03-مارس-2019

البحث عن المواقع الإباحية (Dhaka Tribune)

أثار قرار وزارة الاتصالات غير المعلن، حجب المواقع الإباحية على شبكة الإنترنت، موجة من ردود الأفعال بمواقع التواصل الاجتماعي، تنوعت بين مؤيد ومعارض ناقم على أداء الحكومة، وآخر غير مكترث طالما يمتلك "برامج رفع الحظر"، بالتزامن مع تحذيرات من مراقبة حكومية على مستخدمي الإنترنت قريبًا، في وقت يستعد البرلمان في دورته التشريعية للفصل الثاني، استجواب وزير الاتصالات، نعيم ثجيل الربيعي، بدعوى عدم امتلاكه شروط الاستيزار.

تنوّعت ردود الأفعال على حجب المواقع الإباحية بين مؤيد ومعارض وبين من يرى أن هناك أولويات للحكومة مثل الخدمات وتوفير الاستقرار للناس

حجب المواقع الإباحية.. تمهيد لـ"فرض النقاب" وتعليمات إيران تأتي عبر "واتساب"!

يرى "حيدر" في منشور له على "فيسبوك"، أن "قرار حجب المواقع الإباحية، وقبله منع تعاطي وبيع الخمور في المحافظات الجنوبية، ما هو إلا بداية لقرارات حكومية قادمة منها، "رجم الزانية ورمي المثليين من شاهق، وفرض النقاب على النساء، وقتل المرتدين عن الإسلام"، معتبرًا القرار انتهاك لحريات الشباب الشخصية، مشبهًا جهاز الأمن الوطني بـ"ديوان الحسبة في تنظيم داعش".

 

 

فيما طالب ثائر هادي ناصر في منشور على "فيسبوك" بـ"حظر الأحزاب الحاكمة لأنهم أكثر فسادًا من المواقع الإباحية نفسها".

ولم يكترث مروان صاحب بقرار حجب المواقع الإباحية، وقال على صفحته الشخصية، إنه "ماذا تأمل من حكومة تحجب المواقع الإباحية وتعطي موافقات على فتح محلات بيع الخمور"، مضيفًا "خلي الحجب يفيدكم، مستدركًا "لا تنسون الـVPN"، في إشارة إلى أنه سيستخدم أحد برامج رفع الحظر عن المواقع الإلكترونية.

فيما أبدى "بادريك" استغرابه من قرار وزارة الاتصالات، حجب المواقع الإباحية، وقال في صفحته بـ"فيسبوك"، إنه "هناك أناس لم يجدوا لقمة الأكل وهناك من يقتلون في كل مكان، والحكومة تحجب المواقع الإباحية"، مضيفًا "لا عاشت ايديكم على الحلول"، مستدركًا "ولو على ماذا.. التعليمات تأتي من إيران عبر واتساب".

"الممنوع مرغوب"  

من جانبه أيّد الناشط "عباس الكوخي" قرار حجب المواقع الإباحية، وقال في حديثه لـ"ألترا عراق"، إن "مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت بشكل كبير بالترويج للمواقع الإباحية، وأخذت الكثير من الفتيات القاصرات بالتوجه إلى تلك المواقع والتفرج عليها"، لافتًا إلى أن "حظرها سيساهم بمنع تعرضهن للأذى بطريقة وبأخرى".

ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير للترويج للمواقع الإباحية وحظرها سيساهم بمنع تعرض الفتيات للأذى

بينما يؤكد الناشط محمد ملال طلال، أن "قرار حجب المواقع الإباحية سيصعب من مشاهدتها وقد يكون مفيدًا في حجب خطرها على بعض الفئات العمرية".

أضاف في حديثه لـ"ألترا عراق"، أن "قرار الحجب سيثير دافع التحدي لمشاهدتها من قبل الشباب، والذين سيتناقلونها في منصّات تواصلية أخرى، الأمر الذي يجعلها مرغوبة حتى لغير المهووسين بمشاهدتها سابقًا تطبيقًا للمثل الشعبي العراقي "الممنوع مرغوب".

وزارة الاتصالات: بدأنا الحجب ونراقب ردود الأفعال

وعن قرار حجب المواقع الإباحية وأسبابه، قال الوكيل الفني لوزارة الإتصالات، أمير خضر البياتي، إن "الوزارة لا تبادر إلى حجب المواقع من تلقاء نفسها، إلا بعد توجيهات من الجهات المختصة التي تبلغ بضرورة غلق  بعض المواقع، والاتصلات تنفذ فقط"، مبينًا أن "بعض المواقع يتم غلقها لتعلقها بالجانب الأمني مثل المواقع التي تدعم الإرهاب، والأخرى التي تثير النعرات الطائفية".

اقرأ/ي أيضًا: حظر "المساس بالرموز".. مقدمة لقمع الرأي العام العراقي

أضاف البياتي، في حديث لـ"ألترا عراق"، أن "الوزارة بدأت بإغلاق جزئي للمواقع الإباحية، ويأتي القرار بعد مطالبات شعبية وإلحاح ولوم كبير من قبل المواطنين، بخصوص المحتوى الإباحي على شبكة الإنترنت"، لافتًا إلى أن "الاتصالات أخذت بمراقبة ردود الأفعال منذ الأمس مع بدء سريان القرار، ونتوقع أن تكون إيجابية".

 وتابع، أن "دول العالم تضع المحددات والموانع على مشاهدة المواقع التي تقدم المحتوى الإباحي، إلا في العراق الذي يشهد الفوضى من خلال ترك المحتوى الإلكتروني مفتوحًا على مصراعيه دون قيود"، مؤكدًا أن "المواقع الإباحية تؤثر سلبًا على طلاب المدارس، وبنية المجتمع، وتم اتخاذ قرار حجبها للمصلحة العامة".

وأكد الوكيل الفني لوزارة الاتصالات، أن "الوزارة لن تعتمد على مراقبة ما يتصفحه المستخدمون في شبكة الإنترنت، ولا حتى في المستقبل"، مبينًا أن "هناك جملة من الضوابط والمحدّدات تم تفعليها بضمنها حجب المواقع الإباحية عن المستخدمين".

مُستجوب الوزير يرحب بالقرار

من جانبه أيّد عضو لجنة النزاهة النيابية، يوسف الكلابي، والذي يستعد لاستجواب وزير الاتصالات مع بدء الفصل التشريعي الثاني لمجلس النواب، بقرار حجب المواقع الإباحية.

وقال الكلابي، في حديث لـ"ألترا عراق"، أن "المجتمع العراقي مجتمع مسلم، والمواقع الإباحية لا تمت للأخلاق العربية والإسلامية بصلة"، مضيفًا أن "الإباحية تصور الإنسان على أنه حيوان وندعم كل خطوة يخطوها الشباب لمحاربة مثل هذه الأفكار الهدامة".

وبشأن استجواب الوزير نعيم ثجيل الربيعي، أكد "المضي بقرار استجوابه خلال الفصل التشريعي الثاني للبرلمان"، مبينًا أن "الاعتراض ليس على الوزارة، بل على شخص الوزير لكونه يفتقد لشروط الاستيزار".

ردود الأفعال الغاضبة من قبل الشباب على حجب المواقع الإباحية هي نتيجة حتمية ومتوقعة خاصة في ظل البطالة وغياب فرص العمل

فيما يرى الباحث الإجتماعي رجاء التميمي، أن "ردود الأفعال الغاضبة من قبل أغلبية الشباب على غلق المواقع الإباحية، هي نتيجة حتمية ومتوقعة"، مضيفًا في حديثه لـ"ألترا عراق"، أن "إهمال الحكومات المتعاقبة لهذه الشريحة الواسعة بترك الآلاف منهم دون فرص عمل، أو نوادٍ رياضية وترفيهية كافية، أدى لخلق فراغ كبير في أوقاتهم وحبس طاقاتهم، وبالتالي من الغريب جدًا تجاهل ارتيادهم المواقع الإباحية بكثرة، وحتى إدمانها، الأمر الذي يستفزهم عند غلقها".

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

البرلمان العراقي.. من كوميديا التشريع إلى الإباحية

قانون قدسية كربلاء.. "لمدينة أحلى وأجمل" بلا حياة!