27-أكتوبر-2019

قامت القوات الأمنية بالتضييق على نشطاء لأنهم دعموا التظاهرات في بغداد والمحافظات الجنوبية (تعبيرية/فيسبوك)

منذ بداية الاحتجاجات العراقية في مطلع تشرين الأول/أكتوبر في بغداد والمحافظات العراقية، قامت القوات الأمنية بـ"التضييق" والملاحقة لنشطاء دعوا إلى الاحتجاج أو دعموه عبر صفحاتهم في "فيسبوك"، فيما تخشى بعض الجهات الأمنية التي لم تنطلق احتجاجات في مناطقها من الامتداد بعد أن شهدت تظاهرات تشرين تضامنًا واسعًا في البلاد. 

كانت محافظة الأنبار ضمن المحافظات التي حدثت فيها دعوات للاحتجاج للتضامن مع التظاهرات في بغداد والمحافظات الجنوبية

الأنبار، كانت ضمن المحافظات التي حدثت فيها دعوات للاحتجاج والتضامن مع التظاهرات في بغداد والمحافظات، وهو الأمر الذي رآه مراقبون، أنه يكسر حالة الانقسام التي فرضها النظام السياسي أو ما يسمى "المحاصصة"، لكن الدعوات قوبلت بـ"التضييق"، واعتقال من دعا إلى التضامن، حيث استقدمت قوة من الاستخبارات في محافظة الأنبار، ناشطًا مدنيًا في مدينة الرمادي دعم التظاهرات منذ يومين، فيما تعرّض ناشط آخر لعملية ضرب مبرح بعدما دوّن على جدار منزله كتابات تدعم الشباب المحتج في العراق.

اقرأ/ي أيضًا: احتجاجات العراق بين جانبي جسر الجمهورية: آلاف الضحايا ونواب "هاربون"!

قالت ناشطة مدنية فضلت عدم الكشف عن اسمها لحساسية الموقف الأمني، إن "قوة أمنية من الاستخبارات داهمت منزل الناشط المدني المعروف سمير الفرج في الرمادي، في الساعة الواحدة من فجر يوم الأحد، وقالت إنها تريد أن تستفسر منه حول أمرٍ ما، ومنذ ذلك الوقت قطع الاتصال بالناشط المدني".

بيّنت لـ"ألترا عراق"، أن "ناشطًا آخر في قضاء حديثة تعرّض للضرب المبرح بسبب منشور كتبه على جدار منزله يدعم حق العراقيين في التظاهر السلمي ببغداد والجنوب".

وفي العودة لموضوع الفرج، قالت الناشطة إنه "دعا على صفحته في فيس بوك للعصيان المدني والتظاهر السلمي في بغداد والجنوب واستثنى بذلك محافظة الأنبار بسبب ظرفها الصعب باعتبارها خرجت من حرب شهدتها لطرد تنظيم "داعش" منها".

حاول "ألترا عراق" متابعة صفحة الناشط سمير الفرج، لكن على ما يبدو أن الصفحة أغلقت في "فيسبوك"، وهذا الأمر تكرّر مع ناشط آخر اعترض قبل عدة أشهر على اعتقال الشباب بسبب "لبس الشورت القصير" في الأنبار وجرى حذف صفحته وتوقيعه على تعهد بعدم تكرار الكتابة على "فيسبوك".

تتكرر في محافظة الأنبار حالة اعتقال النشطاء بسبب منشورات "فيسبوك" ينتقدون بها السلطة أو أداء الحكومة المحلية

وفي المنشور الذي تم حفظه قبل حذف صفحة الفرج، كتب تحت وسم #العصيان_المدني أن "ورقة ضغط شعبية قوية تسند متظاهري التحرير، دعوة لطلاب الجامعات والمدارس والموظفين في الأنبار بالعصيان ومساندة أخوتكم، الرجاء استثناء قطاع الصحة والكهرباء من العصيان، ومحافظة الأنبار بكل مؤسساتها لأنه ما بينا حيل السجن".

وعلى ما يبدو من المنشور، أن الناشط كان يعلم بأنه قد يتعرض للسجن جراء المنشور، لكن في محاولة الحصول على تعقيب أمني نفت قيادة شرطة الأنبار وقيادة شرطة أفواج الطوارئ علمها بعملية الاعتقال فيما لم ترد استخبارات الأنبار على اتصال "ألترا عراق".

اقرأ/ي أيضًا: بسبب منشور كتبه على "فيسبوك".. اعتقال ناشط وحلق شعره في الأنبار!

وفي مجلس المحافظة لم يرد أي من الأعضاء الموجودين على الاتصالات المتكرّرة، بينما قال عضو المجلس هذال الفهداوي لـ"ألترا عراق"، إنهم "لا يعلمون بقضية اعتقال ناشط أو الاعتداء على آخر في المحافظة".

وفي سياق متصل، يشار إلى أن ناشطين في نينوى والأنبار وصلاح الدين كانوا قد أبلغوا "ألترا عراق" بوجود ضغوطات لمنعهم من التظاهر أو دعم الاحتجاجات السلمية في بغداد والجنوب، الأمر الذي دعا بعضهم إلى مغادرة محافظاتهم إلى أربيل، خصوصًا بعد أن اضطر ناشطين لتوقيع تعهدات لدى جهات أمنية بعدم التظاهر والتحشيد والتضامن مع المحتجين في بغداد والجنوب.

وسبقت المحافظات العراقية، محافظة نينوى بالاحتجاجات، عندما خرجت الشهر الماضي بتظاهرة حاشدة على أثر محاولة إزاحة الستار عن تمثال القيادي في جهاز مكافحة الإرهاب عبد الوهاب الساعدي، الذي كان له المشاركة الأكبر في تحرير الموصل من سيطرة تنظيم "داعش"، ورفعت الحكومة لاحقًا تمثال الساعدي، الذي نقل من جهاز مكافحة الإرهاب إلى أمرة الجيش.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

أربيل تمنع التضامن الوطني مع تظاهرات بغداد وتسمح بالتظاهر العرقي فقط

شباب العراق يعزلون عزلته