11-أغسطس-2019

حددت أغلب العوائل العراقية وجهات سفرها في عطلة العيد منذ الأسبوع الماضي (Getty)

تستعد آلاف العائلات العراقية ومجاميع الشباب، بالتزامن مع بدء عطلة عيد الأضحى، لمغادرة البلاد قاصدين دول الجوار جماعات تلو أخرى للسياحة و"هربًا" من درجات الحرارة العالية التي تكاد تلامس نصف درجة الغليان، مع تردي الكهرباء والخدمات الأساسية الأخرى، الأمر الذي أثر بشكل لافت على حركة التبضع في أسواق العاصمة بغداد وبقية المحافظات، حيث لجأ أغلب العراقيين إلى ادخار الأموال للإستفادة منها للسياحة.

منافسة محتدمة.. هذه وجهة العراقيين

كانت الأمانة العامة لمجلس الوزراء، قد حددت في 6 آب/أغسطس 2019، أيام عطلة عيد الأضحى، في الدوائر الرسمية، سبقتها شركات السياحة والسفر بتنافس كبير على إغراء العراقيين بعروض متنوعة، خاصة وأن العيد سيأتي في ذروة أشهر السنة السياحية، فيما شهدت شوارع بغداد مئات اللافتات الملونة التي تحث العراقيين على السفر وقضاء عطلة العيد في عدة دول، أبرزها تركيا وإيران ولبنان، فضلًا عن الإعلانات التي تضج بها مواقع التواصل الاجتماعي للغرض ذاته.

بدأ عشرات آلاف العراقيين رحلات سياحية إلى شمال البلاد ودول الجوار خاصة إيران وتركيا لقضاء عطلة العيد بعيدًا عن درجات الحرارة المرتفعة ونقص الخدمات

وأعلنت الأمانة في بيان مقتضب، إن عطلة عيد الأضحى ستبدأ اعتبارًا من الأحد 11 آب/أغسطس ولمدة 5 أيام، تنتهي الخميس، الأمر الذي أعطى أربعة أيام إضافية لتكون أيام العطلة الرسمية 9 أيام.

يقول مصطفى الشمري، صاحب شركة سياحة، في حديث لـ "الترا عراق"، إن "وجهات سفر أغلب العوائل العراقية في عطلة العيد، كانت قد تحددت منذ الأسبوع الماضي"، مبينًا أن "أغلب حجوزات السفر قصدت تركيا وإيران، وتعتبر الأخيرة محط أنظار العراقيين وخاصة سكان المحافظات الجنوبية لرخص الاسعار في ظل الحصار الاقتصادي على طهران وقوة الدينار والدولار أمام التومان الإيراني، بالتزامن مع تراجع الليرة التركية أيضا أمام الدولار".

اقرأ/ي أيضًا: أمن بغداد في العيد.. خطة "مرنة" من مرحلتين وتحذيرات للمواطنين

أضاف الشمري، أن "الـ24 ساعة الماضية شهدت عبور أكثر من 15 الف سائح عراقي برًا إلى تركيا"، مبينًا أن "شمال العراق يشهد اقبالًا كبيرًا من قبل السائحين هو الآخر، وقد تحركت قوافل كبيرة من شاحنات الشركات السياحية صوب مصايف إقليم كردستان"، لافتًا في الوقت عينه إلى أن "الدول الأخرى مثل لبنان وسوريا وأذربيجان وماليزيا وجورجيا، احتلت مراكز بعيدة وفق أعداد العراقيين الذي سيذهبون للسياحة في عطلة العيد هذا الأسبوع".

الدولار بوصلة السائحين!

من جانبه يقول يوسف محمد، صاحب شركة سياحة، إن "سعر صرف الدولار مقابل عملات بعض الدول المجاوة أبرزها إيران وتركيا، هو الذي حسم أمر الكثير من العائلات العراقية والشباب للسفر اليها".

وأضاف في حديث لـ "الترا عراق"، أن "إقليم كرستان وقبل أن تشهد كل من إيران وتركيا عقوبات اقتصادية أضرت بعملتيهما الوطنية، كان متفوقًا بعدد السياح من المحافظات المختلفة وأبرزها العاصمة بغداد، في العطل الصيفية وعطل الأعياد، لكنه فقد تلك الأفضلية بعد أن تكلفة السفر إلى الدول المذكورة تساوي تقريبًا متوسط الإنفاق للفرد الواحد في كردستان العراق".

وتعاني العملة الإيرانية تراجعًا غير مسبوق في قيمة الريال أمام الدولار الأميركي، منذ أعاد ترامب فرض العقوبات على إيران إثر انسحابه من الاتفاق النووي 18 أيار/مايو 2018، حيث وصل سعر صرف الـ 100 دولار أميركي مقابل الى 1,415,000 ريال.

غادر 15 ألف سائح عراقي إلى تركيا برًا خلال يوم واحد، فيما اتجه عشرات الآلاف نحو إيران معتمدين على ضعف الريال والليرة أمام الدولار الأمريكي

الليرة التركية هي الأخرى ليست أفضل حالًا أمام العملة الأميركية، حيث خسرت مطلع العام الجاري 3 في المئة من قيمتها، ووصلت قيمة الدولار الأميركي الواحد إلى 5.6300 ليرة، الأمر الذي دفع السائحين العرب ومنهم العراقيون، إلى التدفق نحو تركيا بشكل كبير عبر شركات النقل البري والبحري والجوي، لترفع الأخيرة طاقتها الاستيعابية، من أجل نقل ملايين السائحين خلال الأسبوع المقبل تزامنًا مع عطلة  عيد الأضحى.

يقول رئيس اتحاد ناقلي الحافلات التركية مصطفى يلدريم: "أضيفت 10 آلاف رحلة خلال عطلة العيد في مختلف الولايات التركية، والتذاكر شارفت على الانتهاء"، مشيرًا إلى أنه "خلال فترة العيد سيتم نقل مليون مسافر عبر الحافلات"، مضيفًا أن "أعداد الرحلات اليومية وصلت إلى 27 ألف رحلة، والهدف هو نقل 10 ملايين مسافر خلال فترة العيد"، بحسب وكالة "الأناضول" التركية الرسمية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

العاصمة تتعافى: لأول مرة يستقبل البغداديون عيدًا بمزايا "فريدة"

حفلات الموت المستمر.. العراقيون يحيون أعيادهم عند المقابر