليه الوزارة لإنتاج وتشغيل 5 آلاف ميغا واط إضافية، والتي تحتاج لقرابة ضعف ما تضخه إيران من الغاز للعراق، أي رفع الكمية من 50 إلى 100 مليون متر مكعب، إلا أنّ الإجابة من الممكن الحصول عليها في تفاصيل محطة الكحلاء الحديثة.

وافتتحت ميسان 3 تموز/يوليو، محطة ميسان الاستثمارية بطاقة 750 ميغا واط في قضاء الكحلاء، وهي تسد نحو 15% من الطاقة التي تريد وزارة الكهرباء إضافتها إلى المنظومة الوطنية.

رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي وخلال افتتاحه للمحطة، قال إنّ "التطور النوعي في هذه المحطة سيساعد في تقليل الاعتماد على الغاز المستورد، إذ إنها تعمل على الغاز المنتج محلياً، وسترفد الشبكة الوطنية بالمزيد من إنتاج الطاقة الكهربائية".

المحطة المفتتحة تعمل على تقنية "الدورة المركبة"، لذا هي لن تقلّل من الاعتماد على الغاز المستورد فحسب، بل تقلل من استهلاك الغاز عمومًا سواء مستورد أو محلي، حيث تنتج المحطة بالدورة البسيطة 500 ميغا واط، وبالدورة المركبة 250 ميغا واط.

ولتوضيح الأمر، فإنّ إنتاج 750 ميغا واط من الطاقة، يتطلب بالمحطات الطبيعية ذات الدورة البسيطة، وقودًا يقدر بنحو 220 مليون قدم مكعب قياسي من الغاز، لكن وفق تقنية "الدورة المركبة" التي تعمل بها محطة الكحلاء المفتتحة مؤخرًا، فأنّ المحطة ستعمل بوقود محطة طاقتها 500 ميغا واط فقط، أي تستهلك 140 مليون قدم مكعب قياسي فقط، ونتيجة للحرارة المتولدة من توليد الـ500 ميغا واط عبر الغاز، سيتم توليد الـ250 ميغا واط الإضافية باستخدام الطاقة الحرارية المتولدة من الدورة البسيطة الأولى، ما يعني أنّ هذه الميغات التي تمثل 33% من إنتاج المحطة، أنتجت "مجانًا" دون الحاجة للوقود.

وينتج العراق ثلث طاقته الكهربائية اعتمادًا على الغاز الإيراني، والثلث الآخر بالاعتماد على الغاز المحلي، أما الثلث الأخير؛ فينتج عبر الوقود السائل مثل زيت الوقود الذي يقلل من كفاءة المحطات، فضلًا عن ما يتم إنتاجه عبر السدود والأنهر.

وبعبارة أخرى، فإنّ اعتماد نموذج محطة الكحلاء وتعميمه على جميع المحطات الكهربائية في العراق، المتمثل بـ"الدورة المركبة"، سيجعل العراق مستغنيًا عن الغاز الإيراني بالكامل، كون هذه التقنية توفر أكثر من 33% من الوقود، وإذا تم استثمار الغاز الإيراني بمحطات ذات دورة مركبة فأنها ستعطي إنتاجًا كهربائيًا يقدر بـ9 آلاف ميغا واط بدلًا من 6 آلاف ميغا واط، وهذه العملية لوحدها سترفع إنتاج العراق إلى 23 ألف ميغا واط.

وبينما يستخدم العراق قرابة 3 آلاف مقمق يوميًا من الغاز لإنتاج نحو 12 ألف ميغا واط، فإذا تم تحويل جميع هذه المحطات إلى طاقة مركبة، فأنّ الإنتاج سيرتفع إلى نحو 18 ألف ميغا واط، وبنفس كمية الوقود الحالية دون الحاجة لاستيراد المزيد من الوقود، أي إضافة 6 آلاف ميغا واط على الإنتاج الحالي البالغ أكثر من 20 ألف ميغا واط، ليكون مجموع الإنتاج 26 ألف ميغا واط.

وتعد تقنية "الدورة المركبة" حديثة العهد في العراق، وتمثل احد أبرز حلول شركة جنيرال إلكترك لحل مشكلة الكهرباء في العراق، خصوصًا وأنها تخلص البلاد من إنشاء محطات كهربائية جديدة وكذلك تخلصه من مشكلة توفير الغاز المطلوب لتشغيل هذه المحطات.

ستجعل تقنية "الدورة المركبة" العراق لا يحتاج إلى الغاز الإيراني تدريجيًا

وحتى الآن، فإنّ المحطات العراقية التي تشتغل بالدورة المركبة، هي محطة بسماية، ومحطة ذي قار التي افتتحت في حزيران/يونيو من العام الماضي 2021، فضلًا عن محطة المثنى التي افتتحت في نيسان/أبريل 2021، بالإضافة إلى محطة ميسان التي افتتحت في 3 تموز/يوليو 2022.