25-سبتمبر-2021

حق الاستضافة مرهون بالجاهزية (فيسبوك)

"البصرة غير جاهزة"، قرار يصدر بشكل متكرّر منذ نحو 8 سنوات ليكون الحاجز الأكبر في استضافة العراق لبطولة كأس الخليج العربي، في وقت تعاقبت فيه الاتحادات والوزارات في بغداد على رئاسة الملف، لكنها "تفشل" في تحقيق الحلم الذي تنتظره الجماهير العراقية بشغف كبير في كل مرة، وصولًا إلى ما كان متوقعًا تحقّقه في نهاية 2021.

رأى محلل رياضي أن تأجيل بطولة الخليج 25 في البصرة سيخدم ملف العراق بشكل كبير لتوفير البنى التحتية المناسبة

ويجري الحديث منذ فترة طويلة عن قرب استضافة محافظة البصرة، كمدينة رياضية متكاملة لبطولة خليجي 25، إلا أن اللجنة المنظمة، وبسبب عدّة "عوائق"، قرّرت تأجيل البطولة التي كان من المقرّر أن تقام في كانون الأول/ديسمبر المقبل، لكن تمّ تأجيلها إلى كانون الثاني/يناير 2023، بحسب ما أعلن اتحاد كأس الخليج العربي لكرة القدم.

اقرأ/ي أيضًا: اتحاد الكرة يغلق سوق الانتقالات الصيفية

ووفقًا لمختصين، فإن القرار كان متوقعًا في ظل نواقص بملف جاهزية مدينة البصرة لاستضافة البطولة، إلى جانب ضغط كبير تعاني منه أجندة الاتحادات الخليجية محليًا وقاريًا ودوليًا.

وذكر بيان للاتحاد العراقي لكرة القدم، في 20 أيلول/ سبتمبر الجاري، أن "المكتب التنفيذي لاتحادات دول الخليج العربي قرر تأجيل بطولة خليجي 25 في البصرة إلى العام 2023، خلال اجتماعه عبر الدائرة الالكترونية المغلقة"، مضيفًا أن "التأجيل سيكون إلى شهر كانون الثاني من العام 2023، مع احتفاظ العراق والبصرة تحديدًا بأحقية تنظيم البطولة بصورة طبيعية كما تم إقرارها"، كما حدد المجلس 30 حزيران/يونيو 2022 موعدًا نهائيًا لإكمال البصرة جميع متطلبات البطولة على أن تستمر لجان التفتيش الهندسية تواصلها مع العراق بهذا الشأن.

لكن المحلّل الرياضي، صفوان عبد الغني، يرى أن تأجيل بطولة خليجي 25 في البصرة سيخدم ملف العراق بشكل كبير لتوفير البنى التحتية المناسبة، مبينًا في تصريح لـ"ألترا عراق"، أن "التأجيل فيه مصلحة أيضًا بإمكانية تحسّن الأوضاع الصحية الخاصة بجائحة كورونا لمشاهدة الجماهير على المدرجات، الأمر الذي سيساهم بقوة في إنجاح البطولة على الأراضي العراقية".

وتابع عبد الغني، أن "هناك أسبابًا تضاف لعدم اكتمال الاستعداد، بما فيها زخم البطولات مثل كأس العرب وتصفيات كأس العالم 2022 ستكون مربكة لبعض المنتخبات التي لن تشارك بصفوفها الأولى، مشيرًا إلى أنه "يجب التجهيز لكل شيء بلا نقصان من العوامل اللوجستية والملاعب وأعداد المنتخب الوطني أيضًا، وتوفير كل سبل الراحة للمنتخبات التي ستحل على أرض البصرة كي تكون البطولة مكتملة من جميع النواحي".

وليست هذه المرة الأولى التي يفشل العراق فيها بالاستضافة، فقد خسرت البصرة ملف الاستضافة في 3 مناسبات سابقة خلال سنوات 2013، 2017، 2019، وجرى نقلها إلى بلدان خليجية أخرى، لذات الأسباب التي تأجل فيها ملف الاستضافة الذي كان مقررًا نهاية العام 2021.

وفي 2013، جاء نقل بطولة خليجي 22 من البصرة إلى السعودية، بسبب المشاكل الأمنية وعدم جهوزية المنشآت الرياضية، بحسب ما ذكره رئيس لجنة المهندسين التابعة للجنة التفتيش الخليجية، غانم الكواري في 23 تموز/يوليو 2013، والذي منح العراق مهلة أكثر من شهرين لإكمال الاستعدادات، إلا أنه قرّر في تشرين الأول/أكتوبر من ذات العام نقلها بشكل نهائي مع وضع شرط إنهاء الحظر الدولي على الملاعب العراقية المقام من قبل الاتحاد الدولي، بحسب ما ذكره رئيس الاتحاد البحريني، علي بن خليفة آل خليفة.

ورغم رفع الحظر عن الملاعب العراقية، ولعب عدّة مباريات ودية على ملعبي الشعب الدولي والمدينة الرياضية في البصرة، إلا أن البصرة قد خسرت للمرة الثانية حق استضافة خليجي 23، لعدم الاستعداد كالعادة، ويضاف للأسباب الأزمة المالية التي أحاطت بالعراق بعد عام 2014 نتيجة المعارك العسكرية، ما ذهب به للاعتذار مسبقًا، كما صدر القرار بالتأجيل من اللجان الخليجية، ليتم إحالته للكويت التي تزامن ذلك مع استمرار تعليق نشاطاتها الرياضية بقرار دولي، لتحصل قطر على الاستضافة التي انسحبت منها منتخبات الإمارات والسعودية والبحرين كمقاطعة خليجية بدوافع سياسية، إلا أن البطولة عادت للكويت بعد حصولها على قرار الفيفا برفع تعليق النشاطات وإقامة البطولة في كانون الأول/ديسمبر 2017.

أما في الخسارة الثالثة، أحيل ملف تنظيم بطولة خليجي 24، إلى دولة قطر كتعويض عن تنازلها بحق استضافة بطولة 23 إلى الكويت بمناسبة إلغاء إيقاف نشاطاتها الرياضية، وقطع الطريق أمام البصرة لاستضافة النسخة رغم إعلان وزير الشباب والرياضة حينها عبد الحسين عبطان، نية العراق استضافة البطولة بدلًا عن قطر.

وتعليقًا على الخسارات الثلاث لملف العراق، اعتبر المحلل صفوان عبد الغني، أن "الظروف السابقة تختلف عن الحالية، مؤكدًا "وجود توجه خليجي الآن بالإجماع للوقوف خلف العراق ومنح البصرة حق الاستضافة لخليجي 25 بعد قرار التأجيل لوجود ضغوط إيجابية كبيرة، فيما أشار إلى أنه "من الصعب ضياع الفرصة مع ضرورة التحضير بالشكل الأمثل والمميّز وفق المهلة الممنوحة".

لكن عضو اتحاد كرة القدم العراقي السابق، نعيم صدام، يعتقد أن "الجهات الرياضية في العراق عملت بشكل جيّد وبجهود كبيرة لتثبيت حق العراق باستضافة بطولة الخليج 25، مبينًا في حديثه لـ"ألترا عراق"، أن "الاستعدادات الجارية تأتي في وقت توجد فيه صعوبات كبيرة تتمثل بالجانب المالي وإكمال المنشآت، مستدركًا "لكن اللجان التفتيشية كانت راضية عما شاهدته خلال جولاتها الأخيرة في البصرة مع وجود بعض الملاحظات التي ستنجز خلال الفترة المقبلة".

يعتقد محلل رياضي أن هناك توجه خليجي لمنح البصرة حق استضافة خليجي 25 

ويتفق صدام، مع طرح المحلّل صفوان عبد الغني، بوجود مصلحة كبيرة للعراق بتأجيل البطولة مع الاحتفاظ بحق الاستضافة، معللًا ذلك بأنه "فرصة لتجنب أي نقص بالتحضير ممن حصوله وقت إقامة البطولة بشكل متسرع لا يلائم الشروط واللوائح المنصوص عليها منذ سنوات بتاريخ البطولة الخليجية".

 

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

صافرة عراقية في بطولة جنوب آسيا

اتحاد الكرة: كلاسيكو السوبر العراقي سيقام دون جماهير