يقلق فيروس كورونا المستجد خبراء الصحة وعلم الأحياء حول العالم بسبب سلوكه المتغيّر وقابليته على التطور، ويؤكد العديد من المتخصصين أن الغموض ما زال يكتنف الفيروس لناحية التكاثر والانتقال والفعاليات التي تحدث عند دخوله جسم الإنسان.
منظمة الصحة العالمية أقرت في الفترة الأخيرة أن انتقال فيروس كورونا عبر الهواء غير مستبعد في حالات معينة
مطلع تموز/يوليو الحالي، نشرت جامعة أكسفورد رسالةً حذّر فيها 239 عالمًا الجهات الصحية فضلًا عن منظمة الصحة العالمية من قدرة فيروس كورنا على الانتقال عبر الهواء لمسافة أكثر من مترين، وهي المسافة المتعارف عليها في الإرشادات.
اقرأ/ي أيضًا: ملفّ خاص.. فيروس كورونا الجديد
لكن منظمة الصحة العالمية، وحتى وقت قريب، تصر على أن الطريقة الوحيدة لانتقال العدوى والمدعومة علميًا هي ملامسة الأسطح الملوثة بفيروس كورونا.
كورونا في الهواء
مؤخرًا، بيّنت دراسة جديدة أجرتها جامعة نبراسكا منتصف تموز/يوليو قابلية كورونا على الانتقال في الهواء الدقيق الذي يخرج من الفم والأنف حين يتحدث أو يتنفس الناس بشكل طبيعي.
أشارت الدراسة إلى المسألة التي ترعب بعض العلماء، حيث وجد الباحثون أن الفيروس الموجود في عينات من الهواء الموجود بدوره في غرف مرضى كورونا يمكن أن يتكرر في أطباق بتري (وعاء لاستنبات الخلايا) في المختبر.
منظمة الصحة العالمية ذاتها أقرت في الفترة الأخيرة أن انتقال فيروس كورونا عبر الهواء غير مستبعد في حالات معينة.
الكمامة ومسافة.. للجميع ودائمًا
يحتمي كوفيد – 19 في قطرات كبيرة من المواد السائلة التي تسقط على الأرض أو الأسطح، لكن إثبات ما تتوقعه الدراسات سيجعلنا نرتدي أقنعة الوجه (الكمامة) في كل الأوقات وجميع الأماكن العامة.
يقول رئيس مركز الرافدين للتنمية الصحية، الدكتور صلاح الموسوي إن "كل الدلائل العلمية والإرشادات التي تصدر من منظمة الصحة العالمية تؤكد أن انتقال فيروس كورونا يجري عن طريق القطيرات التي تصدر من شخص مصاب بالفيروس، وهذه القطيرات أو ما يسمى بالرذاذ ينتقل أثناء الكلام والعطس والسعال تحمل الفيروس تعتبر ثقيلة لأنها سوف لا تنطلق إلى مسافة أكثر من متر أو متر ونصف".
أشار الموسوي في حديث لـ"ألترا عراق" إلى أن "طرق الوقاية الحقيقية تبدأ بارتداء الكمامة العادية لكل الأشخاص، إذ عندما يرتدي من يُعتقد أنه يحمل الفيروس سوف يمنع من انتقال القطيرات إلى الشخص الذي يجلس أمامه أو قريب منه".
يرى الدكتور صلاح الموسوي أن مستقبلنا مع كورونا يعتمد على حماية أنفسنا من الفيروس الموجود في أغلب دول العالم
بناءً على دراسة نبراسكا، سينتشر الفيروس في أي مكان كان فيه الشخص المصاب ولمدة أطول مما كان يعتقد. ولن ينتقل الفيروس، في هذه الحالة، عبر السعال أو العطس فقط وإنما من خلال التحدث والتنفس.
(التحدث والتنفس)
اكتشف باحثون في آذار/مارس الماضي أن 3 من 18 عيّنة أُخذت من أسرّة مرضى بكورونا وجرى اختبارها وكانت قادرة على التكاثر في بيئة خاصة. وستكون جزيئات الفيروس المعدية عالقة لمدة طويلة في غياب التهوية وتنتشر لمسافة أكثر من مترين.
اقرأ/ي أيضًا: الإسهال و"الشرية" والصداع.. أعراض غير معروفة لوباء كورونا
يعلق الدكتور الموسوي على ذلك بالقول: "مع ضرورة ارتداء الكمامات، يجب الحفاظ على مسافة التباعد المكاني بحدود مترين أو اكثر لكي نضمن عدم انتقال هذه القطيرات".
مستقبلنا مع كورونا
تدريجيًا، يكتشف العلماء المزيد من نشاط الفيروس الغامض، وخلصت دراسة أجراها باحثون على مياه الصرف الصحي في فرنسا والبرازيل وغيرها إلى وجود كوفيد-19 في عيّنات من مياه الصرف الصحي، بعضها سبق الإعلان عن المرض.
ويحدد متخصصون عدة عوامل من شأنها تعيين البوصلة التي يذهب إليها العالم مع تخفيف الإغلاق الذي شرعت به العديد من الدول.
وتشمل العوامل "مناعة القطيع" والاعتماد على درجة المناعة الطبيعية ضد الفيروس، واستخدام عقاقير فعّالة لعلاج المرض، واكتشاف لقاح له، وعوامل أخرى تتعلق بالتغذية والفيتامينات ومظاخر من الطبيعة كالتعرض للشمس.
في هذا الصدد يرى الدكتور صلاح الموسوي أن مستقبلنا مع كورونا يعتمد على حماية أنفسنا من الفيروس الموجود في أغلب دول العالم، ومن الممكن أن ينحسر إذا طبقت الإجراءات الوقائية الصحيحة كغسل اليدين بالماء والصابون أو أحد المطهرات، ولبس الكمامة أثناء الخروج من المنزل وأثناء العمل واستخدام وسائل النقل إضافة إلى الاحتفاظ بالتباعد المكاني.
يرى مختصون أن من الممكن أن ينحسر الفيروس إذا طبقت الإجراءات الوقائية الصحيحة كغسل اليدين بالماء والصابون، ولبس الكمامة أثناء الخروج من المنزل
يقول الموسوي لـ"ألترا عراق" إن "اتّباع الإرشادات من الجميع سوف يقلل نسبة الإصابات وبالتالي معدل انتشار الفيروس عبر الحفاظ على الوضع المحمي للأشخاص".
خلاف الإرشادات، يعتقد رئيس مركز الرافدين أن الفيروس سوف يبقى وينتشر.
اقرأ/ي أيضًا:
فقدان حاسة الشمّ من أعراض الإصابة بفيروس كورونا.. فما خطورة ذلك؟