05-يونيو-2022
سرمد سعدون

الترا عراق - فريق التحرير

استعلم "الترا عراق" من مصدر رفيع في حوزة النجف الدينية التابعة لمرجعية آية الله علي السيستاني عن صحة صدور بيان من الحوزة، هاجم الصحافيين سرمد الطائي وسعدون محسن ضمد، وكال لهما سلسلة اتهامات، باسم "علماء الحوزة".

وكان الطائي قد قال أثناء مداخلة في برنامج "المحايد" الذي يقدمه ضمد، إنّ "فخامة العراق أكبر من "مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي وقائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني، ورئيس مجلس القضاء الأعلى العراقي فائق زيدان"، متهمًا الأخير بتكميم الأفواه عبر إصدار مذكرات اعتقال تعسفية، الأمر الذي اعترض عليه زيدان، ليُصدر مذكرة اعتقال بحق الطائي، فيما قررت شبكة الإعلام العراقي إيقاف البرنامج.

تداولت مجاميع بيانًا حمل اسم "فضلاء الحوزة" موقعًا بأسماء 182 رجل دين استنكر ما وصفه بـ"الإساءة إلى لواء الإسلام العظيم سليماني" و"مقام المرجعية المقدس" في إشارة إلى  خامنئي

وشنت منصات على صلة بالفصائل حملة تحريض ضد الصحفيين الإثنين، وقناة "العراقية" التي بثت اللقاء، فيما أصدرت شخصيات في الإطار التنسيقي بيانات شديدة اللهجة، تصدرهم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، وصهره ياسر المالكي، والناطق السابق باسم الحشد الشعبي أحمد الأسدي.

 

الرأي العام العراقي ينتبه

سلطت بيانات وقرارات القضاء الضوء على ما اعتبره صحفيون "فراغًا" قانونيًا، فلم يسبق أن تورط مجلس القضاء في إصدار أحكام مسبقة وخصومة مع الإعلام، ولذا كتب معنيّون كثر، متسائلين عن الجهة التي يمكن الشكوى لديها عند خصام الصحفيين مع القضاء نفسه.

ووقع أكثر من ألف صحافي وإعلامي وكاتب وفنان وأكاديمي ومفكر على وثيقة استنكرت ما فعله رئيس مجلس القضاء، وطالبت بإيقاف العمل بقوانين الأنظمة الشمولية السابقة.

 

بيان "علماء الحوزة"

في الأثناء، تداولت مجاميع واتساب ومنصات على صلة بالإطار التنسيقي بيانًا حمل اسم "فضلاء الحوزة" موقعًا بأسماء 182 رجل دين، عرفوا أنفسهم كـ "علماء الحوزة"، استنكر ما وصفه بـ"الإساءة إلى لواء الإسلام العظيم قاسم سليماني" و"مقام المرجعية المقدس" في إشارة إلى مرشد الثورة الإيراني علي خامنئي.

وتصدر الموقعين أسماء مثل مدير التوجيه العقائدي في الحشد الشعبي، محمد الحيدري، والقيادي في الإطار التنسيقي جبار المعموري، إلى جانب أمين عام اتحاد الإذاعات والتلفزيونات العراقية حميد الحسيني.

 

توضيح من النجف

وتحدث "الترا عراق" إلى عدد من المصادر المُطلعة داخل حوزة النجف التابعة للمرجع علي السيستاني، وأجوائها.

ورفض المتحدثون، ومن بينهم رجال دين بارزون، التصريح بأسمائهم، لكنهم اطلعوا "الترا عراق" على جملة معلومات، وأجمعوا على أنّ "قضية التهديدات التي أطلقتها جماعات على صلة بالفصائل ضد الإعلاميين، تحظى بمتابعة من مستويات رفيعة في النجف".

وقال رجل دين إنّ "إصدار بيانات باسم فضلاء أو علماء الحوزة للتعليق على الأحداث السياسية ليس مما سارت عليه النجف، بل تصدر المواقف بشكل مُعلن عبر المعتمدين المعروفين في كربلاء أو غيرها".

وأضاف، "أن عبارة (فضلاء وعلماء الحوزة) جرى استغلالها مؤخرًا لإعلان انحيازات هنا أو هناك، لكنها عبارة إشكالية، ولا تُقرّها أوساط النجف بالشكل الذي يتم تداولها به، بل تنحصر عبارة (الفضلاء) بكبار المجتهدين والقائمين على الدروس، وهم شخصيات معروفة في الوسط الحوزوي أو حتى خارجه".

تقول مصادر مُطلعة داخل حوزة النجف التابعة للمرجع السيستاني إنّ عبارة "فضلاء وعلماء الحوزة" جرى استغلالها مؤخرًا لإعلان انحيازات هنا أو هناك لكنها عبارة لا تُقرّها أوساط النجف

وتابع، "أن خلطًا ربما يحصل لدى بعض العراقيين والأوساط الإعلامية، بين حوزة النجف التي يقرها ويشرف على درسها المرجع الأعلى علي السيستاني، وبين عدد كبير من المدارس الدينية التي جرى ويجري افتتاحها عبر جهات وقوى مختلفة، وتحمل مجازًا تسمية (حوزة) التي درج إطلاقها على حوزة النجف العريقة والمعروفة".

وقال رجل دين بارز آخر، تعليقًا على سلسلة التهديدات والبيانات التي حمل بعضها أسماء رجال دين، وأوحت أنّها على صلة بمرجعية النجف، إنّ "موقف مرجعية آية الله العظمى علي السيستاني واضح ومعروف إزاء قضية حرية الرأي، وقد سبق أنّ تم توضيح ذلك بعبارات قاطعة للعديد من الإعلاميين الذين تعرضوا لهجمات مماثلة، لاسيما الإعلامي المعني بالإشكال الأخير". وذلك في إشارة إلى رسالة وصلت إلى الإعلامي سعدون ضمد، أواخر أيلول/سبتمبر من العام 2020، احتوت "تأكيدًا من مكتب المرجعية العليا في النجف بأنّها تقف بشكل كامل مع حرية الرأي، وأنّ دعمها لهذه الحرية قضية مبدئية لا تنازل عنها. كما وأنّها تحذر من استعمال اسمها للتأثير على هذه الحرية".