15-مايو-2022
مهند نعيم

مهند نعيم (Getty)

الترا عراق - فريق التحرير

أعلن جهاز الأمن الوطني، الأحد، سحب يد المستشار مهند نعيم وإحالته إلى التحقيق، على خلفية مقال نشر على حسابه الرسمي هاجم فيه السلطات والعشائر والمرجعية الدينية والجماعات المسلحة.

وقال بيان للجهاز، إنّ الأخير "يسعى ليكون عنوانًا للوحدة الوطنية الجامعة لمكونات وطوائف الشعب العراقي الكريم، وهو ما رسخ الصورة الناصعة عن الجهاز لدى كل الأوساط الرسمية والشعبية، وبما يبعث الفخر والتفاني في نفوس ضباط الجهاز ومنتسبيه لأداء الواجبات المناطة بهم".


اقرأ هنا: مستشار الكاظمي يفتح النار على المرجعية والفصائل وسلطات كردستان


وأضاف البيان، انطلاقًا من القيم والمبادئ الثابتة لهذه المؤسسة الرصينة أمر رئيس جهاز الأمن الوطني العراقي بسحب يد المستشار في الجهاز، مهند نعيم، وإحالته إلى التحقيق للتثبت من صحة ما نُسب إليه مؤخرًا من منشور عبر منصات التواصل الاجتماعي".

وشدد البيان، أنّ "جهاز الأمن الوطني العراقي يؤكد تمسكه بالعمل على كل ما من شأنه إرساء مفاهيم الوحدة الوطنية وإعلاء قيمها على مساحة الوطن، وكذلك التأكيد على التوجيهات الخاصة السابقة بمنع ضباط الجهاز ومنتسبيه من الخوض في الأمور السياسية والالتزام بالمهنية والابتعاد عن التوجهات والنزعات التي تمس أمن الوطن ووحدته والسلم المجتمعي".

وكان نعيم قد نفى علاقته بالمقال، مؤكدًا تعرض حسابه إلى اختراق، وهو ما أثار عاصفة من السخرية وتعليقات أشارت إلى مواقف سابقة تراجعت فيها شخصيات عن تصريحات نارية بذريعة الاختراق.

وتحدث المقال، عن مستقبل مظلم للبلاد عبر "مشروع الأقلمة"، حيث هاجم الأطراف السياسية والدينية والجماعات المسلحة التي تدير السلطة في العراق.

ورسم المقال، سيناريو يقوم على تقسيم العراق إلى ثمانية أقاليم أطلق عليها تسميات باللهجة العراقية.

ويقول المقال، إنّ ثلاثة من هذه الأقاليم ستقع في جنوب البلاد أحدها لـ "المعارك العشائرية والنهب" في "البصرة وميسان وذي قار والمثنى"، والآخر لـ "الفقر والجهل" يضم بابل والديوانية وواسط، وثالث لـ "اللطم والتجارة بالموت والنعي وبيع الأكفان وماء الورد على المقابر، وتوزيع البكاء والحزن على زائري الإقليم مقابل مبالغ مهولة تكدس في بريطانيا لصانعة الكراهية"، في إشارة إلى المرجعية الدينية، مبينًا أنّ هذا الإقليم سيشمل "النجف وكربلاء".

11

 

ويضيف، أنّ الرابع يمثل العاصمة بغداد "ليكون مرتعًا للمراقص والملاهي والمياعة وبنات الليل والخمارة، بحجة التحضر والتمدن"، مشيرًا إلى أنّ "عصابات الجهاد في الجادرية وزيونة وأخواتها، هي التي تتحكم بهذه الدعارة، حتى باتت تستورد الداعرات من سوريا ولبنان وربما أوكرانيا قريبًا، نصرة للمذهب".

الإقليم الخامس، وفق المقال، هو "إقليم الرعيان"، مشيرًا إلى أنّ المقصود به هو إقليم الأنبار، الذي يتسم بالجلافة والدكتاتورية وقمع الحريات والبداوة المبطنة، والتي تتمكيج بالحرية والتعددية العشائرية، وليس الإنسانية، وتطمح كثيرًا لقيادة العراق بدون مؤهلات سوى قدرتها على مسح كالوش الأغا"، على حد وصفه.

2

 

وتابع المقال، أنّ الإقليم السادس، يشمل ديالى وكركوك "اللتان تعانيان من فقدان الهوية وتعتمدان على منابع الجارة من المياه، لإنعاش البساتين من جهة، وتهريب النفط ومشتاقاته إلى أفغانستان من جهة أخرى"، فيما يضم السابع "صلاح الدين والموصل، يعتمد على خيلاء الماضي وصراعات الحاضر بين سامراء وتكريت من جهة، وبين مركز الموصل والجزيرة من جهة أخرى، لتكون المحصلة هي مجرد عوائل تافهة غنية تتحكم بمصير هذا الإقليم، رغم بروز سراق الأبقار في صلاح الدين ولاحسي بساطيل حامي الأعراض في نينوى".

ولم يوفر المقال، إقليم كردستان من هجومه اللاذع، وقال إنّ "الإقليم هو الثامن، ويطمح أن يكون دولة مثل إسرائيل، ترقص على جراح حلبجة ورانية وشاندري وسيد صادق وغيرها، لتوهم القرويين في الجبل هناك أنّها القيادة المنقذة، رغم أنّ تاريخها مفعم بالتهريب و(القچقچية) إلى يومنا هذا، وقد غمرها الجوع والعنصرية والتعصب القومي، ونهب بقايا الحواسم والبعث الصدامي من سيارات وأملاك ومخازن التجارة إلى يومنا هذا".

2

 

وهذه ليست المرة الأولى التي يخرج فيها مستشار رئيس الحكومة على السياق الدبلوماسي في تصريحاته، إذ نشر سابقًا، عدة مقالات أثارت جدلاً واسعًا، لكنه اضطر لاحقًا إلى حذفها.

3

 

وحصدت مقالة نعيم مئات التعليقات، التي استغرب بعض كتابها من الصراحة المفرطة التي استخدمها المستشار، فيما انتقد آخرون صدور مثل هذا الحديث من شخصية تمارس عملاً رسميًا حكوميًا، وعدّوها "إساءة" لمكونات الشعب العراقي.