24-أغسطس-2020

هدف البطولة للبايرن في مرمى باريس سان جيرمان (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

توّج بايرن ميونيخ بدوري أبطال أوروبا للمرّة السادسة في تاريخه، بفوزه في المباراة النهائيّة على باريس سان جيرمان بهدف وحيد، ليحقّق البايرن الثلاثيّة التاريخية للمرّة الثانية في مسيرته، بينما فشل النادي الفرنسي في نيل اللقب الأوروبي الأوّل له.

حقّق بايرن ميونيخ ثلاثيّة تاريخيّة، حاز على بطولتي الدوري والكأس المحلّيتين، ونال دوري الأبطال للمرّة السادسة في تاريخه

مثّلت مواجهة لشبونة بالنسبة لبايرن ميونيخ أهمّ مباراة له في السنوات الأخيرة، بينما يعتبر هذا اللقاء هو الأهمّ على الإطلاق في تاريخ باريس سان جيرمان، والذي صادف مرور 50 عامًا على تأسيسه هذا الموسم، وفي أوّل أربع عقود من عمره اعتُبر نادي العاصمة الفرنسية أحد الفرق المتوسّطة في فرنسا.

 قبل أن يدخل رجل الأعمال القطري ناصر الخليفي إلى تاريخ النادي، ويصنع تاريخًا جديدًا استحوذ فيه على الكرة الفرنسية من بابها لمحرابها، فأحرز الرقم القياسي في التتويج ببطولات الكؤوس المحلّية، واقترب كثيرًا من الرقم القياسي بعدد بطولات الدوري المحلّي، كلّ ما سبق نضعه في كفّة، ودوري أبطال أوروبا توضع في كفّة أخرى.

لقد كان مشروع باريس سان جيرمان الأساسي يتمحور حول دوري أبطال أوروبا، والظفر بها هو الغاية القصوى، ومن أجل ذلك دفعت الإدارة الغالي والنفيس، واستقطبت العديد من النجوم التي وضعت الفريق في خانة الكبار أوروبيًّا، ولم تضعه في خانة الأبطال بعد، في كلّ مرّة تأتي ظروف استثنائيّة تحرمه من ذلك، لكنّ الآن اقترب الحلم وبشكل غير مسبوق، رفاق نيمار أضحوا في النهائي للمرّة الأولى في تاريخهم، وخصمهم هو بايرن ميونيخ، النادي الذي أرعب الجميع هذا الموسم.

اقرأ/ي أيضًا: دوري أبطال أوروبا.. باريس سان جيرمان يبلغ النهائي الأوّل في تاريخه

النادي الألماني متمرّس أكثر بمراحل من باريس سان جيرمان في هذه البطولة، لقد وصل إلى النهائي 10 مرّات من قبل، فاز بالبطولة خمس مرّات، وفي طريقه للنهائي في هذه البطولة، اكتسح خصومه واحدًا تلو الآخر، لم يحترم كبيرهم ولا صغيرهم، دكّ شباكهم جميعًا في 42 مناسبة، بمعدّل يفوق 4 أهداف في المباراة الواحدة.

إذن عنوان الصراع الأبرز يتمحور بين ثنائيّة الخبرة والطموح، بين طرف يطمح صناعة التاريخ، وآخر يتسلّح بإرثه في هذه البطولة، ويُرهب خصومه بمستواه هذا الموسم، وهنا تصبّ الترشيحات نحو النادي البافاري، والذي عليه أن لا يتجاهل ما فعله باريس سان جيرمان بحقّ مواطنَيه بوروسيا دورتموند ولايزيبزيج، حينما أخرج الأوّل من دور الستّة عشر، وأطاح بالثاني من نصف النهائي، الانتصارات الباريسيّة يقف خلفها عبقريّ ألماني اسمه توماس توخيل، فهل سيكون فريق مواطنه هانز فليك ثالث ضحاياه الألمان..؟.

 وقتها سيحصد باريس سان جيرمان رباعية تاريخية ممثّلة بالدوري الفرنسي وكاس فرنسا وكأس الرابطة، يضاف إليها الكأس ذات الأذنين الطويلتين، ولو فاز البايرن، سينال هانز فليك ثلاثيّة تاريخية هي الدوري والكأس المحلّيين، إضافة إلى دوري الأبطال.

بداية المباراة كانت سريعة من النادي البافاري، ضغطٌ عالٍ على مناطق باريس سان جيرمان الخلفيّة، فانحصر اللعب في نصف ملعب النادي الفرنسي، وأولى محاولات البايرن أتت من تسديدة لتياغو ألكانتارا علت العارضة، ردُّ الباريسيين أتى من ركلة ثابتة نفّذها دي ماريا، وأبعدها ألفونسو ديفيز قبل وصولها لهيريرا، كذلك سنحت فرصة خطرة من تسديدة لمبابي داخل منطقة الجزاء، ارتطمت بجسد غوريتسكا قبل وصولها للمرمى، وتكرّرت المحاولة من المهاجم الفرنسي، لكنّ كيميتش أنقذ الموقف، لتمضي ربع ساعة على اللقاء دون أهداف.

وكاد نيمار أن يفتتح النتيحة، حينما استلم مبابي تمريرة من وسط الملعب، وهيّأ الكرة للمهاجم البرازيلي الذي انفرد بالحارس مانويل نوير، لكنّه أنقذ مرماه على دفعتين من هدف محقّق، ردُّ البايرن كان أكثر خطورة، حينما تلقّى القنّاص ليفاندوفسكي كرة داخل منطقة الجزاء، التفّ على نفسه وصوّبها نحو المرمى، لكنّ القائم ردّ كرة الهدف الأوّل، ليعاود باريس سان جيرمان تشكيل الخطورة، بهجمة مرتدّة قادها نيمار، واقترب دي ماريا كثيرًا من تسجيل الهدف، لكنّ تسديدته التي واجه بها الحارس علت العارضة.

وفي منتصف الشوط الأوّل، تلقّى بايرن ميونيخ ضربة موجعة، تمثّلت بإصابة قلب دفاع جيروم بواتينغ، فاضطر المدرّب لإشراك نيكولاس سوله بدلًا عنه، قبل أن ينقذ الحارس الكوستاريكي مرماه من كرة رأسيّة للبولندي ليفاندوفسكي، ومن ثمّ انحصر اللعب في منتصف الميدان، وكان الحذر شديدًا بين الفريقين، كلّ منهما ينتظر ارتكاب هفوة من الآخر، إلى أن فعل ذلك البايرن أمام منطقة الجزاء، لكنّ مبابي لم يستثمر هذا الخطأ، وأهدر فرصة محقّقة داخل منطقة الجزاء، لينتهي نصف اللقاء الأوّل بالتعادل السلبي.

بداية الشوط الثاني كانت حذرة من الفريقين، انحصر اللعب في وسط الميدان، ولجأ الفريقان إلى الالتحامات البدنيّة التي أدّت إلى الخشونة في معظم الأحيان، إلى أن نجح البايرن في افتتاح النتيجة بالدقيقة 59، حينما تلقّى كينغسلي كومان كرة مرفوعة من كيميتش، وأودعها برأسه على يسار الحارس نافاس، يفصل النادي البافاري 30 دقيقة فقط عن تحقيق الحلم، وكاد كومان أن يضيف الهدف الثاني من الزاوية نفسها، لكنّ تسديدته انتشلها المدافع تياغو سيلفا من على خطّ المرمى.

تأثّر باريس سان جيرمان بهذا الهدف، فسيطر التسرّع والعصبيّة على اللاعبين، فيما حاول البايرن استغلال ذلك بتسجيل هدف ثان يُنهي المباراة، وهذا ما أدّى لتراجع الباريسيين وندرة فرصهم، ولم يسمح البايرن لخصومه في الاستيلاء على الكرة، واستحوذ عليها قدر الاستطاعة، قبل أن يواصل نوير تألّقه، وينقذ مرماه من هدف محقّق لماركينيوس، والذي تلقّى تمريرة متقنة من دي ماريا، ووجد نفسه أمام الحارس الألماني، وسدّد كرة قويّة أبعدها نوير باقتدار.

حاول باريس سان جيرمان الضغط على بايرن ميونيخ بغية تسجيل هدف التعادل، لكنّ دفاع البايرن لم يسمح لنيمار ورفاقهم بالوصول إلى منطقة الجزاء، لأن البايرن قرّر الذود عن مرماه عبر خطوطه الأماميّة، حيث عمد إلى حصر اللعب في مناطق الفريق الفرنسي، ما أتاح للنادي البافاري تهديد مرمى نافاس غير مرّة، وأخطر تلك المحاولات كانت من كوتينيو الذي نفّذ ركلة حرّة مباشرة جاورت القائم، وكاد باريس سان جيرمان أن يسجّل هدف التعديل في الوقت بدل الضائع، لكنّ تشوبو موتينغ فشل في استغلال تمريرة نيمار أمام المرمى شبه الخالي، لينتهي اللقاء بفوز البايرن، ونجمة سادسة في قميص النادي البافاري.

 

اقرأ/ي أيضًا:

بايرن ميونيخ يضرب موعدًا تاريخيًّا مع باريس سان جيرمان في نهائي دوري الأبطال

دون رأفة.. بايرن ميونيخ يكتسح برشلونة بالثمانية ويبلغ نصف نهائي دوري الأبطال