الترا عراق - فريق التحرير
انتقدت صحيفة "كيهان" التابعة لمكتب المرشد الإيراني علي خامنئي، المرجع الأعلى علي السيستاني، على خلفية دعوته الأمم المتحدة للإشراف على الانتخابات العراقية.
انتقد شريعتمداري المرجع الأعلى علي السيستاني ودعا مكتبه إلى التراجع عن التقرير الخاص بزيارة ممثلة الأمم المتحدة
وقال حسين شريعتمداري، رئيس تحرير الصحيفة ومندوب خامنئي فيها، في مقاله الافتتاحي، إن "دعوة السيستاني للأمم المتحدة للإشراف على الانتخابات البرلمانية في العراق، تعتبر دون شأنه ومنزلته".
وأبدى الكاتب، اعتراضات شديدة على خطوة المرجع الأعلى، واتهم مكتب المرجع السيستاني بارتكاب خطأ في صياغة التقرير الذي صدر بعد اللقاء بين السيستاني وبلاسخارت.
وعّد شريعتمداري، طلب المرجع إشراف الأمم المتحدة على الانتخابات "بمثابة إعلان إفلاس الدولة، والتشاؤم تجاه الأمة، والتفاؤل تجاه الأجانب".
وشدد رئيس تحرير الصحيفة، إن "طلبه (السيستاني) هذا أولاً لا يناسب الموقع الرفيع والمرموق الذي يحظى به آية الله السيستاني، وأن الأمم المتحدة هي التي بحاجة إلى دعم سماحته لتبرير أهليتها (للإشراف على الانتخابات)، وثانيًا إن هذه الدعوة لا تنسجم مع مكانة العراق كدولة مستقلة".
ويختم الكاتب الإيراني مقاله الموجه إلى المرجع السيستاني، بالتعبير عن اعتقاده بأن مكتب المرجع "كان متهاونًا في تقدیم تقریر بشأن الاجتماع" مرجحًا أن "يقوم المكتب بتصحيح هذا الخطأ".
وأحرج المقال جهات سياسية مقربة من إيران، كانت لها مواقف سابقة سارعت فيها إلى مهاجمة منتقدي المرجع الأعلى، حيث لم يصدر عنها أي تعليق.
اتُخذت إجراءات مشددة في السفارة الإيرانية تحسبًا لتحرك احتجاجي من مؤيدي السيستاني
فيما اكتفت منصات "ولائية" حرضت، في وقت سابق، ضد قناة فضائية بتهمة "الإساءة للسيستاني"، بنفي صلة كاتب المقال بالمرشد الأعلى الإيراني.
بالمقابل، اتخذت السفارة الإيرانية في بغداد، إجراءات احترازية تحسبًا لتحرك احتجاجي قد يحدث قرب مقر السفارة وسط بغداد، بحسب مصدر في السفارة.
وقال المصدر في حديث لـ"الترا عراق"، إن "السفارة الإيرانية تلقت معلومات عن نية أوساط مؤيدة للمرجع الأعلى في النجف، لتنظيم تظاهرة أمام مقر السفارة، على خلفية المقال الذي اعتبر إساءة مباشرة وصريحة إلى مقام آية الله السيستاني".
وأصدر مكتب المرجع السيستاني بيانًا، في 13 أيلول/سبتمبر، أعلن فيه نتائج الاجتماع مع المبعوثة الأممية الخاصة جنين بلاسخارت، وأشار مواقف المرجع الأعلى من 3 ملفات، أولها الانتخابات النيابية المقرر إجراؤها في العام القادم".
وقال السيستاني، إن الانتخابات "تحظى بأهمية بالغة، ويجب أن توفر لها الشروط الضرورية التي تضفي على نتائجها درجة عالية من المصداقية، ليتشجع المواطنون على المشاركة فيها بصورة واسعة. ولهذا الغرض لا بد من أن تجرى وفق قانون عادل ومنصف بعيدًا عن المصالح الخاصة لبعض الكتل والأطراف السياسية، كما لابد من أن تراعى النزاهة والشفافية في مختلف مراحل إجرائها، ويتم الإشراف والرقابة عليها بصورة جادة بالتنسيق مع الدائرة المختصة بذلك في بعثة الأمم المتحدة".
وأضاف المرجع الأعلى، أن "الانتخابات المبكرة ليست هدفًا بحد ذاتها، وإنما هي المسار السلمي الصحيح للخروج من المأزق الراهن الذي يعاني منه البلد نتيجة لتراكم أزماته سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا وصحيًا وخدميًا وغير ذلك. فلابد من أن تتاح الفرصة للمواطنين بأن يجددوا النظر في خياراتهم السياسية وينتخبوا بكل حرية وبعيدًا عن أي ضغط من هنا أو هناك ممثليهم في مجلس النواب القادم، ليكون مؤهلاً للعمل باتجاه حلّ المشاكل والأزمات".
لم يصدر أي تعليق على المقال من الأطراف السياسية المقربة من إيران فيما اكتفت منصات "ولائية" بنفي صلة الكاتب بخامنئي
وحذر السيستاني، من "تعميق مشاكل البلد والوصول إلى وضع يهدد وحدته ومستقبل أبنائه، في حال حدوث مزيد من التأخير في إجراء الانتخابات أو إجراؤها من دون توفير الشروط اللازمة لإنجاحها بحيث لا تكون نتائجها مقنعة لمعظم المواطنين"، مشددًا أن "جميع الأطراف المعنية الممسكة بزمام السلطة في الوقت الحاضر ستندم على في حال حدوث ذلك".
اقرأ/ي أيضًا:
في أحدث ظهور للمرجع الأعلى.. الكاظمي يتلقى حزمة توجيهات من السيستاني