21-يوليو-2018

صورة لأفراد الميليشيات تعتقل متظاهرًا أمام القوات العراقية (تويتر)

ألترا صوت - فريق التحرير

منذ أكثر من أسبوع تستمر التظاهرات في محافظات الوسط والجنوب في العراق، للمطالبة بتحسين الواقع الخدمي وتوفير فرص العمل ومطالب أخرى. وقد وصلت التظاهرات إلى محافظة النجف، المدينة المقدسة، ومحل إقامة المرجع الديني الأعلى، علي السيستاني، والتي كانت من أكثر المناطق التي تكرر فيها القمع المباشر من قبل ميليشات خارجة عن سلطة الدولة.

يحظى عصائب أهل الحق في النجف، بنفوذ كبير، وهي محل إقامة زعيمهم، قيس الخزعلي

دخل المتظاهرون في النجف، إلى مطار النجف الدولي، الذي تسيطر عليه بعض القوى الدينية، ثم أقدموا على حرق مقرّات تيّار الحكمة وحزب الفضيلة وتحالف الفتح، الجناح السياسي لفصائل الحشد الشعبي.

قالت مصادر لـ"ألترا صوت"، إن المتظاهرين توجهوا في 13 تموز/يوليو الجاري، إلى مقر عصائب أهل الحق للدخول إليه والقيام بحرقه، غير أن الفصيل المقرب من إيران، "بدأ بإطلاق النار عليهم، ما دفع المتظاهرين إلى الهروب في الأزقة".

اقرأ/ي أيضًا: الحشد الشعبي.. المليشيا في مواجهة الدولة من الداخل

يحظى عصائب أهل الحق في النجف، بنفوذ كبير، وهي محل إقامة زعيمهم، قيس الخزعلي، وهم فصيل متحكم بقضايا كثيرة في المحافظة، نظرًا لسلاحهم المنفلت، وصلاحياتهم التي لا رادع لها.

"إننا نخاف منهم إلى درجة أننا لا نذكر اسم فصيلهم بصوت عال!"، حسب ما قال أحد المتظاهرين لـ"ألترا صوت". فيما قال متظاهر آخر من النجف إن "المتظاهرين لم يكتفوا بيوم الجمعة بعدما أُطلق الرصاص الحي عليهم من قبل العصائب، فقد توجهوا مرة أخرى إلى مقر العصائب في يوم السبت 14 تموز/ يوليو الجاري"، مبينًا أن "الرصاص الحي كان أشد على المتظاهرين من يوم الجمعة". ولفتت المصادر أن إطلاق النار الكثيف، جعل المتظاهرين يتفرقون في أزقة النجف، وهو ما دفع العصائب لاعتقال أكثر من 150 متظاهرًا على مرأى قوات الأمن الرسمية.

وقال أحد المتظاهرين الذين كانوا محتجزين لدى العصائب لـ"ألترا صوت": "تمت ملاحقتنا في أزقة النجف من قبل العصائب، وبعد أن سيطروا علينا أخذونا إلى مقر تابع لهم"، موضحًا أنهم خيرونا بين "إطلاق النار على أقدامنا أو التعذيب بالماء الحار". 

وقد لحق بإجراءات العصائب، وقيامهم بتعذيب المتظاهرين واختطافهم وقتلهم، تهديد أطلقه عضو المكتب التنفيذي لعصائب أهل الحق خالد الساعدي، حيث قال إن "أي يد تمتد إلى مكاتب ومقرات عصائب أهل الحق سوف تبتر وتقطع"، مشددًا على أننا "لا ننتظر إذنًا من أحد ولا ننتظر ضوءًا أخضر، وإن أي لسان يتجرأ للنيل من المقاومة الإسلامية وتضحياتها الجسيمة سوف يخرس". في إشارة إلى الحكومة المركزية التي لا ينتظرون منها إذنًا أو أمرًا.

ويرى نشطاء في الاحتجاجات، أن الأكثر إيلامًا وحسرة، هو قيام العصائب باختطاف المتظاهرين أمام أنظار القوات الأمنية، حيث من المفترض أن تكون هي الحامي للمواطنين من السلاح المنفلت والميليشات الخارجة عن سلطة الدولة، لكنه تحالف الميليشات مع السلطة. حيث إن هذه ليست المرة الأولى التي تقف فيها الميليشات مع السلطة حينما تتعرّض لاحتجاجات، فقد نزلت سرايا الخراساني، التابعة لإيران، لحماية المنطقة الخضراء بعد احتجاجات تموز/ يوليو 2015.

اقرأ/ي أيضًا: تظاهرات البصرة تتوسع في العراق.. سخط الجنوب يوحد الشارع

وبعد تنامي التظاهرات وانتشارها في 18 تموز/ يوليو الجاري، ظهر هادي العامري، زعيم تحالف الفتح والأمين العام لفصيل منظمة بدر، المقرب من إيران أيضًا، في فيديو قال فيه، إنه "على الشعب أن يعفو عنا، وأنا أول المقصرين". موضحًا أنه "يجب أن نعترف، والاعتراف بالخطأ فضيلة، أننا قصرنا بحق شعبنا وعجزنا أن نقدم الخدمات المطلوبة والحياة الكريمة".

وصف مراقبون ما يحدث، بأنه تحالف القوى المتنفذة مع السلطة العراقية للحفاظ على المكتسبات 

لم يمر على اعتذار العامري ثلاثة أيام حتى قام فصيل "قوات بدر" بقتل متظاهر في محافظة الديوانية يوم الجمعة 20 تموز/ يوليو الجاري، كان يطالب بحقوقه كمواطن عراقي من ماء وكهرباء وتوفير فرص العمل.

وبعدما أعلنت المرجعية الدينية عن تضامنها مع المتظاهرين في الجمعة الماضية، لم تتطرق هذه الجمعة إلى ما يحدث للمتظاهرين من قمع بوحشية تشترك فيها السلطة والميليشات وأصحاب الأسلحة، وكان موضوع خطبتها عن "الخدمة وماذا يجب أن يكون الخادم"، ما جعلها مثار سخرية في مواقع التواصل الاجتماعي.

ووصف مراقبون ما يحدث، بأنه تحالف القوى المتنفذة مع السلطة للحفاظ على المكتسبات والثروات المقتصرة على القوى المسلحة الدينية وبعض الكيانات السياسية، حيث لم يسبق لهذه القوى أن توحدت، إلا حين يخرج العراقيون في احتجاجات تطالب بحقوقهم.

 

اقرأ/ي أيضًا:

تظاهرات البصرة.. نار القمع والإفقار تأكل عاصمة اقتصاد العراق!

احتجاجات البصرة في العراق.. النار لا تأتي إلا بالنار!