في ذكرى سقوط نظام صدام حسين، أطل رئيس الحكومة محمد شياع السوداني بتصريحات جديدة أدلى بها في مقابلة صحافية.
التصريحات تناولت مواضيع وملفات مختلفة بعضها تتعلق بحياة السوداني الشخصية وظروفها في ظل النظام السابق، وأخرى تتعلق بواقع البلاد اليوم وما تواجهه من أزمات كبرى ومشاكل حاكمة.
"إنجازات كثيرة بعد 2003"
السوداني قدم تصورًا إجماليًا عن تجربة ما بعد 2003، مشيرًا إلى أنّ السنوات التي تلت سقوط نظام البعث في العراق شهدت "إنجازات كثيرة، لكن المتوقع كان أن يجري إنجاز أكثر مما حصل".
يقر السوداني بسوء الإدارة ما بعد عام 2003 لكنه يقول إنّ "كثيرًا من الإنجازات تحققت"
وقال السوداني، "كان هناك تراجع في الاقتصاد والتعليم والخدمات. وكان من المفروض تقديم ما هو أفضل. ونقرّ بوجود سوء في الإدارة، واستفحال لظاهرة الفساد".
وأضاف، "في انتخابات عام 2018، كان هناك عزوف وفي عام 2019، حدثت تظاهرات تشرين، وفي عام 2021، أيضاً شهدنا عزوفًا عن المشاركة في الانتخابات، وهذه رسائل استلمناها"، مبينًا أنّ "هناك من تسبب في الفساد وتواجد في السلطة واستخدم المنصب لأغراض حزبية وشخصية، لكن حين نتحدث عن بلد مرّ بهذه الهزّات العنيفة فإنّ الظروف ليست مثالية".
"أعرف العراقيين جيدًا"
في الوقت ذاته أكّد السوداني، إنّ "هناك من وقف موقفًا وطنيًا وحافظ على المال العام، وبالأرقام تحقق الكثير في كل قرية ومحافظة ومدينة، وتغير الوضع".
السوداني تحدث أيضًا عن حكومته، وقال إنّ وصول "رئيس الوزراء من عراقيي الداخل" يعني للناس وصول شخص "قريب من عندهم وعاش معهم سنوات المحنة، وهذا لا يعني أن الإخوة الذين قدِموا من الخارج كانوا بعيدين عن المواطن، إنما بحكم طبيعة الحياة والأوضاع ربما لم يوفقوا في ترتيب الأولويات".
يقول السوداني أيضًا إنّه يعرف "طبيعة المواطن العراق"، من خلال تجاربه مذ كان موظفًا في مديرية زراعة ميسان منذ 1997، ولغاية 2003 ثم تدرجه بالعمل في مجلس المحافظة ومحافظًا بعد ذلك.
"الجميع استوعب الدرس"
وحول آلية تقاسم السلطة، يرى السوداني، أنّ "الأحزاب تجتمع فتشكل حكومة ائتلافية فهذا حق طبيعي"، فيما يعترض على "من يأتي برغبة للسيطرة على مفاصل الوزارة، فيأتي الوكيل والمستشار والمدراء العامون من نفس الحزب، فهذا خطأ"، على حد تعبيره.
ويقول رئيس الحكومة، "لا يجب أن نشترط الانتماء لهذا الحزب أو ذاك، وهذا ما نواجه كسلبية من سلبيات المرحلة السابقة، وأنا متشدد في هذه الجزئية"، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أنّ "الجميع استوعب الدرس في ظل الأزمات الكبيرة التي مررنا بها".
يدعو السوداني إلى "الاعتبار" من مصير صدام حسين من قبل كلّ من يتواجد في السلطة
ويشدد السوداني، أنّ "نهاية صدّام درس لكل من يتواجد في الحكم، بأن ينظر إلى مصير الطغيان والقتل والسرقة ومن يذهب بالبلاد إلى سياسات عبثية"، مبينًا أنّ "المفترض بالقوى السياسية أن تراعي المواطنة، وهناك مجالات يجب أن تُترك للمهنية وتُعطى الفرصة للعمل".
يقول السوداني أيضًا إنّ البلاد تشهد "حرية تعبير وحق التظاهر والتعبير عن الرأي"، بدليل أنّ "المواطن يستطيع انتقاد رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية والحكومة ويكون في مأمن".
"العرب وقعوا في خطأ استراتيجي"
ما هو "إيجابي" وفق وصف رئيس الحكومة منذ 2003 يتمثل "في المحافظة على الانتقال السلمي للسلطة دورة بعد أخرى"، موضحًا أنّ "تجاذبات سياسية خطيرة" وقعت قبل تشكيل حكومته، "لكن التنافس كان يدور في أروقة المحكمة الاتحادية وفي نصوص الدستور".
السوداني تحدث كذلك عن العلاقات بين العراق ومحيطه العربي، حيث يرى أنّ "واحدًا من الأخطاء الاستراتيجية للعرب أنّهم ابتعدوا عن العراق، وتركوه طويلاً واعترفوا بذلك خصوصًا بعد تهديد داعش".
فيما أشار في جانب آخر إلى بعض التفاصيل عن روتين عمله على رأس الحكومة، مؤكّدا أنّه "يعمل 17 ساعة في اليوم".
وقال السوداني، إنّ "العراقيين يستحقون الخدمة فقد ضحوا بكل شيء من أجل بلدهم"، مضيفًا: "يجب أن نضع مصلحة العراق فوق كل اعتبار وما نتخذه من قرارات إنما يخص كل العراقيين. نفهم طبيعة المواطن العراقي وهواجسه ومخاوفه، وبالتالي يمكن ترتيب أولوياته".