حرص الشاعر والقاص العراقي قاسم سعودي على تعليم الأطفال كتابة القصة القصيرة للطفل، وأطلق في العاصمة العراقية بغداد فعاليات مشروع "تعال نكتب في بغداد" عبر إقامة ورش عمل تخصصية تتضمن ملامسة أهم الخصائص والوسائل الفنية والجمالية في تعلم فن القصة القصيرة للطفل، من خلال تنشيط ذائقته الجمالية والإبداعية وتحفيزه على الكتابة والإنتاج.
أطلق الشاعر والقاص العراقي قاسم سعودي ورشة كتابة للأطفال تحت عنوان: "تعال نكتب في بغداد"
وقال سعودي لـ"الترا صوت": "الحماس والفرح الذي تلمسته من طلاب وطالبات المدارس التي أقيمت فيها ورش الكتابة قد حققت جانبًا مهمًا من أهداف الورشة، حيت تفاعلوا بشكل كبير مع الورشة وكتبوا نصوصًا جيدة تتضمن العديد من الأفكار الإنسانية والجمالية".
وبحسب سعودي، فإن "النصوص المنتجة من الطالبات والطلبة المشاركين في الورش، تميزت بتناولها العديد من العوالم الشعورية والنفسية والإنسانية المتنوعة المناهضة لثقافة العنف والمحفزة على حب الوطن والإنسان والقيم التربوية والسلوكيات الإيجابية المثمرة".
وأكد أن "الالتزام بالموضوعية وروح المعاصرة وبمفردات المعرفة التنويرية في الموروث الحضاري للأمم وما يصاحبها من بهجة التنوع والوعي والمغايرة والتطلع، هي دلالات الأفق الأوضح والأذكى، في جذب هذه العقول الفتية صوب مضمار التلقي والكتابة والإنتاج، وخصوصًا مع سيادة صيغة المقالة على بعض ما يكتب في أدب الطفل، وما يتبعها من دلالات الوعظ وخطاب الإرشاد المباشر، وكأن الطفل سبورة بيضاء قابلة للمحو والمغامرة الكتابية والأفكار الجاهزة".
وتابع قائلًا: "أدب الطفل ليس حقلًا للتجريب، بمقدار ما هو أمانة كتابية تتشكل من حساسية إنسانية صادقة، تتفاعل بوعي مع ذكاء الطفل وتطور وعيه وخياله". وأشار إلى "قلة الملتقيات النقدية الخاصة بأدب الطفل والورش والأمسيات الخاصة بالأطفال، الذي يكتبون القصة من أصحاب المواهب وغيرهم من الأطفال، قد يكون ملمحًا واضحًا في المشهد الثقافي العربي رغم الجهود المبذولة بهذا الشأن".
أدب الطفل ليس حقلًا للتجريب، بمقدار ما هو أمانة كتابية تتشكل من حساسية إنسانية صادقة
وبين سعودي أن "الجهود التي أرى أن توجه بوصلتها نحو ضرورات تفاعلية أكثر وأعمق، وأقصد هنا إعطاء مسافة أكبر لحلقات نقاش عملية يشارك بها الأطفال أنفسهم، أطفال يكتبون، أطفال يناقشون، أطفال ينقدون، ثلاثية جمالية ستعمل بلا شك على خلق المناخ الإبداعي الكفيل بتطوير أدائهم القصصي والإنساني والمجتمعي، وهذا ما استطعنا أن نحققه في خطوتنا الأولى من مشروع "تعال نكتب في بغداد"، وهو مشروع شخصي مجاني نود أن نعممه على مدارس بغداد والعراق من خلال التعاون مع مديريات التربية والقائمين على الشأن الثقافي الخاص بالطفل.
يذكر أنّ قاسم سعودي شاعر وإعلامي من العراق، له عدة مجموعات شعرية منها: "رئة ثالثة" "مصباح مغلق" "ما لم يره الراكض". وفي أدب الطفل صدرت له مجموعة قصصية بعنوان "حكايات الدرهم الذي كان يغني" و"الفراشة التي تعشق الطيران".
اقرأ/ي أيضًا: