في الساعات القليلة الماضية تداول العراقيون بكثافة صورة للشمس تظهر ما يشبه "وجه وحش مبتسم"، مع مئات التعليقات الساخرة تعبيرًا عن موجة الحر المرهق التي تشهدها البلاد منذ بداية شهر تموز/يوليو.
لامست الحرارة 53 درجة مئوية مع بداية فصل الصيف هذا العام جنوب العراق
والصورة حقيقية تعود إلى أشهر سابقة كما تشير صفحة عراقية مختصة بأخبار الفلك، لكن تداولها جاء مع تسجيل درجات حرارة وصلت إلى 53 مئوية في بعض مناطق البلاد، حيث قال متفاعلون إنّ الشمس "تضحك على العراقيين بعد شوائهم" مع بداية موسم الصيف.
وتعيش مدن العراق منخفضًا موسميًا حارًا سيستمر حتى شهر أيلول/سبتمبر، وفق مسؤول إعلام الهيئة العامة للأنواء الجوية عامر الجابري.
ويقول الجابري، إنّ الموجة تأخرت هذا العام حيث تبدأ في المعتاد منتصف شهر آيار/مايو وليس في حزيران/يونيو، ويؤكّد أنّ "ارتفاع درجات الحرارة بهذا الشكل ليس غريبًا بالنظر للتغيّر المناخي".
وبلغت الموجة أقصى تأثيراتها في المنطقتين الجنوبية والوسطى، نتيجة تعمق المنخفض الموسمي، إذ سجلت مدينة علي الغربي 53 درجة مئوية، والبصرة 52 مئوية، ومدينة العمارة 52 مئوية، فيما بلغت أعلى درجة حرارة مسجلة في بغداد 50 درجة مئوية".
ويشير الجابري، إلى أنّ هذه الموجة تعبر عن "المرحلة الجديدة من فصل الصيف بما يعرف في مناطق شبه الجزيرة العربية كالسعودية والكويت وقطر والعراق بجمرة القيظ، وتنتهي بنهاية شهر آب/أغسطس".
ويرجح الجابري، أنّ ترتفع درجات الحرارة أكثر طوال موسم الصيف هذا العام في أجزاء واسعة من البلاد حتى مطلع شهر أيلول/سبتمبر، ويشير إلى أنّ الأمر مرتبط بالجفاف الكبير الذي ضرب المساحات المائية.
كما يشير إلى أنّ أزمة المياه تقف عائقًا أمام مشاريع المساحات الخضراء التي تخفف كثيرًا من تأثيرات موجات الصيف المرهقة.
يُرجح أن تستمر درجات الحرارة بالارتفاع حتى مطلع شهر أيلول/سبتمبر هذا العام مع جفاف المسطحات المائية وغياب المساحات الخضراء
ويقول مسؤول إعلام الهيئة، إنّ على الجهات المعنية أن تأخذ خطوات حقيقية سريعة للحد من تأثيرات التغير المناخي تبدأ بحسم ملف الحصص المائية مع دول الجوار.
من جانب آخر، أكّد الجابري أنّ الهيئة "تقوم بدورها بالتحذير من الموجات الحارة، والتنسيق مع الوزارات والجهات المعنية كوزارات الموارد المائية والبيئة والزراعة، وكذلك مع مديرية الدفاع المدني، من أجل أخذ التدابير اللازمة لمواجهة التداعيات والمخاطر المتوقعة".
