05-مارس-2020

عمر سعدون مع صورة المتظاهر المقتول صفاء السراي (فيسبوك)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

توفي قبل 97 يومًا من موعد ولادته، وكأن الرصاصة أبت إلا أن تمنعه من إتمام الـ22 ربيعًا من عمره، هكذا يقول أصدقاء عمر سعدون بهذا اليوم، وهم يحتلفون بـ"عيد ميلاد" المتظاهر المقتول في محافظة ذي قار، في "فيسبوك" وفي ساحات الاحتجاج.

مجموعة مقاربات وتفاصيل تجمعت وأحاطت عمر سعدون جعلته نجمًا ساطعًا في سماء ضحايا انتفاضة تشرين

لا يعلم أي أحد عدد المحتفلين بذكرى مولد عمر سعدون في حياته، قبل أن يصبح النجم الأبرز في ضحايا انتفاضة تشرين بعد صفاء السراي حيث يهنئه الآلاف في كل البقاع داخل العراق وخارجه، بذكرى مولده الـ22 المصادف اليوم 5 آذار/مارس، وبكل "قلب متعوب" أصبح له تذكار، مثلما كان يرغب ويعتقد بالضبط، كما تظهر النبذة التي تقع عليها عيون المارة والزائرين لحساب عمر سعدون على "فيسبوك".

بل شمل تذكاره، القلوب غير المتعبة، حتى اتعبها برحيله الاستثنائي، فابتسامته التي لا تخلو منها صورة تضم ملامحه، تستفز الربيع داخل الصدور، وسرعان ما يشعر من يراه بـ"ذنب البقاء على قيد الحياة"، ليتحوّل ربيع الصدور إلى خريف، كما يقول نشطاء احتفلوا بـ"عيد ميلاده"، وهو تحت الثرى.

اقرأ/ي أيضًا: صفاء السراي.. هذه قِبْلَتنا

مجموعة مقاربات وتفاصيل تجمعت وأحاطت عمر جعلته نجمًا ساطعًا في سماء ضحايا تشرين، ففضًلا عن صغر عمره ووجهه الباسم، وكونه ابن ذي قار المحافظة الأبرز وأيقونة الرفض التشريني، انتشرت أول صورة لعمر بعد مقتله، وهو واقف أمام صورة رسمت في نفق التحرير لصفاء السراي الذي سبقه بـ30 يومًا فقط ليتحول إلى رمز بين ضحايا انتفاضة تشرين، قتل السراي بقنبلة بالرأس في الـ28 تشرين الأول/أكتوبر، والتحق به عمر سعدون في الـ28 من تشرين الثاني/نوفمبر 2019.

قتل عمر، في "مجزرة الناصرية" التي حدثت على يد الفريق الركن جميل الشمري والتي أطاحت بعادل عبدالمهدي وأجبرته على الاستقالة من منصبه، كان عمر يحاول الذود عن متظاهر مستلقي تحت وابل من الضرب على أيدي القوات الأمنية التابعة للشمري، قبل أن يقوم رجال الأمن الذين يوفرون الحماية لزميلهم وهو ينهال بالضرب على أحد المتظاهرين، رصاصة إلى رأس عمر سعدون ليسقط وهو فاتح عينيه الغاضبة، قبل أن تتعالى الأصوات حوله متألمة وهي تنادي "عمر"، كما يظهر المقطع المصور الذي وثق لحظة مقتله.

وانشغلت وسائل التواصل الاجتماعي، منذ أن عبرت الساعة الـ12 ليلًا من منتصف ليل أمس الأربعاء، بتقديم التهاني لعمر سعدون بمناسبة ذكرى ميلاده الـ22، وفي الوقت الذي نشر مقطع فيديو لميلاد عمر الـ21 قبل عام من الآن كان محاطًا بـ6 أشخاص من أصحابه وهم يحتفلون به، احتفل الآلاف على مواقع التواصل الاجتماعي بميلاد سعدون.

ولم يمنع غياب عمر، أصحابه من كتابة التهاني بذكرى ميلاده على متصفحه الشخصي في "فيسبوك"، كما جرت العادة أن يفعلوا خلال حياته.

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

الناصرية.. ملحُ الانتفاضة المُر وجرحها الشامخ

مدينة الضحايا والمسؤولين.. الناصرية تُصدّر التصعيد وتخطف الأضواء من العاصمتين