08-ديسمبر-2022
المنتخب الوطني العراقي

كادر إسباني يقود الكرة العراقية (فيسبوك)

ألترا عراق - فريق التحرير

تعيش الكرة العراقية حالة جديدة متمثلة بالتعاقد مع كادر فني إسباني لتدريب المنتخب الوطني العراقي الأول، وستكون بطولة خليجي 25 المقرر إقامتها في البصرة هي المحطة الأولى للفريق الإسباني بقيادة خيسوس كاساس.

يقود المنتخب الوطني العراقي كادر إسباني بمدرسة جديدة على الكرة العراقية

وتسلّم الإسباني مهمته الرسمية مع أسود الرافدين خلفًا لراضي شنيشل، قبل مباراة كان من المقرر أن تقام أمام كوستاريكا يوم 17 من الشهر الماضي، لكنها ألغيت بسبب تأشيرات الدخول.

وكاساس، لاعب اسباني لم يسبق له وأن خاض مهمة تدريبية كبيرة؛ لكنه كان مساعدًا لمدرب المنتخب الإسباني الحالي لويس إنريكيه بين عامي 2018 و2022.

وضم الجهاز الفني الجديد للمنتخب خمسة مساعدين تم اختيارهم من قبل كاساس، بينهم مدرب حراس المرمى ومدرب للياقة البدنية ومحلل فني ومساعدان إثنان.

تجربة جديدة

الجديد في التجربة التدريبية للكرة العراقية هو الاعتماد على المدرسة الإسبانية، وخلو الجهاز الفني من أي مدرب عراقي من جانب آخر.

الكرة الإسبانية تطورت في الآونة الأخيرة، وتسيّدت للكثير من المواقع في كرة القدم سواء مع المنتخبات، وكذلك مع أندية برشلونة وريال مدريد، إضافة إلى أسماء تدريبية كبيرة، مثل مدرب مانشستر سيتي بيب غوارديولا.

يقول متخصصون إن الكرة الإسبانية مناسبة للكرة العراقية

التطور الإسباني أعطى انطباعًا للمعنيين بأن اعتماد الكادر الإسباني أمر إيجابي، مع طرح تساؤلات حول تقبّل اللاعب العراقي للمدرسة الجديدة، وإجابات مقابلة بأن "المدرسة الإسبانية مناسبة للكرة العراقية".

يقول عضو لجنة الخبراء في اتحاد الكرة، بسام رؤوف، 

إن "الكرة الإسبانية ترتكز مقومات بناءها على ثلاثة عوامل: الأولى المهارة بشقيها الفردي والجماعي، والثانية هي العامل البدني، الذي يعتمد على سرعة الجري وقوة التحمل والضغط العالي،والثالثة المرونة التكتيكية في تغيير المراكز وحرية الحركة في أجزاء الملعب، وهذا ما يجعلها مدرسة كروية مهمة".

وعن سبب وقوع الاختيار على المدرسة الإسبانية، يرى رؤوف في حديث لـ"ألترا عراق"، أن "الكرة الإسبانية تناسب عمل أي دولة تلعب كرة القدم حيث أن خواص عملها تلائم الأجواء الباردة والحارة وتعتمد على التحضير طويل الأمد حتى يكون هناك نضوج ذهني عند اللاعبين وإبداع في تشكيل شخصية اللاعبين وصقلها بصورة علمية وعملية".

ولعل الجمهور الكروي لن يتقبل فكرة عدم تحقيق نتائج سريعة، وهو ما يحذّر منه رؤوف، ويشير إلى أن "اختيار كادر فني إسباني شيء جيد ولكن هذا الكادر من الصعب أن يحقق نقلة نوعية في فترة قصيرة لأن مراحل البناء تحتاج إلى 15 سنة وفترة أربع سنوات تمر بسرعة ولا يكاد يحقق منها أي جهاز فني ما نسبته 20 بالمئة من فكره الكروي".

وبالرغم من اختيار كاساس مدربًا للمنتخب الوطني؛ لكن رؤوف يعتقد أن "المدرسة الأقرب للكرة العراقية هي الإنجليزية لأنها تعتمد السرعة والقوة، ونحن بطيئون جدًا فيجب تغيير أسلوب اللعب ونوعية اللاعبين حتى نستطيع مواجهة منتخبات متطورة كاليابان وكوريا الجنوبية والسعودية وإيران واستراليا".

نقاط ضعف المنتخب

وبعيدًا عن المدرسة الإسبانية، وهل ستلائم الكرة العراقية أو تفشل، فأن رؤوف يشخص أخطاءً يعاني منها المنتخب الوطني، وعلى أي كادر فني أن يحلها، ويقول إن "المنتخب ينقصه الكثير، منها معرفة نقاط ضعفه ومعرفة نقاط قوته وأن الخوف هو أول نقاط ضعفه، وفقدان الثقة بالنفس وضعف الفكر الفني للاعبين".

يقول راضي شنيشل إن المدرسة الإسبانية بإمكان تطبيقها مع المنتخب العراقي لكنها بحاجة إلى وقت

ولا يقف رؤوف عند هذا الحد، إذ يبيّن أن لاعبي المنتخب يعانون ضعف الوضع البدني عند اللاعبين، فضلًا عن انخفاض مستوى الأداء الفردي عند اللاعبين المهاريين وهذه كلها مشاكل من شأنها أن تبطئ عجلة التطور للمنتخب الوطني العراقي".

وآخر من أشرف على المنتخب الوطني، المدرب المحلي راضي شنيشل الذي خاض مباراتين وديتين أمام المكسيك والإكوادور، وقد خسر في الأولى وتعادل في الثانية، وبعدها ترك المهمة، ولكنه يرى أن "النجاح مشروط بقضايا عدة".

ويقول شنيشل في حديث لـ"ألترا عراق"، إن "المدرسة الإسبانية مناسبة للكرة العراقية؛ لكن هناك شروطًا منها توفر الوقت الكافي للكادر التدريبية والأدوات الكفيلة بتحقيق النجاح إضافة إلى  الظروف المناسبة لنجاح أي بيئة عمل".

ولم يخفِ شنيشل موضوعة الوقت والمطالبة بالنتائج بأسرع وقت، حيث يذكر أن "الفكر الإسباني بالإمكان أن يطبق في المنتخب الوطني لكن نحن بحاجة إلى الوقت لأن كل عمل وبناء بحاجة إلى وقت لتطبيقه وهذا أحد أسباب النجاح".

مهمة طويلة الأمد

يعلم كاساس يعلم أن مهتمه ليست قصيرة، حيث أعلن  الإسباني أن مشروعه مع أسود الرافدين "طويل الأمد" بحسب تصريح لصحيفة "آس" الإسبانية.

وقال كاساس، إن "العراقيين يأملون في التأهل لكأس العالم 2026، والتحدي الذي نواجهه هو التحسين كل يوم وتطبيق طريقتنا للتقدم"، مؤكدًا أن "مشروعي مع العراق طويل الأمد، وأفضّل اتّباع فلسفة سيميوني (مدرب أتلتيكو مدريد). إنها الأكثر ملاءمة".

ولعل اللغة العربية ستكون إحدى العوائق أمام المدرب الإسباني وفق تصريحه، حيث يفهم جميع اللاعبين اللغة الإنجليزية، وعندما يأتي لاعب لا يتحدث الإنجليزية سيتم توفير مترجم  له.