10-أبريل-2018

بغداد ليلًا

1

بغداد! هكذا ظللت أجيبُ كلما سئلتُ عن مكاني المفضّل، رغم أنني لم أزرها، ورغم أنني أعرف أنّ الذهاب إليها سيكون محبطًا للغاية، فالرحلة إلى عاصمة الرشيد لا توصل إليها بالضرورة، لأنّ بغداد التي يحبّها القلب رحلت، وربما لن تعود. ينطبق ذلك على دمشق أيضًا.

بغداد! هكذا ظلّلتُ أجيبُ كلما سئلتُ عن مكاني المفضّل، رغم أنني لم أزرها

يأتي ذلك الانتساب من نشأتي في مخيم خان الشيح للاجئين الفلسطينيين، الواقع في الريف الغربي لدمشق، حيث كانت الحارات مقسّمة تقسيمًا عشائريًّا، لكل عشيرة حيّها الخاص، وللمصادفة البيولوجية السعيدة ولدتُ في حارة العشيرة التي تدعي نسبًا عراقيًّا، فسرديّتها الرئيسية تقول إنها جاءت إلى الشام من أرض السواد، في رحلةٍ غرّب القوم فيها، تمامًا كما تشرح ذلك عبارة في أغنية "يالزارع البزرنكوش" الشهيرة: "وجمالنا غرّبت للشام وما جنّة"، وهي العبارة التي جعلتني أمنّي نفسي على الدوام بأنَّ تلك الجمال العراقية التي لم تعد حملتْ أهلي.

اقرأ/ي أيضًا: "معرض بغداد الدولي للكتاب": فاتحة لحياة عراقية جديدة

في اسم عشيرتنا معنى عراقيّ مؤسّس؛ عرب المواسي. هذا الاسم الذي يمثّل جمعًا للمفرد العلم موسى يدلّ على انتساب إلى الإمام السابع موسى الكاظم، المعروف بباب الحوائج، أي من يقضي حاجات الناس، ولهذا فإنّ العشيرة أقامت له مقامًا في قرب بلدة عيلبون، في فلسطين المحتلة، قبل النكبة بفترة طويلة.

هناك رواسب ثقافية كثيرة تشير إلى أن هذه العشيرة أدانت بالمذهب الشيعي قبل تحوّلها إلى المذهب السني، وهو تحوّل متصل بالصراعات التي شهدتها المنطقة بعد سقوط دولة الخلافة العباسية وظهور الدولة الفاطمية، لكنّ الأهلين لا يروون شيئًا عن ذلك، ربما لا يبالون به أصلًا، كل ما يعرفونه أنهم يمتلكون مزيةً تجعلهم يباهون بها أمام عشائر المخيم الأخرى، على اعتبار أنهم من الأسياد، وترى في فمويّات الأمهات جملًا لا تخلو من دلالات تاريخية، كأنّ تدعو والدة لابنها المسافر: "اذهب، الله وعليٌّ معك"، أو تندب جدّة: "يا زهراء!".

من ذكريات الطفولة الرائعة، أنَّ آباءنا كانوا يصطحبوننا في عاشوراء إلى مقام السيدة زينب، فنصلي صلاتنا على طريقة أهلنا، قرب من يصلون على الأقراص (التُّربة) أو من يلطمون.

في المخيم، في حارة عرب المواسي، لم تكن الحياة عراقيّةً بالأغاني والشجن وحسب، بل كنا أيضًا هدفًا لأفلام التعبئة الحربية التي راح يصدرها النظام السابق، خلال سنوات الحرب مع إيران، ولطالما شاهدناها في جلسات جماعية على كاسيتات الفيديو، معتبرين أنّ العراقيّ بين كلّ مزاياه التي نعرفها فارسٌ بطلٌ ما من أحدٍ يفري فريَهُ. أضف إلى ذلك أنّ الذين حظوا بزيارة العراق قبل تحريمها من قبل الأسد الأب، بعد أن دُمغ الجوازُ السوريّ بعبارة "جميع البلدان ما عدا العراق"، يحاطون بهالات من التبجيل.

خلال حياته، استضاف المخيم عراقيين كثرًا، وسرعان ما كان ذلك الضيف يحظى بحبّ لا يحصل عليه المحليون عادةً. من بين هؤلاء تاجر اختار المخيم محلّ سكنى إلا أنه يغيب بين حين وآخر في رحلات عمل، ليعود ويجد مكانه شاغرًا، إلى أن اقترح عليه أصدقاؤه أن يتزوّج واحدةً من بناتنا. أعجبته الفكرة ووعد أن ينفذها حالما يعود من رحلة ضرورية إلى العراق سينهي فيها مسألة ميراث. فتيات كثيرات رشّحنّ أنفسهنّ للزواج السعيد، فمن ستفوّت فرصة أن تكون مع عراقيّ؟

خلال غيابه خطّط أصدقاؤه للعرس، وبعد خلافاتٍ كثيرة اتفقوا بأن تكون الأغاني عراقية والرقص دبكة فلسطينية. في تلك الأيام صار المخيّم كلّه امرأةً تُزفّ إلى العراق. لكن العريس لم يرجع. طال غيابه كثيرًا. ثم جاء خبر اختطافه من قبل عصابة مجهولةٍ قطعت رأسه. هكذا، صارت لدينا أرامل دون زواج.

بعد الحرب الأهلية العراقية في 2006، تحوّل خان الشيح، كما غيره من المناطق السورية، إلى منطقة استقطاب للاجئين العراقيين، الذين حملوا لهجاتهم وضجيجهم وأحزانهم. فُتحت أفران للخبز العراقي. حدثت زيجات وقصص حبّ. كان نصيب بيتنا الكبير عائلة وشيخ. استأجرت العائلة شقّة أخي، وسكن الشيخ في غرفةٍ كنا هجرناها.

العراقيون جميعًا ساهموا في التنكيل بالشيخ عبد الغفار العباسي من حيث إنه موالٍ لنظام صدام، مع أنه مجرد مسكين

اندمجت العائلة بعائلتنا في الطعام والسهر، فيما لم يجذب الشيخ أحدًا باستثناء أخوي التوأم، اللذين كانا يبحثان عن معنى لحياتهما في الدين. قمة الكوميديا أن الشيخ السعيد بمريدَيْه يخطب فيهما كما لو أنهما ألف شخص.

اقرأ/ي أيضًا: من سنجار إلى بغداد

المفارقة أنه سكن في بيت جيراننا مطرب شعبي عراقي مشهور هو سعدي توفيق، وتحوّلت الحارة إلى سهرات يومية على أنغام عوده، فيما كان الشيخ يرتّل القرآن بصوت جهوري جميل ليحارب رجس ذلك العود. لا أظنّه سيتجرّأ على تكفيره لو لم يكونا من البلد نفسه.

سنعرف من العائلة الأخرى أنّ الشيخ عبد الغفّار العباسي شخصية مشهورة أيضًا، فهو إمام "جامع الإمام الأعظم" في حي الأعظمية ببغداد، وأنه كان يظهر في برنامج تلفزيوني ديني على "تلفزيون الشباب"، التابع لعدي صدام حسين. العائلة نكّلت بالشيخ العباسي، وهو تنكيل سأعرف أن العراقيين جميعًا ساهموا فيه، فمنهم من يعتبره مخبرًا بعثيًا، ومنهم من يعتبره إمامًا كذّابًا، وربما لو رأوه في منزلنا تلك الأيام لعرفوا أنه مجرد مسكين، يبكي خوفًا من النوم وحيدًا فينام عنده التوأم. يقضي نهاره في الصلاة والتلاوة، وبين ركعة وأخرى، أو آية وأخرى ينفجر بكاء على موت زوجته التي تركته وحيدًا في دار الغربة.

العباسي الذي قال لامرأةٍ اتصلت ببرنامجه إنه يتوجب عليها ترتيب المائدة لزوجها كي يستمتع بشرب الخمر، والذي أفتى لعدي صدام حسين بأن الويسكي حلال، والذي يقولون إنه مدّد أجهزة تنصت تحت سجاد الجامع؛ لم يكن إلا رجلًا مكسورًا غريبًا مشردًا في آخر عمره، وحين ودّعنا بعد أن قرّر العودة إلى العراق وصلنا بعد خبر وصوله سالمًا خبر موته.

ضُربت مع أصدقائي في أحد أحياء دمشق، لظنّ بعض الشباب أننا عراقيون، في فترة شهدت تصعيدًا حكوميًّا وشعبيًّا ضد اللاجئين العراقيين، حيث انتشرت إشاعات (والإشاعات صناعة مخابراتية بامتياز) تقول إنهم رفعوا أسعار السكن، وأخذوا فرص العمل من السوريين، وأن العراقيات عاهرات. تقريبًا حدث للعراقيين في سوريا ما سيحدث للسوريين بعد قرابة عقد في الدول العربية وتركيا؛ حملات تشويه أقلها أنهم خونة باعوا أرضهم، بالإضافة إلى الاستغلال والابتزاز، واختصارهم بنظرات نمطية، وتحميلهم وزر إخفاقات حكومات تلك البلدان. بل وصل الأمر إلى درجة أن سوق الدعارة السوري ساهم بدوره بذلك التنكيل، حيث أشاع أنّ العاهرات القادمات من العراق مصابات بالإيدز.

من ذلك الحب والقهر والتشرّد معًا، كنا نصير عراقيين شيئًا فشيئًا، فيما المستقبل يرسم لنا مصائر عراقية، سنعرف مراراتها في تجربةٍ جماعية.

 

2

حين اقترح عليّ الفنان نصير شمّه فكرة الذهاب إلى بغداد للمشاركة في معرض الكتاب، وافقت على الفور. هذه فرصة العمر التي طالما انتظرتها.

يهجس نصير بالعراق، ويعمل لأجله طوال الوقت، وتراه يدعم المشاريع العراقية الثقافية كلها أملًا بعودة العراق إلى موقعه الثقافي العربي.

في مطار إسطنبول، اشتعلت في رأسي ذكريات الخروج. كنتُ هنا قبل قرابة ستة أعوام مغادرًا بيروت، في أوّل سفرة بالطائرة، بعد فترة تيه وضياع نفسيّ في لبنان عقب خروجي تهريبًا من سوريا. صدمتني فكرة المطار العملاق، صحيح أنّني قبل قليل غادرت من مطار بيروت، لكنّ تجربة السفر الحقيقة تبدأ حين تفقد لغتك، حين لا تعود هناك لافتات بالعربية، حين تدخل إلى متاهة عجيبة من التنظيم واللغات. لكن الآن، مع تحسّن مستوى إنجليزيتي وخبرتي البسيطة التي راكمتها في مطارات المنفى، يأخذ المطار معنى آخر، ويتحوّل إلى مساحة للتأمل في الناس، بل الشعوب، خصوصًا المسلمة منها، فهناك شيء كبير يجعلك تشعر أنّك في الحج. مسلمون من الثقافات والأعراق واللغات والمذاهب كلها. ما الذي يفعله الحجّ أكثر من ذلك؟

تصدم صورة بغداد الحالية كلّ من أحب صورتها القديمة، التي شاهدها في الفيديوهات أو ألبومات الصور، أو اشتقّها من الأدب والفن

في الطائرة التركية المتجهة إلى بغداد، خطر لي أنّ للمدن ألوانًا لا نراها إلاّ من الجو. مدن البحر تنحو إلى الزّرقة حتى لو لم تكن بيوتها كذلك. المدن الأوروبية خضراء تمامًا. إسطنبول حمراء من الأعلى، ربما بسبب سقوف بيوتها. فوق بغداد شاهدت المدينة بنيّةً. هل يحمل لونُ المدينة دلالة فلكية ما؟ ربما! يقول العارفون بالأبراج إن اللون البني يرتبط بمواليد الأبراج الترابية، ويعبّر من بين ما يعبّر عن الصبر. أليست بغداد صبورة؟

اقرأ/ي أيضًا: بغداد.. وصلُ الضفتين بكتاب

هبطت الطائرة في الصباح المبكّر. نزلت مع أفواج من حجّاج يرومون زيارة العتبات المقدّسة.

تحدّثت مع عائلة الأب فيها بريطاني والأم هندية، فأخبروني أن رحلتهم ذات هدفين، فهم جزء من مجموعة كبيرة تملأ الطائرة، معظمهم من المشتغلين في المجال الطبي في أرجاء المملكة المتحدة، وأنهم سيقومون بزيارة جماعية إلى النجف، وبعد ذلك سوف يلتحقون بمنظمة إنسانية تشرف على رعاية أيتام الحرب، وأنهم جلبوا معهم أبناءهم لكي يروا آلام الآخرين، ولئلا يستريحوا للحياة الأوروبية السعيدة!

رغم الشوق الذي أحمله للمدينة نمت فور وصولي إلى الفندق. أفقتُ لا أدري أين أنا، وبين الصحو والنوم، اعتبرتُ ما أراه من النافذة جزءًا من منام لم ينته، وبهذه السرنمة عشتُ أيامي البغدادية.

فعلت الأشياء الواجب فعلها خلال هذه الأيام، شاهدتُ نهر دجلة من زوايا مختلفة. تنقلتُ بين ضفتي الكرخ والرصافة. زرت مدينة الصدر وحي الأعظمية، وتجوّلت في شوارع المتنبي والأميرات والسعدون وأبي نواس والرشيد.

تصدم صورة بغداد الحالية كلّ من أحب صورتها القديمة، التي شاهدها في الفيديوهات أو ألبومات الصور، أو اشتقّها من الأدب والفن. هي مدينة مخرّبة، شاحبة، خدماتها صفر تقريبًا. كثير من بيوتها مهجور. شوارعها ومبانيها وأرصفتها بحاجة إلى إعادة تأهيل.

الحواجز الأمنية، أو "السيطرات" بالتعبير العراقي، في كلّ مكان. لا تبالي تلك الحواجز بالناس كما هو الحال في سوريا، ما من أحد يسألك عن بطاقة هويتك، ما تهتم به هو المركبة لا الراكب. ثمة كلاب مخصّصة لكشف المتفجرات، يصل استئجار الكلب الواحد إلى 3000 دولار أمريكي شهريًّا. بغداد مدينة خصبة للاستثمار الأمني.

يعتبر الصحافي الزميل مصطفى سعدون أنّ هذا جزءًا من استنزاف موارد العراق، بالإضافة إلى الاهتمام ببناء المولات والمطاعم على حساب الاهتمام بالمشافي والتعليم، ويرى أن "السيطرات" غير مفيدة، "لم نسمع يومًا عن سيطرة أفشلت هجومًا إرهابيًّا، ناهيك عن كونها تستهلك الجندي والمواطن معًا".

وافقت على كلام مصطفى، وقلت له: "إذا كانت الأعمال الإرهابية تستهدف الناس، فالإجراءات الأمنية ضدّهم أيضًا. من الذي يموت في الإرهاب؟ الناس. من الذي يتبهدل في هذه الحواجز؟ الناس أيضًا".

جرى حديثنا بينما نتجوّل في "مدينة الصدر" التي حصلت على هذا الاسم بعد 2003، فحين أنشأها عبد الكريم قاسم سمّاها "مدينة الثورة"، لتسمّى في عهد صدّام حسين بـ"مدينة صدام". علّق مصطفى ساخرًا: "لا أدري ما الاسم القادم!".

الازدحام المروريّ لا يصدّق. يحكي لي سائق سيارة لدى شركة أمنية أن الشركة استدعت مدربين من تركيا، وحين رأوا كيفية قيادة العراقيين للسيارات أوقفوا دورة التدريب، واعتبروا أنهم هم من يحتاجون إلى تدريب على قيادة السيارة من العراقيين في ظروف مثل هذه.

على سيرة الازدحام، قال الشاعر صفاء سالم إسكندر: "لطالما خاف الجيش الأمريكي من الازدحام في بغداد، وكذلك في باقي المحافظات، خلال فترة الاحتلال، ولهذا كان يطلب أن تكون هناك مسافة أمان كبيرة بين سيارته والسيارات العراقية، حسب العبارة الموضوعة على لافتة في سيارات الهمر. أحيانًا في الزحام تقوم السيارة الأمريكية بالانعطاف إلى الرصيف لتجنب أي احتمال لتفجير، وأحيانًا تقوم المدرعة بالصعود فوق السيارات".

أرسل الصور طوال الوقت لأمي فترسلها لأخواتها وصديقاتها. صار لديها ما تباهي به أخيرًا، فابنٌ في العراق يعادل في أعرافنا ابنًا في مكة. لا يتوّقف أبي عن الاتصال بي، يريدني أن أصوّر له فيديو مباشر. أشرح له أن الإنترنت ضعيف للغاية فيرضى على مضض بفيديو مسجّل. بعد المشاهدة يعاود الاتصال ليكذّبني، فما أرسلته ليس بغداد!

في صحبة الصديق الشاعر علي رياض، أخبرني أنّ أحياء الكرخ (غرب بغداد) أقرب إلى المدينة في نمط الحياة، وتمتاز بطبيعة أرستقراطية، ويكثر بين سكانها التكنوقراط، في حين أن جانب الرصافة (شرق بغداد) يكثر فيه الصحافيون والأدباء رغم أنه ذو طابع شعبي. تلك مفارقة بغدادية.

بالنسبة لعلي، الاضطهاد الذي تعرّض له جنوب بغداد، وصولًا إلى البصرة، شكّل دافعًا لخروج الكثير من الأدباء من هذه المناطق.

حقبة ما بعد 2003 أدخلت إلى العراق كل شيء "ما عدا السلام"، كما يكتب حسن بلاسم

خلال التجوال في أروقة "معرض بغداد للكتاب"، غضب الصديق الكاتب والمترجم الألماني غونتر أورت من انتشار كتاب "كفاحي" لهتلر. احمرّ وجهه واحتاج فنجانًا من القهوة ليعلّق: "بات المنظر المعتاد في مختلف معارض الكتاب العربية هو وجود هذا الكتاب إلى جوار كتب عن جيفارا ومانديلا وغاندي. من المؤسّف حقًّا أن هتلر بطل ومجرم، في الوقت نفسه، عند العرب!". قلت له: "يبدو أنّه من أكثر الكتب مبيعًا"، فقال: "أظنّ أن الناس يرون هتلر كما لو أنه بطل فيلم، وأفضل الأفلام هي تلك التي يكون فيها المجرم ذو صفات جذّابة".

اقرأ/ي أيضًا: بغداد مدينة الكتب

أسأل العم أبا أوس، جارنا السابق ورب الأسرة العراقية أيام لجوئهم في سوريا، عن سبب شحوب النخل، فيجيب إنه الإهمال، ويشرح لي كيف كانت، في عهد صدام، تظهر إعلانات تلفزيونية عن موعد رشّ النخيل بالمبيدات، فيطلب من المواطنين إخفاء الحيوانات الداجنة، لتأتي طيارات هيلوكوبتر ترشّ النخل في الموعد المضروب.

صحيح أنّ بغداد التي يتحدّث عنها الجميع هي بغداد التي كانت في عهد صدّام، لكنّ الصحيح أكثر أنّ ذلك حنين للمدينة نفسها لا لعهد الدكتاتورية، والصحيح أيضًا أنه يمثّل في الوقت ذاته نقدًا لحقبة ما بعد 2003، التي أدخلت إلى البلاد كل شيء "ما عدا السلام"، كما يكتب حسن بلاسم في أحد نصوصه.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مكتبة فارس كامل

سعد محمد رحيم.. جنة ماركس قبل أدلجتها