06-أكتوبر-2020

يرفض 90% من العراقيين الاعتراف بالكيان الصهيوني (Getty)

الترا عراق - فريق التحرير

كشفت نتائج استطلاع "المؤشر العربي"، الثلاثاء، عن تأييد ساحق بين العراقيين للاحتجاجات التي تشهدها البلاد، وشبه إجماع على رفض الاعتراف بـ"إسرائيل".

تحظى الاحتجاجات بتأييد واسع بين العراقيين مقابل شبه إجماع على رفض الاعتراف بإسرائيل 

وأعلن "المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات"، 6 تشرين الأوّل/ أكتوبر، في العاصمة القطريّة الدوحة عن نتائج استطلاع "المؤشّر العربيّ" (2019/2020) في نسخته السابعة المُختلفة عمّا سبقها لجهة عدد البلدان التي نُفِّذ فيها، إذ شمل الاستطلاع 13 بلدًا عربيًا: موريتانيا، والمغرب، والجزائر، وتونس، ومصر، والسودان، ولبنان، والأردن، والعراق، والسعوديّة، والكويت، وقطر.

وتشير نتائج الاستطلاع، إلى أن 82% من العراقيين يؤيدون الاحتجاجات الشعبية، فيما تراوحت نسب المشاركين في المظاهرات/ الاحتجاجات الشعبية ما بين 15% إلى 37% في كل من الجزائر، ولبنان، والعراق، والسودان.

رفض قاطع لـ"إسرائيل"..

وترفض الغالبية العظمى من العراقيين، وفق نتائج "المؤشر العربي"، الاعتراف بإسرائيل، إذ حل العراق في المرتبة السابعة من حيث أعلى نسبة رفض للاعتراف بالكيان الصهيوني بنسبة 90%.

وأظهر الاستطلاع، أن الرأي العامّ العربيّ شبه متوافق على أنّ القضيّة الفلسطينيّة هي قضيّة جميع العرب، وليست قضيّة الفلسطينيين وحدَهم. وكان الرأي العامّ الخليجي هو الأعلى على صعيد اعتبار القضية الفلسطينية هي قضية جميع العرب، يليهم في ذلك الرأي العامّ المغاربي.

ويرفض 88% من مواطني المنطقة العربية أن تعترف بلدانهم بإسرائيل، مقابل 6% فقط من الموافقين على الاعتراف بها، والذين حدد نصفهم إقامة دولة فلسطينية كشرط لذلك.

وفسّر الذين يعارضون الاعتراف بإسرائيل موقفهم بمجموعة من العوامل والأسباب، يرتبط معظمها بالطبيعة الاستعمارية والعنصرية والتوسعيّة لإسرائيل، ونتيجة لاستمرارها في احتلال الأراضي الفلسطينية، وغابت التفسيرات الثقافية أو الدينية.

مصادر التهديد..

وعلى صعيد الدول التي تمثل تهديدًا للمنطقة، أظهرت النتائج أنّ الرأي العامّ متوافق بما يقارب الإجماع، وبنسبة 89%، على أن سياسات إسرائيل تهدّد أمن المنطقة العربية واستقرارها. كما توافق 81% من الرأي العامّ على أن السياسات الأمريكية تهدّد أمن المنطقة واستقرارها.

فيما عبّر 67% من المستجيبين عن اعتقادهم بأن السياسات الإيرانية تهدّد أمن المنطقة واستقرارها، بينما كانت النسبة 55% فيما يتعلق بالسياسات الروسية، و43% بالنسبة إلى السياسات الفرنسية. وهذا يُظهر على نحو جلي أنّ الرأي العامّ يرى أن سياسات إسرائيل هي المصدر الأكثر تهديدًا لاستقرار المنطقة وأمنها.

انحياز متزايد للديمقراطية

وأظهر الاستطلاع للعام العاشر على التوالي انحياز أغلبيّة المواطنين العرب للديمقراطية، في إشارة إلى استمرار التوجّهات الإيجابيّة تجاه هذه المسألة، إذ بيّن المؤشّر أنّ نسبة المؤيدين للنظام الديمقراطيّ في المنطقة العربيّة بلغت 76%، مُقابل نسبة تُقدِّر بـ 17% عارضت هذا النظام. وضمن السياق نفسه، أشار الاستطلاع إلى أنّ نسبة المُستجيبين المؤيدين لمقولة "إن النظام الديمقراطيّ وإن كانت له مشكلاته، هو أفضل من غيره من الأنظمة" بلغت 76%، مقابل 16% رفضوا هذه المقولة، و8% ممن رفضوا الإجابة.

اقرأ/ي أيضًا: المركز العربي يعلن نتائج المؤشر العربي 2019/2020

وحازت مقولة "إن النظام الديمقراطيّ وإن كانت له مشكلاته، هو أفضل من غيره من الأنظمة" على التأييد الأكبر في إقليم المغرب العربيّ (موريتانيا، والمغرب، والجزائر، وتونس) بنسبة 78%، مُقابل نسبة مُعارضة قدرها 14%، فيما فضل 7% عدم الإجابة.

أمّا بالنسبة لدول المشرق العربيّ (لبنان، والأردن، والعراق، وفلسطين)، فقد بلغت نسبة التأييد للمقولة المذكورة سابقًا 77%، مُقابل 14% مُعارضين لها، و9% ممّن رفضوا الإجابة. 

وبيّن المؤشّر العربيّ وجود شبه إجماع على فكرة أنّ النظام الديمقراطي التعددي ملائم ليُطبَّق في البلدان العربيّة، حيث بلغت نسبة المؤيدين لهذه الفكرة 74% ممّن شملهم الاستطلاع، بينما عارضها 18%، ورفض الإجابة أو أجاب بعدم المعرفة 8%. فيما كانت نسبة المؤيدين لتولّي العسكر وقادة الجيش الحكم 38%، و57% مُعارضين، مقابل 8% ممّن فضلوا عدم الإجابة.

ويظهر استطلاع المؤشّر العربيّ أنّ ما بين 57% و72% ممّن شملهم الاستطلاع متوافقون على أنّ الأنظمة السلطويّة أو العسكريّة، بالإضافة إلى الأنظمة التي تتولّى فيها الأحزاب الإسلاميّة الحكم فقط، عدا عن النظام القائم على الشريعة دون انتخابات وأحزاب، ناهيك عن النظام المقتصر على الأحزاب العلمانيّة غير الدينيّة، هي أنظمة غير ملائمة لتّطبّق في بلدانهم. ويُشير المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات في بيانه الصحفيّ حول إعلان نتائج المؤشر العربيّ أنّ مقارنة نتائج هذا الاستطلاع بالاستطلاعات السابقة، تظهر أنّ انحياز الرأي العام إلى الديمقراطية لا يزال ثابتًا ويميل إلى الارتفاع.