07-أبريل-2019

تسعى واشنطن لتخفيف تواجدها الدبلوماسي في العراق (Getty)

تدرس إدارة دونالد ترامب في الولايات المتحدة تقليص تمثيلها الدبلوماسي في العراق وأفغانستان كجزء من جهد أوسع لإنقاذ الولايات المتحدة من الصراع المميت والدامي الذي استمر 18 عامًا، وفقًا لمسؤولي الولايات المتحدة الأمريكية، وتحويل الجهد لمنافسة "القوى العظمى".

كشف مسؤولون أمريكيون عن خطط للإدارة الأمريكية لتخفيض تمثيلها الدبلوماسي في العراق تمهيدًا لتركيز جهودها على منافسة روسيا والصين

حيث تستعد وزارة الخارجية الأمريكية، بحسب تقرير نشرته مجلة فورين بوليسي ترجمه "الترا عراق"، إلى خفض عدد الدبلوماسيين الأمريكيين الذين تم نشرهم في كابول في عام 2020 إلى النصف، وفقًا لما ذكره ثلاثة مسؤولين أمريكيين على دراية بالمداولات الداخلية. وقد تقدمت أيضًا خططًا لتقليص عدد الدبلوماسيين الذين يتم إرسالهم إلى السفارة الأمريكية في العراق، حيث تنهي واشنطن كل ما يتعلق بالشرق الأوسط وجنوب آسيا، وتبدأ بالتحضير لما تسميه حقبة "منافسة القوى العظمى" مع الصين وروسيا.

اقرأ/ي أيضًا: ترامب "يفتح النار" على قواته في العراق مجددًا

تتزامن المداولات والتقييمات مع محادثات السلام الأمريكية مع طالبان حول كيفية سحب القوات العسكرية الأمريكية من أفغانستان.

بعد التدخلات العسكرية التي حدثت في كل من كابول وبغداد، أصبحت السفارات الأمريكية في كلا العاصمتين تتضخم كبؤرة استيطانية، لتكبر شيئًا فشيئًا وتصبح من أكبر البعثات الدوبلوماسية في العالم. لا يمثل الدبلوماسيون سوى جزء من موظفي السفارة في كل من بغداد وكابول، والذين هم مسؤولين من وكالات فيدرالية مختلفة، أما باقي البعثة، فهم من المقاولين وموظفي الأمن.

في فبراير/شباط، نشرت الإذاعة الوطنية العامة، هي مؤسسة إعلامية غير ربحية أمريكية تمول بشكل سري وعلني وتعتبر شبكة وطنية تحوي 900 محطة إذاعية عامة في الولايات المتحدة الأمريكية تأسست عام 1971 ويقع مقرها الرئيسي في واشنطن، وثيقة داخلية مسربة من السفارة الأمريكية في كابول وصفت "البؤرة الاستيطانية" بأنها كبيرة للغاية وحثت على "مراجعة شاملة" لحجمها، على الرغم من أن الوثيقة لم تحدد حجم التخفيضات المقترحة.

تواجد وزارة الخارجية في أفغانستان يتضاءل مقارنة بتواجد الجيش الأمريكي، لكن السفارة في كابول، إلى جانب السفارة في بغداد، تشكلان حجمًا لا يتناسب مع ميزانية الدولة وموظفيها مقارنة بالسفارات في أجزاء أخرى من العالم. يعتقد بعض الدبلوماسيين أن الوقت قد حان لتحويل هذه الموارد إلى مكان آخر.

وقال مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية طلب عدم الكشف عن هويته "نسمع بانتظام من أفريقيا أننا عددنا يفوق الدبلوماسيين الصينيين العاملين في القضايا الاقتصادية أو غيرها من القضايا". واضاف "لا يمكننا الاستمرار في تركيز كل هذه الأموال في أفغانستان والعراق".

قال المسؤول أيضًا، إن "المسالة تخص سؤال آخر، وهو: أين يمكننا أن ننشر أفضل مواردنا لتجنب فقدان المزيد من المنافسين لكبار، المنافسين الصاعدين بسرعة لا يمكننا فهمها".

تضع الخطط قيد النظر إلغاء 20 إلى 30 وظيفة دبلوماسية هذا العام من العراق، حيث تضم البعثة الدبلوماسية الأمريكية السفارة في بغداد والقنصلية في أربيل. وقال اثنان من المسؤولين الأمريكيين، إن "ما يصل إلى 30 - 50% من المهمة في العراق يمكن أن تقطع في عام 2020، وتقديم تفاصيل عن الخطط التي كانت تعمل منذ أشهر".

تضم السفارة الأمريكية في بغداد حوالي 16000 موظف، 2000 منهم دبلوماسيون، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز في شباط/فبراير والذي حدد بعض الخطط. لكن لا تناقش وزارة الخارجية علنًا عددًا محددًا من الموظفين في السفارات أو القنصليات لأسباب أمنية، وفقًا لمتحدث باسم وزارة الخارجية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية في رد بالبريد الإلكتروني على الأسئلة المتعلقة بالتخفيضات المقترحة في أفغانستان والعراق،: "تقوم الإدارة بانتظام، بمراجعة وجود موظفينا في بعثاتنا الخارجية لتعكس الظروف المتغيرة وأهداف سياستنا". واضاف "سفاراتنا تشارك في مراجعات منتظمة لضمان أن تكون مزودة بالموظفين المناسبين".

تضم السفارة الأمريكية وسط بغداد 16 ألف موظف منهم ألفي دبلوماسي، كما يؤكد مسؤولان أن 50% من مهام السفارة يمكن أن تنتهي العام المقبل

أكد المتحدث بالقول،: "نحن لا نتخلى عن العراق والسفارة الأمريكية في بغداد، وستواصل قنصليتنا في أربيل المشاركة النشطة في العراق"، مضيفًا أن السفارة "أكملت للتو تمرينًا لضمان توفير موظفين مناسبين لتنفيذ مهمتنا في العراق".

 

اقرأ/ي أيضًا:

القوات الأمريكية تطلب دعم عشائر السنة مقابل تسليحهم بعيدًا عن الحشد الشعبي

رسالة سرية.. ماذا أراد سليماني من القوات الأمريكية في العراق؟