سياسة

طلبة العراق.. ممنوعون من التظاهر!

5 فبراير 2016
GettyImages-501077652.jpg
عوّض الطلبة الحضور الميداني في التظاهرات بالترويج لها على مواقع التواصل الاجتماعي (أحمد الربيعي/أ.ف.ب)
مصطفى سعدون
مصطفى سعدونصحفي من العراق

في الحادي والثلاثين من تموز/يوليو 2015، انطلقت في العاصمة بغداد تظاهرة شعبية للمطالبة بتوفير الخدمات وتحسين الطاقة الكهربائية في البلاد، في وقت كان العراقيون يُعانون من حرارة فصل الصيف. التظاهرة، التي انطلقت بدعوة من إعلاميين وناشطين مدنيين، شهدت غيابًا واضحًا لنشاطات طلبة الجامعات العراقية، بينما المعروف أن الاحتجاجات دائمًا ما تخرج من الجامعات، التي تكون الشرارة الأولى لأي انتفاضة أو نشاط جماهيري ساعٍ للتغيير.

نصح بعض الأساتذة الطلاب العراقيين بضرورة تأجيل خروجهم للتظاهرات لحين إبعاد أنظار الرافضين من المسؤولين فاكتفوا بالدعم الإلكتروني

هذه المرة اختلف الحال، ولم يكن هناك ظهور معلن للطلبة العراقيين في التظاهرات، حيث بقيت المشاركات على مستوى فردي لعشرات الطلبة لا أكثر، وليس على شكل تجمعات تخرج من أسوار الجامعات إلى الشارع. كل ذلك لم يكن طبيعيًا، وكان هناك شيء ما وراء هذا الصمت الطلابي.

"هناك من حذرنا من التظاهر، ولمح بأن التعليمات تقول، سيُحاسب من يُشارك في التظاهرات، لذلك بقينا ندعم التظاهرات من أماكن أخرى وعبر مواقع التواصل الاجتماعي فقط"، يتحدث طالب في جامعة بغداد. كان البلاغ الصادر من رئاسة جامعة بغداد، والقاضي "بمنع اعتصام الموظفين قرب رئاسة الجامعة، أثناء تظاهرات استمرت ثلاثة أيام للمطالبة بعدم قطع رواتبهم"، وتم اعتبار المخالف للأوامر متغيبًا عن الدوام الرسمي.

نصح بعض الأساتذة الطلاب بضرورة تأجيل خروجهم للتظاهرات في الأشهر الأولى، لحين إبعاد أنظار الرافضين من المسؤولين. هؤلاء الطلبة الذين كانوا ينوون الخروج بتظاهرات في ساحة التحرير ضد سوء الخدمات والفساد في البلاد، ظلوا مرابطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي لدعم التظاهرات واكتفوا بذلك. خوف الطلبة على مستقبلهم منعهم من المشاركة في التظاهرات بشكل علني، خاصة وأن الجامعات العراقية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، جزء من المؤسسات التي خضعت للمحاصصة، وهناك من يتبعون أحزابًا بعينها ويشعرون بأنهم تضرروا من التظاهرات، وقد يتخذون موقفاً سلبيًا من الطلبة المحتجين.

أصبح هُناك محرك آخر لأي حركة احتجاجية في العراق، إنه رجل الدين أو العشيرة أو الحزب، الذين يُحركون المجتمع أكثر مما تُحركه الجامعات

محمد جعفر، اسم مستعار، وهو طالب في الجامعة المستنصرية ببغداد، يقول لـ"الترا صوت": "بعض الأساتذة كانوا ينوون المشاركة في التظاهرات التي تشهدها البلاد، لكنهم شعروا بالخطر على مستقبلهم، فإن وصلت معلومة مشاركتهم إلى جهات نافذة في الدولة سيكونون في خطر، فكيف لا يخاف الطلبة؟".

شكّل غياب الطلبة عن التظاهرات التي يشهدها العراق، نقطة سلبية في آليتها، لكنها بكل تأكيد خطوة غير متعمدة، بل حكم الظرف العام بذلك. من ناحية الترويج والتثقيف والزخم العددي، ظهر غياب الطلبة، الذين عوضوا غيابهم الميداني بترويج إعلامي كبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي. في أوقات سابقة، كانت الجامعات، ليس في العراق فقط، بل في بلدان عربية أخرى مثل مصر، هي نقطة انطلاقة الشرارة الأولى لأي غضب شعبي، وكانت تُشكل لجان عديدة يقودها هؤلاء الطلبة، الذين كانوا يلعبون دورًا كبيرًا يبدأ ويختم أي حركة احتجاجية.

الآن، أصبح هُناك محرك آخر لأي حركة احتجاجية، إن وجدت، تبحث عن عدالة اجتماعية، إنه رجل الدين أو العشيرة أو الحزب، الذين يُحركون المجتمع أكثر مما تُحركه الجامعات. وهذا ما كانت تريده الأحزاب الحاكمة في العراق ووصلت إليه، لكن في حقيقة الأمر، ربما لن يطول هذا الوضع، فمشاركة الطلبة العراقيين في التظاهرات، عُرقلت بسبب الخشية على مستقبلهم الدراسي، من نفوذ أتباع الأحزاب السياسية الغاضبة من الحركة الاحتجاجية في مؤسساتهم وقد يتغير المشهد في قادم الأيام.

اقرأ/ي أيضًا:

العراق.. دقت ساعة الثورة؟

سياسيو العراق.. سوف نضحك

الكلمات المفتاحية

الصدر والمرجعية مقابل الكتائب والنجباء

بعد دعوات السيستاني والصدر.. كتائب حزب الله والنجباء تعلنان عدم تسليم السلاح

"سلاحنا لن يسلم إلا للمهدي" و"مهما كانت النتائج"


الحكومة العراقية تؤكد التواصل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية

"للإبلاغ عن الحوادث النووية".. غرفة طوارئ عراقية بانعقاد دائم وتواصل مع وكالة الطاقة الذرية

اجتماع لمتابعة إجراءات غرفة العمليات المركزية للطوارئ الإشعاعية والنووية وغرفة الطوارئ الإشعاعية في حالة انعقاد دائم


الحرب

الحرب على إيران.. العراق يرفع شكوى إلى مجلس الأمن ويتلقى تطمينات أميركية

تتواصل المواقف الرسمية العراقية الرافضة للحرب التي أعلنتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على إيران، مع استمرار الضربات والهجمات على مواقع عسكرية ونووية، مقابل التوعد الإيراني برد دموي


أصدر مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة بدورتها العادية (34) والقمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية بدورتها الخامسة، بيانها الختامية بعد انتهاء الاجتماعات المنعقدة في العاصمة بغداد. وتداول البيان بعنوان "إعلان بغداد" مواضيع عدة أبرزها الملف الفلسطيني، حيث أكد المجتمعون على "مركزية قضية فلسطين"، وطالبوا "بوقف فوري للعدوان الإسرائيلي على غزة"، داعين "جميع الدول لتقديم الدعم السياسي والمالي والقانوني للخطة العربية والإسلامية المشتركة لإعادة الإعمار في غزة"، مع "دعم الجهود الدبلوماسية للحث على

إعلان بغداد يؤكد "مركزية فلسطين والجزر الإماراتية المحتلة".. البيان الختامي للقمة العربية

إعلان بغداد يتناول قضايا سوريا ولبنان واليمن والسودان وليبيا والصومال

الدفع الالكتروني POS.jpg
اقتصاد

ارتفاع عدد البطاقات المصرفية في العراق إلى 22 مليون بطاقة

إجمالي المدفوعات الإلكترونية بلغ حوالي 1.37 ترليون دينار في شهر أيار/مايو 2025

الصدر والمرجعية مقابل الكتائب والنجباء
سياسة

بعد دعوات السيستاني والصدر.. كتائب حزب الله والنجباء تعلنان عدم تسليم السلاح

"سلاحنا لن يسلم إلا للمهدي" و"مهما كانت النتائج"


الحكومة العراقية تؤكد التواصل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية
سياسة

"للإبلاغ عن الحوادث النووية".. غرفة طوارئ عراقية بانعقاد دائم وتواصل مع وكالة الطاقة الذرية

اجتماع لمتابعة إجراءات غرفة العمليات المركزية للطوارئ الإشعاعية والنووية وغرفة الطوارئ الإشعاعية في حالة انعقاد دائم

الخطوط الجوية في البصرة
منوعات

موقف الأجواء العراقية.. الخطوط الجوية المحلية تستأنف رحلاتها في مطار البصرة فقط

الخطوط الجوية العراقية تستأنف رحلاتها من مطار البصرة الدولي خلال النهار مع استمرار إيقاف حركة الطيران في المطارات الأخرى

الأكثر قراءة

1
سياسة

الحرب على إيران.. العراق يرفع شكوى إلى مجلس الأمن ويتلقى تطمينات أميركية


2
مجتمع

تقارير برلمانية تؤشر ازدياد حالات التسمم الغذائي لمرتادي المطاعم وطالبي "الدلفري"


3
أخبار

الصدر يؤكد على مقاطعة الانتخابات: الميليشيات لم تحل.. والسلاح المنفلت ليس بيد الدولة


4
أخبار

طائرات مسيرة تسقط في كركوك وأربيل.. واحدة قرب الحشد وأخرى بمحيط المطار


5
أخبار

إقالة محافظ بغداد.. الحمداني يعتبر الجلسة "بلا قيمة" وائتلاف المالكي رافض "بشكل مطلق"