22-يناير-2017

الموصل 2017 (أ.ف.ب)

تحاول الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران أن تضع موطئ قدم لها، طويل الأمد، في المناطق المحررة من تنظيم "داعش" شمالي وغربي العراق.

وبفعل مشاركتها في العمليات العسكريّة في مدينتي الأنبار وصلاح الدين، تمكنّت هذه الميليشيات من فرض نفسها بالقوّة على الحكومات المحليّة والسكّان، وأخذت تفتتح المقار لتتحوّل إلى ما يُشبه الرقيب على إدارة هذه المحافظات، فضلًا عن تحوّلها إلى جهاز أمني يحقّق مع السكّان ويعتقلهم.

تحاول الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران أن تضع موطئ قدم لها، طويل الأمد، في المناطق المحررة من داعش

اقرأ/ي أيضًا: الموصل..تقدم القوات الحكومية وغياب موعد التحرير

وأكد مصدر في وزارة الداخلية يعمل في محافظة الأنبار افتتاح ثلاثة مكاتب للمليشيات في الرمادي، مركز محافظة الأنبار، وقضاء والفلوجة، في المحافظة ذاتها.

وحدد المصدر الميليشيات بالأسماء، وقال إن كل من حزب الله ومنظمة بدر وكتائب الشهيد علي الأكبر افتتحت لها ثلاثة مكاتب رسمية في الرمادي والفلوجة المحررة دون معرفة أسباب بقاء عناصرها في تلك المناطق، إلا أنه قال إن "هذه الميليشيات تتدخل بعمل الأجهزة الأمنية وتمنع الكثير من السكّان من العودة إلى منازلهم".

ويخالف بقاء هذه الميليشيات تعليمات القائد العام للقوات المسلّحة العراقية، رئيس الوزراء حيدر العبادي، الذي أمر بتسليم الأمن للشرطة المحليّة.

ووفقًا للمصدر، الذي رفض الإشارة إلى اسمه، فإن "المليشيات لها مراكز ومقرات في الرمادي والفلوجة وناحية الصقلاوية وفي الرطبة وفي قضاء حديثة"، لافتًا إلى أن هذه المليشيات تتحرّك يوميًا داخل المناطق المحررة والآمنة في محافظة الأنبار.

وتابع المصدر بالقول إن "الحكومة المحليّة والشرطة المحلية في محافظة الأنبار أكدت عدم الحاجة لتواجد هذه الميليشيات في المحافظة"، مستدركًا بالقول "تم تسليم الملف الأمني للقوات الأمنية في وزارة الداخلية، ورغم الأوامر بانسحابها إلا أن الميليشيات بقيت في المحافظة".

اقرأ/ي أيضًا: هل ينجح داعش في استنزاف قوات التحالف في الموصل؟

وسبق للميليشيات التي تنتمي إلى الحشد الشعبي أن ارتكبت انتهاكات بحقّ المدنيين في مدينة الفلوجة في حزيران/يونيو عام 2016، الأمر الذي دفع رئيس الوزراء إلى تشكيل لجنة للتحقيق بالانتهاكات، غير أن اللجنة واجهت انتقادات بسبب ترأسها رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض.

وتسعى بعض الميليشيات التي تمتلك جناحًا سياسيًا إلى كسب بعض سياسيي المناطق السنيّة إلى صفوفها من أجل إدراجهم في القوائم الانتخابية لخوض انتخابات مجالس المحافظات والانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤهما خلال العامين الجاري والمقبل.

وسبق لرئيس مجلس الوزراء السابق نوري المالكي أن استغل الظرف الأمني الحرج الذي مرّت به محافظة الانبار إبان أعوام 2006 و2007 للحصول على أصوات الانتخابية من خلال الاعتماد على سياسيين محليين في الأنبار موالين له.

وقد اصطلح في الأوساط السياسية على هؤلاء السياسيين بـ"سنة المالكي" إبان التظاهرات التي اندلعت بالمدن السنيّة عام 2013 ووجهت بالقمع.

وفي محافظة صلاح الدين، قال مصدر محلي لـ"ألترا صوت" إن "المكاتب التي افتتحت في ناحية العلم وقضاء بيجي للميليشيات يراد منها كسب أعداد جديدة من الشباب والمقاتلين للانضمام إلى صفوف الحشد الشعبي، وفرض قوة تلك الجماعات في المحافظة".

وقد كسب بعض ساسة محافظة صلاح الدين، المناصرين للحشد الشعبي، شبّان من المحافظة إلى صفوف الحشد الشعبي، إلا أن هؤلاء حصلوا على سلاح خفيف فحسب.

وبحسب المعلومات المتوفّرة، فإن عدد المكاتب التي افتتحتها الميليشيات في المناطق المُحررة في محافظات ديالى وصلاح الدين والأنبار يقدّر بحوالي 11 مكتبًا، وهناك توقعات بأن تُفتتح مكاتب أخرى خلال الفترة المقبلة في مدينة الموصل التي تضم بعض المناطق القريبة منها سكان من المكون الشيعي الذي انتمى بعض أبنائه إلى فصائل الحشد الشعبي.

اقرأ/ي أيضًا: 

داعش يطيل معركة الموصل..استراتيجية نقل العمليات

 درس الفلوجة في معركة الموصل..الطائفية سيدة الحشد