14-مايو-2022
بحيرة ساوة

الترا عراق - فريق التحرير

مع انحسار مياه نهري دجلة والفرات، والمخاوف من تداعيات التصحر الذي تشهده البلاد بشكل غير مسبوق والذي عبرت عنه العواصف الرمية المتلاحقة، لاح بصيص أمل من منطقة الإقليم الصحراوي شديد الجفاف جنوبي العراق.

عادت المياه لتغمر أجزاء واسعة من بحيرة ساوة التي ضربها الجفاف وحولها إلى أرض ملحية قاحلة 

وأظهر مقطع مصور، المياه وهي تغطي مجددًا مساحة كبيرة من بحيرة ساوة التي توصف بـ "لؤلؤة الصحراء"، وسط توقعات بعودتها إلى سابق عهدها في حال تمكنت الحكومة من وضع حد للتجاوزات الجائرة.

 

عودة المياه الى بحيرة ساوة من جديد في #السماوة بعد جفافها بالكامل

Posted by ‎السماوة‎ on Friday, May 13, 2022

 

وكانت البحيرة، التي يعود تاريخها إلى أكثر من 10 آلاف سنة ويعني اسمها العجوز، قد تحولت إلى صحراء ملحية قاحلة على مدى نحو عام، إثر إنشاء معامل استثمارية لتصنيع الأسمنت في محيطها، حيث اعتمدت تلك المصانع على المياه الجوفية المغذية للبحيرة.

ومع تصاعد التحذيرات، تحركت أطراف برلمانية لمسائلة الحكومة عن إجراءات وقف تداعيات جفاف البحيرة، وأسباب إعاقة الفرق المختصة من متابعة السيناريوهات الممكنة لإنعاشها مجددًا.

1

 

وتضمنت التحركات، أسئلة موجهة إلى وزارة الموارد المائية، ومطالبات بوقف المصانع المنشأة في محيط البحيرة، ومنع عملية الاستخدام المفرط والعشوائي الذي يستهلك مياه البحيرة لأجل إنتاج الملح.

وتقع بحيرة ساوة، ضمن الحدود الإدارية لمحافظة المثنى جنوب العراق، وتبلغ مساحتها في وضعها الطبيعي أكثر من 9 كيلومترات مربعة بعمق 7 أمتار، فيما يبلغ طولها أكثر من 6.2 كيلومتر مقابل عرض يمتد إلى 4.3 كيلومتر، ليبلغ محيطها أكثر من 13 كيلومترًا.

2

 

وتثير البحيرة منذ عقود استغراب الباحثين والمختصين، إذ تكونت دون مجهز مائي سطحي، أي دون وجود نهر أو رافد لتغذيتها، فضلاً عن وجودها في منطقة الإقليم الصحراوي شديد الجفاف، والذي تسقط فيه أمطار تقل عن 150 ملم في السنة كمعدل، وهي كمية قليلة جدًا مع ما تفقده البحيرة من مياه عن طريق التبخر.

وتراجع منسوب البحيرة، تدريجيًا في السنوات الأخيرة، بسبب ارتفاع درجات الحرارة وزيادة عمليات التبخر، إلى جانب قلة تساقط الأمطار وتراجع مياه العين التي تقع وسطها وتغذيها، عن طريق المياه الجوفية التي تعبر البناء الجيولوجي لتركيب الأرض عبر الشقوق والصدوع، من مصدر ينتهي إلى نهري دجلة والفرات، إثر انخفاض مناسيب النهرين.

3

 

كما ساهم، الاستغلال الجائر لمياه البحيرة في جفافها بشكل شبه تام خلال العام الماضي، لكن مختصين يتوقعون انتعاش البحيرة مجددًا في حال اتخاذ إجراءات حقيقية لحمايتها وزيادة التدفقات المائية في نهري دجلة والفرات.

يتوقع مختصون أن تعود البحيرة إلى سابق عهدها في حال اتخاذ إجراءات حقيقية لحمايتها بوصفها معلمًا فريدًا

وتتميز ساوة بارتفاع نسبة الملوحة فيها مقارنة بالمصادر المائية في العراق، حيث تبلغ هذه النسبة 1500 بالمليون، وهي أعلى ملوحة من مياه الخليج العربي بمرة ونصف، ما جعلها محطًا للباحثين عن علاج للأمراض الجلدية بسبب تركيبة مياهها الكيميائية التي يكثر فيها عنصر الكبريت.

ساوة

 

كما مثلت البحيرة، على مدى عقود، وجهة سياحية وقبلة للاستجمام والتأمل في غرائبها التي لا تنتهي عند مياهها المتباينة بين الأخضر والأزرق، أو أسيجتها، بل تمتد إلى أسماكها الشفافة والكائنات التي تقطنها.