14-مايو-2022

الترا عراق - فريق التحرير

في مقال ناري، توقع مهند نعيم مستشار رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، مستقبلاً مظلمًا للبلاد عبر "مشروع الأقلمة"، حيث هاجم الأطراف السياسية والدينية والجماعات المسلحة التي تدير السلطة في العراق.

ورسم نعيم في مقالته التي نشرها على حسابه الرسمي في فيسبوك، وتوقع متابعون حذفها سريعًا إثر الجدل الذي ستثيره، سيناريو يقوم على تقسيم العراق إلى ثمانية أقاليم أطلق عليها تسميات باللهجة العراقية.

توقع مستشار رئيس الحكومة تقسيم العراق إلى ثمانية أقاليم تحكمها العشائر ورجال الدين والميليشيات والعوائل 

وقال نعيم، إنّ ثلاثة من هذه الأقاليم ستقع في جنوب البلاد أحدها لـ "المعارك العشائرية والنهب" في "البصرة وميسان وذي قار والمثنى"، والآخر لـ "الفقر والجهل" يضم بابل والديوانية وواسط، وثالث لـ "اللطم والتجارة بالموت والنعي وبيع الأكفان وماء الورد على المقابر، وتوزيع البكاء والحزن على زائري الإقليم مقابل مبالغ مهولة تكدس في بريطانيا لصانعة الكراهية"، في إشارة إلى المرجعية الدينية، مبينًا أنّ هذا الإقليم سيشمل "النجف وكربلاء".

11

 

وأضاف نعيم، أنّ الرابع يمثل العاصمة بغداد "ليكون مرتعًا للمراقص والملاهي والمياعة وبنات الليل والخمارة، بحجة التحضر والتمدن"، مشيرًا إلى أنّ "عصابات الجهاد في الجادرية وزيونة وأخواتها، هي التي تتحكم بهذه الدعارة، حتى باتت تستورد الداعرات من سوريا ولبنان وربما أوكرانيا قريبًا، نصرة للمذهب".

الإقليم الخامس، وفق نعيم هو "إقليم الرعيان"، مشيرًا إلى أنّ المقصود به هو إقليم الأنبار، الذي يتسم بالجلافة والدكتاتورية وقمع الحريات والبداوة المبطنة، والتي تتمكيج بالحرية والتعددية العشائرية، وليس الإنسانية، وتطمح كثيرًا لقيادة العراق بدون مؤهلات سوى قدرتها على مسح كالوش الأغا"، على حد وصفه.

2

 

وتابع نعيم، أنّ الإقليم السادس، يشمل ديالى وكركوك "اللتان تعانيان من فقدان الهوية وتعتمدان على منابع الجارة من المياه، لإنعاش البساتين من جهة، وتهريب النفط ومشتاقاته إلى أفغانستان من جهة أخرى"، فيما يضم السابع "صلاح الدين والموصل، يعتمد على خيلاء الماضي وصراعات الحاضر بين سامراء وتكريت من جهة، وبين مركز الموصل والجزيرة من جهة أخرى، لتكون المحصلة هي مجرد عوائل تافهة غنية تتحكم بمصير هذا الإقليم، رغم بروز سراق الأبقار في صلاح الدين ولاحسي بساطيل حامي الأعراض في نينوى".

ولم يوفر نعيم إقليم كردستان من هجومه اللاذع، وقال إنّ "الإقليم هو الثامن، ويطمح أن يكون دولة مثل إسرائيل، ترقص على جراح حلبجة ورانية وشاندري وسيد صادق وغيرها، لتوهم القرويين في الجبل هناك أنّها القيادة المنقذة، رغم أنّ تاريخها مفعم بالتهريب و(القچقچية) إلى يومنا هذا، وقد غمرها الجوع والعنصرية والتعصب القومي، ونهب بقايا الحواسم والبعث الصدامي من سيارات وأملاك ومخازن التجارة إلى يومنا هذا".

2

 

وأكّد مستشار الكاظمي، أنّ حديثه "سيغضب الجميع"، مؤكدًا أنّ "هذه هي الحقيقة المرة التي حاول الجميع دفنها، واستعباد الشباب القادم بغية تركيعهم وكسر قدراتهم وآمالهم للعيش بعبثية وفوضوية ولكن بدون جدوى"، مشددًا أنّ "الشباب الواعي قادم لا محال، وسيمزق خيوط العنكبوت السياسي العميل، وإن كره عباد الدعم الخارجي"، فيما ختم مقاله باسم "عبد العراق الكربلائي".

وهذه ليست المرة الأولى التي يخرج فيها مستشار رئيس الحكومة على السياق الدبلوماسي في تصريحاته، إذ نشر سابقًا، عدة مقالات أثارت جدلاً واسعًا، لكنه اضطر لاحقًا إلى حذفها.

3

 

وحصدت مقالة نعيم مئات التعليقات، التي استغرب بعض كتابها من الصراحة المفرطة التي استخدمها المستشار، فيما انتقد آخرون صدور مثل هذا الحديث من شخصية تمارس عملاً رسميًا حكوميًا، وعدّوها "إساءة" لمكونات الشعب العراقي.