الترا عراق - فريق التحرير
حطت طائرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، صباح الأربعاء، في العاصمة بغداد ليبدأ جدول أعمال يستمر بضع ساعات ويشمل اجتماعات مع كبار المسؤولين.
يعتزم الرئيس الفرنسي ماكرون إطلاق مبادرة لدعم السيادة العراقية من العاصمة بغداد
وسيلتقي ماكرون خلال الزيارة، 2 أيلول/سبتمبر، كلاً من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ورئيس الجمهورية برهم صالح ومسؤولين سياسيين آخرين، وفق مصادر حكومية تحدثت لـ"الترا عراق"، فيما ستركز الزيارة على "السيادة" العراقية.
وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في بيروت مساء الثلاثاء، عن مبادرة يعتزم إطلاقها في العراق بالتعاون مع الأمم المتّحدة، تحت عنوان "مسيرة السيادة".
وقال ماكرون خلال مؤتمر صحافي في ختام زيارته للبنان، الثانية في غضون أقل من شهر، "أؤكد لكم أنني سأكون غدًا صباحًا في العراق لكي أطلق، بالتعاون مع الأمم المتحدة، مبادرة لدعم مسيرة السيادة" في هذا البلد.
وسبق لماكرون أن قال في لقاء مع الصحافيين، إن "المعركة من أجل سيادة العراق أساسية للسماح لهذا الشعب وهذا البلد اللذين عانيا كثيرًا، بعدم الخضوع إلى حتمية سيطرة القوى الإقليمية والإرهاب"، مضيفًا "هناك قادة وشعب يدركون ذلك ويريدون أن يحددوا مصيرهم بأنفسهم، ودور فرنسا مساعدتهم على ذلك".
وحول "الجهاديين" الفرنسيين الموقفين في العراق، قال ماكرون، إن "أولئك الذين اختاروا بحرية أن يذهبوا للقتال في ساحات خارجية وأن يدانوا بارتكاب أعمال إرهابية في دولة ذات سيادة يجب أن يحاكموا في هذه الدولة".
بدورها، أشارت أطراف رسمية عراقية إلى أهم محاور زيارة الرئيس الفرنسي إلى العاصمة، حيث قال رئيس هيئة المستشارين في رئاسة الجمهورية علي الشكري في تصريح، إن "زيارة الرئيس ماكرون إلى بغداد ستركز على تعزيز التعاون بين العراق وفرنسا، لاسيما أن باريس تتطلع إلى التعاون مع العراق على أنه دولة كاملة السيادة".
وأضاف الشكري، أن "فرنسا ستعمل على تعزيز أسس التعاون في المجال الاقتصادي والمجال الثقافي والمجال الأمني"، موضحًا أن "فرنسا ستعمل على دعم كل الجهود الرسمية الداعية لتعزيز السيادة العراقية والتعامل مع العراق على أنه دولة كاملة السيادة".
وبيّن، أن "لفرنسا أنشطة مهمة في دعم جهود العراق لمقاتلة تنظيم داعش، حيث كانت هناك زيارة لوزيرة الجيوش الفرنسية والتي أكدت فيها على أنها ستعمل بكل الجهود لدعم وتعزيز القدرات الأمنية للقوات المسلحة العراقية، وتحديدًا في مجال التدريب"، مشيرًا إلى أن "العراق يتطلع الى تعزيز وإدامة التعاون مع فرنسا وتطويره إلى مجالات أخرى".
وزارت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي في 27 آب/أغسطس العراق حيث التقت مسؤولين في بغداد وإقليم كردستان.
من جانبه، أشار عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب محمد الغبان إلى أهمية زيارة الرئيس الفرنسي إلى بغداد، وقال في تصريح إن "العراق بحاجة إلى دعم الأشقاء والأصدقاء من أجل سيادته ووحدته وديمقراطيته الناشئة"، مبينًا أن "الأوضاع الإقليمية والدولية تتطلب حوارًا جديًا لتجنب الأزمات التي باتت تزداد في دول شرق المتوسط ودول الخليج العربي".
وأضاف الغبان، أن "مصالح الشعوب تتطلب احترام خياراتها السياسية وتلبية احتياجاتها وطموحاتها في ظل أنظمة سياسية تتبنى الحكم الرشيد منهجا والإنسان غاية"، مشيرًا إلى أهمية "حضور فرنسا، لأن العراق يمر بمخاض تجربة بناء الدولة وهو لا يستغني عن تجارب الآخرين".
حددت أطراف رسمية عراقية أهم محاور زيارة الرئيس الفرنسي والتي تستمر بضع ساعات في بغداد
وماكرون هو أرفع مسؤول يزور العراق منذ تولي رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي رئاسة الحكومة في أيار/مايو، في ظل أجواء متوترة ومحاولات من بغداد للسير على طريق مستقل بعيدًا عن المواجهة بين حليفتيها العدوتين واشنطن وطهران.
وتقول مصادر صحافية فرنسية، إن زيارة ماكرون ستعكس الرسالة التي حملها وزير خارجيته جان إيف لودريان لدى زيارته إلى العراق منتصف تموز/يوليو، حين دعا بغداد إلى أن "تنأى بنفسها عن التوترات الإقليمية".
اقرأ/ي أيضًا: