26-مارس-2019

وزير النقل يجازف بأرواح نحو 200 شخص (وزارة النقل)

الترا عراق - فريق التحرير

شهدت الأجواء العراقية، منذ ليلة الأحد 24 آذار/مارس وحتى اليوم، اضطرابات جوية تمثلت بعواصف رعدية وموجات أمطار وسط تحذيرات من سيول استعدت لها أغلب محافظات البلاد، لكن ذلك لم يمنع وزير النقل عبد الله العيبي من التلاعب بوجهة طائرة تقل نحو 200 شخص في أجواء خطرة لمصلحة خاصة.

تلاعب وزير النقل عبد الله لعيبي بوجهة رحلة للخطوط الجوية العراقية تحمل نحو 200 شخص كان يفترض أن تهبط في أربيل أولًا حين وجهها نحو بغداد ليضمن وصوله رفقة وفد حكومي

فبالتزامن مع استنفار الجهود وتشديد التحذيرات من أحوال جوية قاسية تواجه البلاد، ساد القلق، الأحد، حول مصير العشرات في مطار أربيل، بعد أن تأخرت رحلة للخطوط الجوية العراقية قادمة من مدينة ميونخ الألمانية، كان من المفترض أن تصل في حدود الساعة العاشرة مساءً، على متنها عوائل كردية.

اقرأ/ي أيضًا: الموصل تبتلع طفلًا جديدًا.. والطقس يقود "كابوس الانهيار"!

يقول أحد ركاب الطائرة في حديث لـ "ألترا عراق"، إن "رحلتنا من مدينة ميونخ الألمانية بطائرة الخطوط الجوية العراقية، كان على متنها وزير النقل عبدلله لعيبي ومدير الخطوط الجوية العراقية عباس ناصر، ونحو 200  شخص بينهم نساء وأطفال"، مبينًا أن "الرحلة كان يفترض أن تصل أولًا إلى مطار أربيل، عند العاشرة مساءً، حيث وجهة العوائل والمدنيين، ثم تقل وزير النقل والوفد الحكومي إلى بغداد".

لكن ركاب الطائرة فوجئوا بتغير مسار هبوط الطائرة قبل الوصول إلى مطار أربيل، برغبة من وزير النقل عبد الله لعيبي، ومن رافقه من الشخصيات من ضمنهم مدير الخطوط الجوية العراقية، وفق شهادات مسافرين على متنها، حيث وجه الوزير، قائد الرحلة بتحويل مسارها إلى بغداد أولًا، ليضمن وصوله أولًا على حساب عشرات العوائل، دون إعارة اي اهتمام لاعتراضهم.

يبين راكب آخر لـ "الترا عراق"، أن "الطائرة ضجت باعتراض الركاب وامتعاضهم من تغير مسار الهبوط بعدما كان مقررًا أن تحط أولًا في مطار أربيل، ولكن لم يستجب لاعتراضاتهم أحد، حتى وصلت مطار بغداد الساعة 12 عشر ليلًا، وغادرها الوزير لعيبي ومدير الخطوط الجوية ومرافقيهم، لتعود للإقلاع بعد نصف ساعة قاصدة مطار أربيل"، مشيرًا إلى أن "الركاب حملوا بعد ذلك كابتن الطائرة مسؤولية ما جرى، وما قد يحدث من كارثة، بعد أن وضعهم التأخير في قلب العاصفة وأسوأ الأوضاع الجوية".

كابتن الطائرة رد من جانبه، وفق شهادات الركاب، بأنه تلقى أوامر بتغيير مسار الرحلة ليتسنى للوزير والوفد الحكومي الوصول أولًا، فلم يكن أمامه خيار إلا الامتثال، فيما أكد أحد ركاب الطائرة أن مدير الخطوط الجوية عباس ناصر قال حين هم بمغادرة الرحلة في بغداد،: "نحن آسفون، ولكن هل تريدون منا النزول بمطار أربيل ومن ثم التوجه إلى مطار بغداد؟".

فيما أظهرت مقاطع مصورة وصور حصل "الترا عراق" على نسخة منها، استياء العوائل من فعل وزير النقل خلال انتظارهم في مطار بغداد، قبل أن تقلع الطائرة مجددًا نحو أربيل لتصل بعد منتصف الليل، حيث كان العشرات من ذوي الركاب ينتظرون بقلق بالغ. ولم تعلق وزارة النقل على الحادثة، كما لم ترد على اتصالات لـ "الترا عراق"، لطلب توضيح بشأن ماجرى على متن الرحلة.

مدير الخطوط الجوية العراقية على متن الرحلة

والحادثة ليست الأولى من نوعها، حيث منعت سلطة الطيران المدني في آذار/مارس 2014 طائرة لبنانية من الهبوط في مطار بغداد، لعدم انتظار نجل وزير النقل آنذاك، هادي العامري، حيث أعلنت شركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية، أن إحدى طائراتها المتجهة إلى بغداد عادت إلى بيروت بعدما تبلغت من السلطات العراقية أنها ممنوعة من الهبوط ما لم يكن نجل وزير النقل على متنها، مشيرة إلى أن الأخير تأخر عن موعد اقلاع الرحلة.

تصرف الوزير وضع الطائرة في قلب العاصفة لتتخلف عن موعد وصلها إلى أربيل بساعات، دون أي توضيح من الوزارة حتى الآن

وعلى إثر ذلك أمر رئيس الوزراء آنذاك، نوري المالكي، بـ"طرد ومحاسبة كل من تثبت مسؤوليته عن إعادة الطائرة اللبنانية"، في حين أكدت وزارة النقل أن إعادة الطائرة كان لأسباب فنية بالمدرج. فيما لم تثتب محاسبة أحد بشأن الحادثة حتى الآن.

وكان الإهمال وسوء الإدارة وعدم الاكتراث لحياة الناس، قد تسبب قبل أيام بمقتل العشرات غالبيتهم نساء وأطفال في حادثة غرق عبارة الجزيرة السياحية بمدينة الموصل، حيث ساد الخوف وسط ركاب رحلة الخطوط الجوية من تكرار سيناريو حادثة العبارة، ووقوع شبيهتها أثناء العودة بسبب تقلب أحوال الطقس، بحسب أحد المسافرين. 

وكان وزير النقل عبداالله لعيبي، قد ترأس الأربعاء 20 آذار/مارس وفدًا ضم عددًا من الشخصيات الرسمية والنواب إضافة إلى مسافرين، على متن أول رحلات الخطوط الجوية العراقية التي انطلقت من بغداد إلى مدينة ميونخ الألمانية، في خطوة توسعية، بحسب الموقع الرسمي للوزارة.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

شوارع العراق.. فوضى برعاية السُلطة

شوارع بغداد.. خرابٌ وفوضى