14-أغسطس-2020

تفاعل عراقي كبير ضد خطوة الإمارات في إعلانها العلاقات رسميًا مع إسرائيل (فيسبوك)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

لم تهدأ وسائل التواصل الاجتماعي على الصعيد الشعبي في العراق والوطن العربي عمومًا، منذ يوم أمس، عندما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من مكتبه، توصل الإمارات لاتفاق "تاريخي" كما وصفه، مع "إسرائيل".

سخر الكثير من المعلقين في العراق من جملة "تعزيز السلام"، فيما إذا عُرضت على حقيقة انعدام أي محاولات عسكرية إماراتية للتعرض إلى إسرائيل أو تهديد أمنها

وفي اتصال هاتفي ثلاثي جرى بين ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ومحمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي، ونائب القائد العام للقوات المسلحة الإماراتية، اتفقت الأطراف الثلاثة على مباشرة العلاقات الثنائية الكاملة بين إسرائيل والإمارات، حسب ما جاء في بيان مشترك نشرته وكالة الأنباء الإماراتية "وام".

اقرأ/ي أيضًا: رسميًا.. العلاقات الإسرائيلية الإماراتية إلى العلن

ووصف البيان هذه الخطوة بـ"الإنجاز الدبلوماسي التاريخي"، معتبرًا أنه "سيعزز من السلام في منطقة الشرق الأوسط"، فيما أكد أن "الوفود من الامارات واسرائيل ستجتمع خلال الأسابيع المقبلة لتوقيع اتفاقيات ثنائية".

ردود فعل غاضبة وأخرى ساخرة، ضد الخطوة الإماراتية، فبينما اعتبر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي من مختلف الدول العربية فضلًا عن العراق، بأن هذه الخطوة هي طعنة وخيانة لفلسطين، سخر الكثير من المعلقين على هذا القرار من جملة "تعزيز السلام" التي وردت في البيان المشترك، فيما إذا عُرضت على حقيقة انعدام أي محاولات عسكرية إماراتية للتعرض إلى إسرائيل أو تهديد أمنها، وكتب الناشط العراقي بهاء كامل على صفحته في "فيسبوك"، أن "دولة الإمارات المتحدة ترفع قاذفة الصواريخ العابرة للقارات من الشارجة وعجمان، مضيفًا "يذكر أنها كانت موجهة على تل أبيب وتهدد قلب إسرائيل بالدمار الشامل"، فيما كتب في منشور آخر ساخرًا أن "تل أبيب تشعر بالأمان الليلة".

وعن ترحيب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالاتفاقية الإماراتية - الإسرائيلية، التي قال إنها "الاتفاقية التي سينعم بفضلها الشرق الأوسط بالسلام"، علّق المدون العراقي علي المياح ساخرًا "على اعتبار أن الفرق الإماراتية المجوقلة كانت تحاصر تل أبيب". 

 

وكتب الباحث والكاتب العراقي، علاء اللامي، منشورًا قال فيه إنه "لا عيال زايد ولا السيسي هم مَن يقررون مصير القضية الفلسطينية والحرب والسلام بالمنطقة، بل هم عيال فلسطين ومعهم شعوبها".

أضاف اللامي في تعليق على منشوره، أن "عبد الفتاح السيسي نسي أن الشعب المصري العظيم هو الذي دفن التطبيع باكرًا رغم وجود "معاهدة السلام" الخيانية الساداتية مع "إسرائيل" وتحولت السفارة الصهيونية في القاهرة إلى بيت أشباح لا شغلة ولا مشغلة، وكان أول عمل قام به المنتفضون ضد حكم مبارك هو أنهم أحرقوا هذه السفارة، مضيفًا "السيسي الذي يلوذ باسم وذكرى الانتفاضة الشعبية ضد مبارك يتناسى كل ذلك فيعلن اليوم أنه يثمن خيانة عيال زايد لأنها ستحقق الازدهار والاستقرار في المنطقة". 

 

 

وكتب الكاتب شعلان شريف، أنه "بعد سبعين سنة من الحروب الطاحنة اختارت الإمارات أن تعقد اتفاقية سلام مع إسرائيل. الآن يمكن للإماراتيين أن ينفضوا أعباء الحرب عن كاهلهم ويتفرغوا لبناء المولات والأبراج الشاهقة، مضيفًا "جائزة نوبل للسلام ستذهب إلى ولي العهد MBZ مناصفة مع نتنياهو... أو بالأحرى مثالثة مع نتنياهو وترامب... وبدوره، وإثباتًا للكرم العربي المعهود، سيحتفظ MBZ بثلث الثلث ويعطي ثلثي الثلث إلى إيفانكا وبعلها".

لكن الكاتب نصير غدير رأى في منشور له أن "نكسة حزيران 1967، شكّلت كل نوازع الضمير القومي العربي، ولا أقصد بالضمير القومي النزعة القومية الآيديولوجية، بل أقصد الهوية الثقافية والسياسية للمجتمع العربي، وهي العتبة التي تمت محاكمة كل المواقف في السبعينيات والثمانينيات وحتى تسعينيات القرن المنصرم على صنجتها، حتى إن كامپ ديفيد، واتفاق أوسلو، تم الرد عليهم انطلاقًا من آلام هذا الجرح".

استدرك غدير "لكن كل من يتابع تحولات النوازع في الضمير العربي في العقود الثلاثة الأخيرة، وتشكلات الضمير القومي لدى الأجيال الجديدة، يعرف أن غزو العراق من قوى الغرب عام 1991 والذي في نظري يمثل سيادة القطب الواحد بطريقة أكثر تمفصلًا من انهيار جدار برلين عند العرب وفي قواعد الاشتباك الدولية عمومًا، سيعلم أن العرب صاروا ينطلقون من هذا الجرح".

وأضاف "ماذا جرى وقتها؟! أُسقطت الوحدة العربية، وفلسطين فكرتها العاصمة، بتوجيه الحراب العراقية ضد الكويت، ثم توجيه الحراب العربية والدولية ضد العراق، بعدها انطلقت مدن الملح كما يسميها منيف، لتكون مدن الأبراج الشاهقة، والعواصم الشتوية للوردات رأس المال الغربي، وتم تحطيم الإيمان بقضية الوحدة وعاصمتها، وصار هناك جيلان يصطرعان، وضميران ينقض بعضهما بعضًا، من متمسك بالاستقلال والكرامة ورفيقهما الفقر والتفرقة، ومن راغب بالالتحاق بركب العبيد ليلبس الجواهر على عنقه، مبينًا "لاحظ أن العرب حينها استبدلوا العراق بإسرائيل كعدو أوَّل. لاحظ أنهم يستبدلون إيران بالعراق وإسرائيل اليوم، هذه ليست لحظة 1967، هذه لحظة 1991".

لفت غدير إلى أن "تحديث عتبة الصدمة الأخلاقية، وقراءة 1967 في ضوء 1991 وبالعكس، وكيف قادتنا الأولى إلى الثانية، وكيف حلت الثانية بالأولى، هو من مهمة المثقف القيادي العربي، ليضع الأمة على طريقها القويم، وتستعيد المبادرة بمعادلة كرامة + تنمية".

 

 

وتصدر وسم "التطبيع خيانة"، الترند العربي والعراقي، كُتبت من خلالها مئات آلاف التغريدات الرافضة للخطوة الإماراتية. وعلى الرغم من الغضب والرفض الواضح، إلا أن السخرية طغت على ردود الفعل، في إشارة إلى التقليل من أهمية الحدث، وأن الخطوة لم تأتِ بجديد على صعيد سياسة الإمارات، بل إن آراء عِدّة، رأت إيجابية انتقال الإمارات بهذه السياسة إلى "العلن" وكشف الأوراق.

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

اتفاق الإمارات وإسرائيل: في معنى الإعلان عن المعلن

بعد اتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي.. كيف ستبدو الخطوة القادمة؟